الأمن المصري يداهم قناة سورية معارضة للأسد

 دمشق – داهمت السلطات المصرية مقر قناة "سوريا الغد" المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وصادرت جميع التجهيزات التي تملكها وطردت العاملين واعتقلت بعضهم، بدعوى أنهم تابعين لجماعة "الإخوان المسلمين" التي تصنفها السلطات الحالية في مصر "إرهابية".

وقال عبد الحفيظ شرف، مدير عام القناة، إن قوة أمنية داهمت، مساء أمس الثلاثاء، مقر القناة التي كانت تبث على القمر المصري "نايل سات" بمدينة الإنتاج الإعلامي في حي "6 أكتوبر" وأغلقت مكاتبها وصادرت المعدات بحجة "بثها برامج تحريضية" واعتقلت بعض من موظفيها.

واعتبر "شرف" في تصريحات صحفية نشرت، الأربعاء، أن قناة "سوريا الغد" لا تغطي "مطلقاً أخبار مصر وتركز جهودها فقط لتغطية الأحداث في سوريا، ومع هذا تم غلقها"، مشيراً لأنها "قناة مناصرة للثورة السورية تأسست بعد أشهر قليلة من بداية الثورة السورية وتتخذ من مصر مقرا رئيسيا لها".

فيما قال مراقبون إن غلق القناة جزء من التحول في السياسة المصرية من نظام الرئيس السوري بشار الأسد عقب سيطرة المشير عبد الفتاح السيسي على مقاليد الحكم في مصر قي 3 تموز/ يوليو 2013، وأن مؤشرات هذا ظهرت أيضاً في القمة العربية الأخيرة التي استضافتها مصر، حيث تم رفض دعوة وفد المعارضة السورية أو السماح له بشغل "مقعد سوريا" كما حدث في قمم سابقة بالدوحة والكويت، وأنه تم رفع علم النظام السوري بدلاً من علم الثورة السورية الذي تم رفعه في قمم سابقة.

وفي تبرير السلطات المصرية لما جرى، قالت إنه "تبين أن القائمين على القناة استأجروا أحد الاستوديوهات التي تمتلكها فنانة شهيرة متخذين منه مقراً ويقومون ببث البرامج التي تسيء للبلاد وتحرض على الفرقة بين طوائف الشعب"، بحسب ما ذكرته وسائل الإعلام المصرية.

واتهمت السلطات المصرية القناة بالتبعية لـ"جماعة الإخوان الإرهابية"، وزعمت أن المهندس القائم على تشغيلها، يدعى "محمد" مسؤول عن قناة "الناس" التابعة لجماعة الإخوان" وهي قناة سلفية لا علاقة لها بالإخوان.

وتتخذ قناة "سوريا الغد" من مصر مقراً لها منذ تأسيسها عام 2012، وتعتمد على شبكات "انترنت" في بثها، وليس على الأقمار الصناعية، وسبق للقائمين عليها أن قاموا بتسريح العديد من الموظفين والعاملين السوريين في وقت سابق بحجة ضغط النفقات وضعف التمويل.