تعثر المصالحة بين عباس ودحلان
تعثر المصالحة بين عباس ودحلانتعثر المصالحة بين عباس ودحلان

تعثر المصالحة بين عباس ودحلان

يطفو على المشهد السياسي الفلسطيني المفعم بالضبابية بين الفترة والأخرى جملة من الأحداث المتسارعة والملفات العالقة، ولعل أبرزها هو حسم الصراع السياسي بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، والتي أثيرت من جديد بعد كشف تقارير إعلامية قبل أيام عن توقف وساطة لبنانية بينهما للمصالحة.

أولى علامات تعثر تلك الوساطة بينهما بدأت بعد وقت قصير من تلك التقارير الإعلامية التي تحدثت عن توقف وساطة قام بها مسؤول الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، الذي هدف للمحافظة على وحدة الأمن في المخيمات الفلسطينية في لبنان، في مواجهة الجماعات المتطرفة، خاصة بعدما أن تأكد أن لدحلان أنصار في لبنان، كما لعباس.

فقد أعلنت نيابة "مكافحة الفساد" الفلسطينية، أمس الثلاثاء، عن تقديمها لطعن بالاستئناف أمام محكمة استئناف رام الله، على الحكم الغيابي الصادر بعدم قبول دعوى جزائية ضد ضد النائب، والقيادي المفصول من حركة "فتح"، محمد دحلان.

وكانت محكمة "جرائم الفساد"، المختصة بالنظر في قضايا الفساد، في رام الله، قررت في 19 الشهر الجاري، عدم قبول الدعوى المقدمة ضد دحلان والاتهامات الموجهة له بالفساد وإهدار المال العام.

وقالت هيئة مكافحة الفساد في بيان صحفي إن "نيابة محكمة الفساد المنتدبة قدمت، الثلاثاء، استئنافاً لمحكمة الاستئناف برام الله، بالحكم الغيابي الصادر بعدم قبول الدعوى الجزائية المقامة بحق محمد دحلان، كونها سابقة لأوانها لعدم رفع الحصانة البرلمانية عنه، بالرغم من رفع تلك الحصانة بموجب قرار قانون رقم 4 لسنة 2012، الصادر عن الرئيس محمود عباس، بتاريخ 3 يناير/كانون ثاني 2012، وذلك لاتهمامه بارتكاب بجرائم فساد، واختلاس، وكسب غير مشروع أثناء عمله منذ نهاية العام 2006 وحتى (يوليو)/تموز 2007، كمنسق للشؤون الأمنية في الرئاسة الفلسطينية".

وانقلبت العلاقة بين عباس ودحلان، من علاقة تحالفية شهدت مصالح متبادلة بينهما، إلى صراع مرير إثر عوامل عديدة منها سيطرة حماس على قطاع غزة عام 2007 وانهزام محمد دحلان وأنصاره أمامها، ولجوئه إلى الضفة الغربية، ووصول معلومات لعباس بأن دحلان يجتمع سراً بقيادات فتحاوية في الضفة الغربية، ويطرح عليها إسقاطه بحجة أنه ضعيف، وتوجيهه انتقادات شديدة لأبناء عباس واتهامهم باختلاس الأموال، واستغلال موقع والدهم.

وأثرت الخلافات بين عباس ودحلان على قوة حركة فتح ووحدتها الداخلية والتي ألقت بظلالها مؤخراً على نتائج الانتخابات في مجالس الطلبة في عدد من الجامعات في الضفة الغربية وآخرها في جامعة بيرزيت التي لاقت انتقادات حادة من القاعدة الجماهيرية للحركة.

حدة الخلافات بين دحلان وعباس برزت جلياً في قطاع غزة المحاصر منذ سيطرة حماس عليه بعد انقلاب عام 2007، فلدحلان ثقل كبير بين كوادر حركة فتح ومناصريها، بالإضافة لنشاطه عبر الجمعيات الخيرية التي تديرها زوجته جليلة دحلان.

في المقابل، فإن أعضاء من اللجنة المركزية لحركة فتح من خصوم دحلان يؤكدون باستمرار بأن موضوع المصالحة مع دحلان غير قابلة للوساطة ويسعون باستمرار لإفشالها كما عملوا على خلق تيار بين أبناء الحركة رافض لوجود دحلان داخلها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com