الأكراد يسعون لكبح طموحات أردوغان نحو السلطة المطلقة
الأكراد يسعون لكبح طموحات أردوغان نحو السلطة المطلقةالأكراد يسعون لكبح طموحات أردوغان نحو السلطة المطلقة

الأكراد يسعون لكبح طموحات أردوغان نحو السلطة المطلقة

يقاتل "حزب ديمقراطية الشعوب" الكردي في تركيا عبر حملة انتخابية دؤوبة من أجل الحصول على أكبر عدد ممكن من المقاعد في البرلمان بحيث يستطيع كبح الطموح السلطوي لدى الرئيس رجب طيب أردوغان.

وهذه المهمة ليست سهلة، فمنذ عام 2002، هيمنت الانتصارات المتتالية لحزب العدالة والتنمية الحاكم على السياسة التركية، وتحوّل من حزب إسلاميّ مؤيّد لأوروبا إلى تبجيل شخصية أردوغان.

لكن سطوة "العدالة والتنمية"، هذه، لا تمنع "حزب ديمقراطية الشعوب" من توظيف مختلف الأوراق، بما في ذلك القضية الفلسطينية، حتى يتمكن من نزع الهالة السياسية والإعلامية التي رسمها أردوغان حول شخصيته.

الهدف الذي يعمل عليه حزب "ديمقراطية الشعوب" هو تجاوز عتبة العشرة بالمئة اللازمة لدخول البرلمان، واذا تحقق ذلك فلن يتمتّع "حزب العدالة والتنمية" سوى بأغلبية ضئيلة. السيناريو الآخر هو أنه في حال فشل الحزب الكردي في عبور العتبة البرلمانية، فإن عدد مقاعد "العدالة والتنمية" سيرتفع وسيحصل، على الأرجح، على أغلبية كافية تتيح له التأسيس لنظام رئاسي يمنح رئيس الجمهورية صلاحيات هائلة.

واللافت، أن طموح أردوغان لا يتوقف على أداء حزبه ولا على فصيل المعارضة الرئيسي، "حزب الشعب الجمهوري"، بل على أداء "حزب ديمقراطية الشعوب" الذي تحول إلى ائتلاف يضم الحركات النسائية المؤيدة لحقوق المرأة واليساريين والعلويين وبعض الاقليات الأخرى من أجل تخطّي العتبة البرلمانية الذي سيوفر له حوالي 50-70 مقعداً من مقاعد البرلمان التي يبلغ عددها 550، ليلعب فعلاً دوراً مؤثراً جداً في المشهد السياسي التركي بصورة عامة.

ولا يتعلق الأمر بمسألة توسيع صلاحيات الرئاسة فحسب، فإذا فشل "حزب ديمقراطية الشعوب" في تحقيق النسبة المطلوبة، فقد يكون الاستقرار الداخلي في تركيا، حسب مراقبين، عرضة لمزيد من المخاطر، إذ إنّ احتمال بقاء الحزب الموالي للأكراد خارج قبة البرلمان قد يثير اضطرابات واسعة النطاق في المناطق الكردية، الأمر الذي قد يعرقل مفاوضات السلام الجارية مع "حزب العمال الكردستاني" الذي يتشارك مع "ديمقراطية الشعوب" في أيديولوجية واحدة بشأن حقوق أكراد تركيا.

ورفعت عملية السلام رصيد ديمقراطية الشعوب، كما نال الحزب شعبية أكثر بعد احتجاجات اسطنبول في عام 2013، حيث قدم "حزب ديمقراطية الشعوب" نفسه على أنّه المعقل الجديد للمعارضين لـ "حزب العدالة والتنمية".

يضاف إلى ذلك شعبية زعيم حزب "ديمقراطية الشعوب" صلاح الدين دميرتاش (42 عاما)، المحامي المدافع عن حقوق الإنسان، والذي برز كناقد قويّ لأردوغان، فقد خاض الانتخابات الرئاسية التي جرت في الصيف الماضي، ضده وحصل على نسبة معقولة من الأصوات وصلت إلى نحو 10 في المائة.

وتعهد دميرتاش في آذار الماضي بالوقوف ضد طموح أردوغان "لن نسمح لك يا أردوغان أبداً بأن تصبح رئيساً تنفيذيّاً".

ونقل الحزب الكردي حملته الانتخابية إلى أوروبا، اذ شارك دميرتاش في تجمّع حضره الآلاف في باريس، كما زار قياديون في الحزب ألمانيا والنمسا للغرض ذاته.

ويبدو أردغان من جانبه متيقظا لهذه الحقيقة، إذ قال، السبت، من مدينة باطمان ذات الغالبية الكردية إن لديه وثائق "تؤكّد قيام حزب العمال الكردستاني بتعليم مبادئ الديانة الزرادشتية لعناصره"، في محاولة لاستمالة الناخب الكردي عن طريق دغدغة المشاعر الدينية لدى البسطاء الكرد بطريقة وصفها بعض النشطاء بـ"المشينة".

والملاحظ أن ثمة تغييرا في خطاب أردوغان تجاه الأكراد، إذ بات يميل إلى لغة دبلوماسية ناعمة بهدف كسب المزيد من اصوات الأكراد الذين يقدر عددهم في تركيا بنحو 20 مليونا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com