كيف ينظر اليمنيون لقرار مجلس الأمن ضد الحوثيين وصالح؟
كيف ينظر اليمنيون لقرار مجلس الأمن ضد الحوثيين وصالح؟كيف ينظر اليمنيون لقرار مجلس الأمن ضد الحوثيين وصالح؟

كيف ينظر اليمنيون لقرار مجلس الأمن ضد الحوثيين وصالح؟

صنعاء - لاقى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 للعام 2015، الذي صدر أمس ضد الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدلله صالح ارتياحا واسعا لدى الأوساط السياسية والشعبية اليمنية.

وكتب ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات وتغريدات مرحبة بالقرار الذي اعتبروه دعما مهما لعمليات عاصفة الحزم العربية لدعم عودة الشرعية للبلاد وإنهاء التمرد الحوثي المسنود من صالح.

وكان القرار الذي صدر تحت الفصل السابع وبتصويت 14 دولة من الدول الأعضاء في مجلس الأمن فيما امتنعت روسيا عن التصويت، (الثلاثاء) ينص في أهم بنوده أنه يفرض عقوبات على زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي ونجل الرئيس السابق أحمد علي صالح وفرض حظر على توريد السلاح لجماعتيهما (الحوثيين والعسكريين الموالين لصالح) ودعوة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتفتيش السفن المتوجهة إلى اليمن.

كما دعا القرار جماعة الحوثي والموالين لصالح للانسحاب من المدن التي سيطروا عليها بما فيها العاصمة صنعاء، وتسليم السلاح للدولة، ووقف العنف في اليمن، وتلبية الدعوة الخليجية للحوار في الرياض تحت سقف المبادرة الخليجية.

وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني عبدالله سليمان للاناضول إن أهمية قرار مجلس الأمن يمكن تلخيصها في التالي:

- دعم القيادة الشرعية لليمن، وعملية عاصفة الحزم العربية التي أتت بطلبها لإعادة اليمن للشرعية وإنهاء التمرد الحوثي المدعوم من صالح.

- دعم الحوار السياسي اليمني الذي دعا له مجلس التعاون الخليجي في الرياض وتحت سقف المبادرة الخليجية فقط، وتجاهل اتفاق السلم والشراكة الذي وقعه الحوثيون مع الحكومة اليمنية يوم اجتياحهم للعاصمة في 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، وهو أمر جديد على بيانات وقرارات مجلس الأمن.

- معاقبة زعيم الحوثيين ونجل صالح القائد السابق لما كانت تعرف بقوات الحرس الجمهوري التي تشترك مع مليشيا الحوثي في اجتياح المدن اليمنية، يعكس صورة الجماعتين (الحوثي وصالح) وأنصارهما كجماعتين متمردين على الشرعية في اليمن أمام المجتمع الدولي.

- حظر توريد الأسلحة للحوثيين وصالح ودعوة الدول الأعضاء في مجلس الأمن والأمم المتحدة لتفتيش السفن المتوجهة لليمن، قد يدفع بدول غربية و أخرى في الإقليم كباكستان وتركيا إلى الانخراط مع تحالف عاصفة الحزم في الرقابة البحرية على السواحل اليمنية تحت غطاء الشرعية الدولية لهذا القرار.

- امتناع روسيا عن التصويت وعدم استخدامها لحق النقض (الفيتو) في إعاقة القرار، سيؤثر على معنويات أنصار الحوثي وصالح الذين كانوا يعولون على الدور الروسي في دعمهم.

وعن تأثير القرار الدولي على مسار الأحداث الدائرة في اليمن بين المؤيدين للقيادة الشرعية للبلاد وعمليات عاصفة الحزم والمؤيدين للمتمردين الحوثيين والموالين لصالح، قال المحلل السياسي ورئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية عبدالسلام محمد، إن القرار رفع من معنويات الداعمين للشرعية ولعاصفة الحزم فيما يسيطر الإحباط الآن على المتمردين الحوثيين والموالين لصالح بعد صدور القرار بعد أن كانوا يعولون على الفيتو الروسي.

وتوقع محمد أن تشهد جبهة الحوثي وصالح المزيد من التفكك بين الجماعتين المتحالفتين، وخاصة في جبهة صالح وحزبه المؤتمر الشعبي، مستشهدا بانشقاق رئيس كتلته البرلمانية وأحد أهم الداعمين لصالح سلطان البركاني الذي التحق بمعسكر تحالف العاصفة في الرياض وتوجيه انتقادات لاذعة من هناك لجماعة الحوثي والمتحالفين معها في إشارة لرئيس حزبه (صالح).

وقال رئيس مركز أبعاد إن المعلومات التي لديه تفيد بأن الكثير من شيوخ القبائل المهمين المحسوبين على حزب (صالح) المؤتمر الشعبي العام انشقوا عنه بعد أن رأوا المملكة السعودية تقود تحالف العاصفة ضد التمرد الحوثي المدعوم منه، وبعد أن كان الرئيس السابق قد أوهمهم بأن ما يفعله من دعم للحوثيين يحظى بقبول المملكة.

ومن هؤلاء بحسب محمد، أحد أهم حلفاء صالح، الشيخ محمد بن ناجي الشايف شيخ مشائخ بكيل ثاني أهم قبيلة في شمال البلاد الذي يتواجد الآن في الرياض.

وتابع "هذا الأمر انعكس على المعارك التي تخوضها القبائل في محافظة مأرب شرقي البلاد، حيث فضل الكثير من شيوخ القبائل الذين كانوا يدعمون الحوثي بإيعاز من صالح البقاء على الحياد بعد أن تأكد لهم أن صالح لا يحظى بدعم المملكة التي يحرصون على العلاقات الجيدة التاريخية معها.

وبعد قرار مجلس الأمن، توقع محمد أن ينسلخ الكثير من شيوخ القبائل المهمة والكثير من القيادات العسكرية بعد أن تأكد لهم أنه أصبح معزولا على الصعيد الدولي كما هو على الصعيد الإقليمي، وأن القرار الدولي الأخير قد أنهى المستقبل السياسي له ولأسرته بإضافة نجل (صالح) كما هو على لائحة العقوبات الدولية.

وأضاف: أتوقع أن يفاوض صالح الدول الخليجية بالتوقف عند دعم المتمردين الحوثيين مقابل رفع اسم نجله من لائحة العقوبات وضمان مستقبله السياسي، لكني لا أعرف ما إذا كان هذا الأمر لا زال مقبولا في الخليج أو لا، خاصة وأنهم حرصوا على عدم معاقبة نجله في القرار الأول الذي شمله وشمل قياديين حوثيين آخرين.

وكتب الناشط السياسي اليمني الجنوبي أسامة منصور بعد القرار 2216، على "فيسبوك" أصبح الحوثي وصالح كما هما دائما معزولين دوليا وإقليما، ولذلك أصبح واضحا أنهم لن يكسبوا المعركة أمام القيادة الشرعية وتحالف العاصفة الذي يدعمها.

وتابع: قد يصمدوا لبعض الوقت لتحسين شروط الاستسلام، لكن لا يوجد أي خيار أمامهم إلا أن يستسلموا.

وكتب الناشط والكاتب صدام المزحاني على فيسبوك "الرسالة الأهم من القرار 2216، هي أنه حين يتحرك العرب للحفاظ على أمنهم الاستراتيجي الذي بات مهددا من إيران، لا يكون أمام المجتمع الدولي إلا أن يدعمهم".

وأضاف: سيكتب التاريخ أن ما بعد عاصفة الحزم لن يكون كما قبلها بالنسبة للصراع العربي الإيراني.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com