عَداء الحوثيين يوحد "مؤقتا" القاعدة والقبائل في اليمن
عَداء الحوثيين يوحد "مؤقتا" القاعدة والقبائل في اليمنعَداء الحوثيين يوحد "مؤقتا" القاعدة والقبائل في اليمن

عَداء الحوثيين يوحد "مؤقتا" القاعدة والقبائل في اليمن

يرى مراقبون أن الحرب التي تدور حاليا في اليمن خلطت أوراقا ومعطيات كثيرة، وحَورت تحالفات عديدة، وغيرت أولويات "العداء" بين الأطراف، وهو ما جعل البعض يعتبر أن اليمن الذي تخبط لسنوات في معادلة "القاعدة والقبائل" في مواجهة "الحوثيين وبقايا الدولة"، يشهد الآن تحالفات "مريبة"، قد تجد فيها القبائل نفسها وحيدة في مواجهة  ثالوث القاعدة والحوثيين وأنصار صالح، مثلما يحدث الآن في محافظة حضرموت من قتال شرس بسبب احتلال القاعدة لمدينة المكلا.

وفرضت الحرب الدائرة في اليمن حاليا، تكتيكا جديدا من حيث الأولويات، دفعت أبناء بعض القبائل الذين كانوا ينشطون في القاعدة إلى العودة إلى مدنهم الأصلية والذود عن مضاربهم القبلية أمام خطر الحوثيين.

الواقع الجديد، أبان عن انفراط العقد بين بعض القبائل اليمنية وتنظيم القاعدة، الذي حاول أن يجد له موطأ قدم في المتغيرات اليمنية مستفيدا من مواجهة القبائل للمد الحوثي من جهة، وعلى تحالفات قديمة وتفاهمات مع القبائل، لكن السحر انقلب على القاعدة حيث أظهرت القبائل عداءً كبيرا لحليف الأمس، وهو ما بدا واضحا في الجنوب اليمني.

تحالف ظرفي

إملاءات الواقع فرضت تحالفا غير تقليدي، أزعج عديد المتابعين للشأن اليمني، يتعلق الأمر بالقبائل التي عارضت تنظيم القاعدة في السابق، وعادت في الآونة الأخيرة  لتنظر إليه كحليف طبيعي في حربها ضد الحوثيين.

هذا التحالف، أربك المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر، عندما ما قال في تصريح سابق "لأول مرة في اليمن نرى القبائل تحتضن أعضاء تنظيم القاعدة".

وعلى الرغم من أن الصراع بين الحوثيين وقبائل اليمن ينبع من الصراع على السلطة في صنعاء وليس على أساس ديني أو أيديولوجي، إلا إنه من الممكن أن يتطور إلى صراع طائفي.

واستغل عناصرتنظيم القاعدة حالة الكره والاستياء تجاه الحوثيين ليصوروا حملتهم على أنها جهاد سنّي ضد الشيعة المنافسين، وهي الرسالة التي يبدو أن صداها قد تردد بين السكان المحليين. وعلى مدى الأشهر الماضية؛ اتخذ الخطاب بين كل من الحوثيين والقبائل المعارضة لهم لهجة طائفية بشكل ملحوظ للغاية.

هزيمة القاعدة

يرى مراقبون أن التكتل الشعبي في اليمن ضد الحوثيين في مناطق عدة، سببه ليس الخوف فقط من التمدد الحوثي الميداني، وإنما خوفا من تمدد البعد الاجتماعي والديني على المجتمع اليمني.

ففي حضرموت تشكل تحالف قبلي عام 2013، ضم قبائل الحموم ونوح وسيبان وبلعذيب والشنافر وكندة وبني ظنه، وخاض هذا التحالف قتالا شرسا منذ أيام في مواجهة تنظيم القاعدة، الذي هاجم مدينة المكلا كبرى مدن حضرموت.

مقاتلو القبائل دخلوا المكلا، متعهدين بإعادة الأمن، بعد أن اقتحم مسلحو القاعدة السجون وأطلقوا سراح خالد باطرفي، وهو عضو بارز في ما يسمى "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، كان قد اعتقل قبل أ ربعة أعوام. كما نهبوا البنوك، وسيطروا على مباني حكومية.

وتمكن لاحقا "تحالف قبائل حضرموت" من استعادة السيطرة على أجزاء من المدينة، بعد أن اجتاحها مسلحو تنظيم القاعدة القاعدة لفترة قصيرة، كما تمكن التحالف من سد الفراغ الأمني في عدد من معسكرات الجيش بحضرموت بعد انسحاب الجيش منها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com