"الحشد الشعبي" والولاء المنقسم بين السيستاني وخامنئي
"الحشد الشعبي" والولاء المنقسم بين السيستاني وخامنئي"الحشد الشعبي" والولاء المنقسم بين السيستاني وخامنئي

"الحشد الشعبي" والولاء المنقسم بين السيستاني وخامنئي

تعرض الحشد الشعبي، المكون من ميليشيات شيعية، لانتقادات واسعة من سياسيين عراقيين ومنظمات حقوقية بسبب ولاءاته الطائفية وافتقاره إلى أي مشروع وطني عراقي.

وأفرزت معارك تحرير تكريت، وعمليات النهب والسلب التي حصلت هناك، نوعين من المجموعات المسلحة التي تشكل "الحشد الشعبي"، الأول يرتبط في شكل مباشر بالمرجع الديني الأعلى علي السيستاني، ويتلقى أوامره من العبادي الذي قرر أخيراً ربط "الحشد" بوزارة الداخلية، والثاني يرتبط بـ "الحرس الثوري الإيراني"، ويدين بالولاء لمرجعية المرشد علي خامنئي.

ويتلقى حيدر العبادي دعماً لإعادة هيكلة وتصنيف مجموعات "الحشد الشعبي"، بما يضمن عدم تحولها إلى دولة داخل الدولة، ولتجنب استمرار التجاوزات التي حدثت خلال تحرير تكريت، واختفاء عشرات المعتقلين.

ودان العبادي في مناسبات عدة ممارسات من اسماهم بـ "جيش المندسين وضعاف النفوس، والمدعومين" الذين يخطون شعارات بالفارسية على الجدران في تكريت، ويرفعون صوراً لشخصيات دينية على رغم أوامر السيستاني بعدم رفع صور أو رايات سوى راية العراق خلال المعارك.

ولا تأتي انتقادات رئيس الحكومة العراقية من فراغ، بل تشير إلى ظاهرة انتشرت في شكل لافت في تكريت، عبر تعبير عناصر من الحشد عن الولاء لإيران، بالصور والشعارات المكشوفة، وتزامنت مع أعمال السلب والحرق.

وأكدت مصادر عراقية مطلعة أن الحكومة تحاول التفاوض مع قادة في مجموعات من "الحشد الشعبي" لمعرفة مصير عشرات المعتقلين لديها.

وأعلنت مصادر دينية مقربة من مرجعية النجف أن "السيستاني أرسل خلال الأيام الماضية شخصيات مرتبطة به، للوقوف بأنفسهم على طريقة عمل مجموعات الحشد الشعبي، في مواقع القتال وتصنيف كل مجموعة منها بأعدادها وتمركزها وطريقة ارتباطها بالمراجع الرسمية في وزارتي الدفاع والداخلية".

وأكدت هذه المصادر أن تحركات العبادي لفرض سلطة الدولة على المجموعات التي تدين بالولاء لإيران، وتخييرها بين الاستمرار في الحشد أو الخروج منه، تنال دعماً مباشراً من السيستاني نفسه.

ويقول مراقبون أن ممارسات الحشد الشعبي تنطلق من منطق الثأر والانتقام من المناطق السنية وخصوصا مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

ورغم هذه الولاءات الطائفية للحشد الشعبي غير أن موقف واشنطن يبدو خجولا في التعاطي مع هذه المجموعات، فهي رفضت بداية إشراكها في المعارك ضد داعش لكنها سرعان ما تراجعت، وأطلقت يدها في المناطق السنية التي تشكو من ممارسات للحشد لا تقل "وحشية" عن ممارسات داعش.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com