ثورة جنين تستعد لإحياء انتفاضة الأقصى
ثورة جنين تستعد لإحياء انتفاضة الأقصىثورة جنين تستعد لإحياء انتفاضة الأقصى

ثورة جنين تستعد لإحياء انتفاضة الأقصى

كثير من المراقبين للشأن الفلسطيني يرون في شهداء فجر السبت، شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، المتوقع أن تجتاح الضفة الغربية أولا، ثم قطاع غزة بدرجة أقل، بهدف إزاحة الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية سواء بسواء.

كان رد الفعل على العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين فوريا، وجماعيا من قبل مقاتلي حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي، وكذلك كتائب شهداء الأقصى.. الجناح العسكري لحركة "فتح".. الذي يمثل ارادة الصمود والنضال في الحركة التي فجرّت الثورة الفلسطينية في الفاتح من كانون ثاني/يناير 1965، قبل أن تنخرط في عملية سياسية غير مجدية حتى الآن.. بدأت بواكيرها الأولى منذ العام 1968.



ما أشبه اليوم بالبارحة..


في 8/12/1978 تعمدت سيارة شحن اسرائيلية دهس عدد من العمال الفلسطينيين في حاجز ايرز.. فانطلقت الشرارة الأولى من جباليا بقطاع غزة، وكانت انتفاضة الحجارة.. الانتفاضة الأولى.

وتاريخ 22 آذار/مارس 2014 سيسجله التاريخ باعتباره الشرارة الأولى التي أطلقت انتفاضة الإقتلاع المزدوج..

المؤشر الأول على ذلك المظاهرات العفوية التي انطلقت في أكثر من مكان واحد من الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967- خصوصا مخيم جنين- الذي استهدف أحد مناضليه، فتصدت الصدور المؤمنة بحتمية الانتصار لقوات الإحتلال الغاشمة.. وزحفت ذات الصدور تطلق حناجرها.. أكثر من عشرة آلاف شاب مصممون على تحرير شعبهم وارضهم، واستعادة كرامتهم مؤكدة حتمية الانتصار.


التراكمات الكمية تؤدي إلى تغيرات نوعية



راكم الاحتلال والسلطة الفلسطينية الكثير جدا من عوامل الانفجار خلال السنوات الماضية.. وكان الكثير من المراقبين مستغربين كيف ولم لم يصل الربيع العربي إلى الأراضي الفلسطينية بعد؟!

في الأساس، كانت انتفاضة الأقصى في 28 أيلول/سبتمبر 2000 متوقعة قبيل تدنيس شارون وجنوده باحات الحرم القدسي، غير أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي أدرك أن الانتفاضة تستهدف السلطة والاحتلال معا، سارع إلى احتوائها، وتمكن من توجيهها نحو الاحتلال فقط، من خلال أوامره للأجهزة الأمنية بالانخراط في صفوف المنتفضين على الاحتلال، خالطا أوراق الشعب بأوراق أمن السلطة..!

الرئيس الحالي للسلطة الفلسطينية محمود عباس، لا يستطيع أن يفعل ما سبق أن نجح عرفات في فعله.

فهو لا يمتلك البرستيج الذي كان يتمتع به عرفات، ولا يملك الجرأة التي كان يمتلكها عرفات، ولا الشعبية التي حازها، بل إن عباس لا يؤمن بالمزاوجة ما بين العمل المسلح والعملية السياسية، كما كان عرفات. وهذه كانت أهم عوامل الخلاف بينهما.

وإلى ذلك، فإن عباس ما زال منخرطا في معركة كسر عظم مع محمد دحلان، المفصول من عضوية حركة "فتح".

هذه المعركة صدق الفلسطينيون كل ما قاله كلاهما فيها بحق الآخر، ولم يصدقوا دفاع أي منهما عن نفسه.

وعلى ذلك، فإن عباس العائد من زيارة فاشلة إلى واشنطن، أظهرته فاقدا لإمكانية المبادرة في أي اتجاه.. يبدو الآن للفلسطينيين أكثر ضعفا من أي وقت مضى.


انتفاضة ثالثة قاب قوسين أو أدنى

وفي العودة لاحتمال اشتعال انتفاضة ثالثة، فيرجح حدوت ذلك عوامل أهمها:

أولا: انطلاق مسيرات الغضب الشعبي فعلا.

ثانيا: توحد المقاتلين في أرض المعركة.. بغض النظر إن حدث هذا بموجب تنسيق مسبق، أم بموجب تنسيق لحظي، والأخير يعني استعداد الجميع للعمل معا دونما سابق تفكير وتخطيط وتنسيق.

تعيد هذه الحالة إلى الأذهان أحد شعارات "فتح" القديمة "الوحدة في أرض المعركة".

وها هي هذه الوحدة قد تحققت فعلا في جنين القسام..

هل يخوض الجميع الفلسطيني معركة مشتركة معا، حتى تحقيق كامل الأهداف الفلسطينية..؟


يبدو التوحد بين كتائب الشهيد عز الدين القسام، وسرايا القدس في أرض المعركة ممكنا، أما كتائب شهداء الأقصى فالأمر يحتاج إلى بعض التوضيحات.

كتائب شهداء الأقصى ليست كيانا واحدا موحدا، فهي في الواقع عدة مجموعات تخضع لعدة قيادات، وتحصل على التمويل من عدة جهات.. ولها مشارب سياسية غير متطابقة.

وعلى ذلك، فإن الأمر يحتاج إلى دراسة ميدانية دقيقة قبل أن يقرر محلل سياسي ما الذي يمكن أن تقدم عليه هذه الكتائب.

ثالثا: فقدان الأمل في أي حل سياسي، عبر مفاوضات أو غيرها.. هذا ما تؤكده العودة الخائبة لرئيس السلطة الفلسطينية من زيارته الأخيرة لواشنطن.. حيث لم تحقق المفاوضات طوال سنوات عديدة مديدة أي خطوة عملية على أرض الواقع.

رابعا: حالة الإحباط الشديدة التي تجتاح مشاعر الفلسطينيين في كل مكان، وانعدام ثقتهم بأي من القيادات الفلسطينية لأي فصيل انتمت.

هذا الإحباط يدفع بقوه باتجاه أن يمتلك الشعب زمام المبادرة بيديه.. عسكرية ونضالية وسياسية أيضا.

لقد مل الشعب الفلسطيني ضعف قيادته، وتملكه شعور عارم بضرورة العودة إلى طريق القوة، مستذكرا أن الانتفاضة الأولى هي التي صنعت السلطة الفلسطينية بدءا من سنة 1993، وأن الانتصارات تصنعها أيدي الشباب والرجال والنساء والأطفال والشيوخ والكهول.. تصنعها أيادي الجميع المباركة.

الدماء التي سفكتها قوات الاحتلال الغاشم في تصديها لانتفاضة الأقصى سنة 2000 هي التي تتنطح الآن للاحتلال من جديدة بأياد قابضة على الجمر.. مصرة على الحرية والتحرير..

إنها دماء الفلسطينيين في جنين القسام اليوم.. وفي نابلس جبل النار غدا.. لتكر بعد ذلك السبحة في كل مكان.. طولكرم.. قلقيليا.. الخليل.. بيت لحم.. بيت ساحور.. بيت جالا.. سلفيت.. طوباس.. أريحا.. ثم ليلتقي الجميع في رام الله ويحدثوا معا التغيير المطلوب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com