محللون: بلينكن يحمل "صيغة جديدة للنصر" حفظًا لماء وجه إسرائيل
بدأ وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أنتوني بلينكن زيارته الثانية لإسرائيل، اليوم الجمعة، في خطوة ظاهرها تأكيد دعم الولايات المتحدة المطلق لإسرائيل في حربها ضد حركة حماس.
رغم ذلك فإن محللين يرون أن مجرى الأحداث والمعطيات على الأرض يوحي بأن قراءة البيت الأبيض للمشهد بمجمله من منطلق الحفاظ على المصالح الأمريكية تتطلب بالضرورة إقناع إسرائيل بأهمية اتخاذ سلسلة من الإجراءات التي من شأنها تخفيف الضغوط التي تواجهها الولايات المتحدة داخليا وعلى الصعيد العالمي، إضافة إلى تجنيب إسرائيل الدخول في نفق مظلم جراء عدم قدرتها على تحقيق إنجاز ملموس في ما يتعلق بالقضاء على حماس أو حتى تدمير إو إضعاف قدراتها رغم مرور 28 يوما من القصف الجوي للقطاع بلا توقف وعدم فاعلية العمليات البرية التي بدأها الجيش الإسرائيلي منذ أسبوع في تحقيق أهدافها.

وأشار المحللون، في حديثهم لـ "إرم نيوز"، إلى أن الإدارة الامريكية يبدو أنها أدركت أن عمليات القصف الجوي بلا توقف التي تنفذها إسرائيل لم تؤثر بشكل ملموس على قدرات حماس التي ما زالت قادرة على إطلاق الصواريخ باتجاه المدن الإسرائيلية حتى اليوم، وأن القصف الجوي الذي طال أمده بدأ يثير الرأي العام العالمي ضد الولايات المتحدة، إذ لم يخلف إلا ضحايا من المدنيين تجاوز عددهم 9 آلاف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى.
ولفت المحللون إلى الإحصائيات والتقارير الصادرة عن مؤسسات أمريكية مختصة حول مؤشرات الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، التي تشير إلى تراجع تأييد الحزب الديمقراطي من قبل عدد من الأمريكيين نظرا لاستمرار النهج الذي تتبعه إسرائيل وتدعمه الولايات المتحدة برفض أي حديث حول وقف إطلاق النار ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في الأسابيع الثلاثة الأولى من الحرب وقصف أهداف مدنية من مستشفيات ودور عبادة بالإضافة إلى الأبراج السكنية، فضلا عن ارتفاع أعداد الضحايا والمصابين من المدنيين والأطفال والنساء في القطاع.
ويبقى ملف الرهائن الذين تحتجزهم حماس هو ورقة الضغط الأكثر تأثيرا في الأوساط الشعبية والسياسية الأمريكية بانتقاد سياسة بايدن وإدارته، وفقا للمحللين الذين أشاروا من جانب آخر إلى أن البيت الأبيض يرى أن استمرار الحرب والقصف على غزة وصعوبة تنفيذ العمليات البرية المحدودة من قبل الجيش الإسرائيلي وارتفاع عدد القتلى بين صفوف الجنود الإسرائيليين يحتاج إلى إقناع إسرائيل بمفهوم جديد للنصر يمهد لوقف عمليات القصف والتركيز على استهداف الأنفاق وأماكن تمركز مقاتلي حماس.
وترى وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أن استمرار الحرب بهذه الطريقة لن يؤدي إلى القضاء التام على حماس وكتائب مقاتليها، وهو ما شدد عليه المحللون في الإشارة إلى أنه لن تكون هناك نهاية تقليدية للحرب تعلن فيها إسرائيل تحقيقها للنصر وإنهاء العمليات.
وبذلك فإن التعريف الجديد للنصر الذي يمكن أن تقنع الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل به هو أن تعلن إسرائيل في وقت قريب عن أن عملياتها العسكرية حققت أهدافها بتدمير البنية التحتية لحماس وقدرتها على خلق منطقة عازلة مع القطاع مع الاستمرار باستهداف قياديي ومقاتلي حماس..
ووفق المعلومات، فإن بلينكن سيوضح لإسرائيل أن أولويات أمريكا في المرحلة الحالية تتمحور حول تخليص ملف الرهائن، وهذا ما يرى المحللون أنه يدل على وجود مفاوضات أمريكية إيرانية مباشرة بخصوص الرهائن، وأن حماس تنتظر التعليمات من إيران بهذا الخصوص.
ووفق القراءات للمشهد، فإن الأولوية الثانية هي الاتفاق على أوقات هدنة مؤقتة لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع وأخيرا إيجاد مخرج مناسب يتيح لإسرائيل الظهور بمظهر المنتصر من هذه الحرب، وهو ما يؤكد المحللون أنه يتطلب حصر الجبهة القتالية بقطاع غزة وعدم توسيع نطاقها، خصوصا على حدود إسرائيل الشمالية مع حزب الله أو أية أطراف أخرى في المنطقة.