هل تضاءلت فرص التوصل لاتفاق بين إسرائيل ولبنان بشأن الحدود البحرية؟
هل تضاءلت فرص التوصل لاتفاق بين إسرائيل ولبنان بشأن الحدود البحرية؟هل تضاءلت فرص التوصل لاتفاق بين إسرائيل ولبنان بشأن الحدود البحرية؟

هل تضاءلت فرص التوصل لاتفاق بين إسرائيل ولبنان بشأن الحدود البحرية؟

تتزايد التحذيرات الإسرائيلية من تضاؤل فرص التوصل لاتفاق مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية، وذلك في المفاوضات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة، الأمر الذي سيعود بالضرر على كلا البلدين خاصة لبنان التي تعاني من أزمات اقتصادية كبيرة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان"، إن "نافذة الفرص بشأن إمكانية التوقيع لاتفاق بين تل أبيب وبيروت ستغلق الشهر المقبل"، مشيرة إلى أن ذلك يأتي مع اقتراب الانتخابات العامة في إسرائيل واستبدال الرئيس في لبنان.

وأوضحت القناة العبرية، أن "نصر الله وعلى الرغم من تهديداته الأخيرة؛ إلا أنه ينظر بإيجابية للمفاوضات الجارية بالوساطة الأمريكية"، مضيفة: "حزب الله لا يرغب في تصويره على أنه المسؤول عن فشل تلك المفاوضات، خاصة في ظل تدهور الوضع الاقتصادي اللبناني".

تضاؤل الفرص

وتباينت مواقف المحللين السياسيين بشأن إمكانية التوصل اتفاق الحدود البحرية.

وقالت المحلل السياسي، أليف صباغ، إنه "بات من الواضح وجود تراجعاً في إمكانية التوصل لاتفاق بين إسرائيل ولبنان بشأن الحدود البحرية"، مشيراً إلى أن إعلان تل أبيب ربط منصة غاز "كاريش" بالمنظومة الإسرائيلية إشارة قوية لذلك.

وأوضح صباغ، في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن "تضاؤل الفرص يأتي لعدة أسباب أبرزها حالة عدم الاستقرار السياسي في كلا البلدين، خاصة وأن إسرائيل مقبلة على انتخابات عامة يمكن أن تتغير معها الخريطة السياسية في البلاد".

وبين المحلل السياسي، أن "من الصعوبات التي يواجهها أي اتفاق محتمل بين إسرائيل ولبنان في الوقت الحالي هو وجود حكومة انتقالية في إسرائيل لا يمكنها المصادقة على أي اتفاق من هذا النوع، علاوة على حل الكنيست الذي من المفترض أن يصادق على الاتفاقية".

وأضاف صباغ: "أي اتفاق يمكن أن يتوصل إليه الوسيط الأمريكي سيكون مرهونا بانتخابات الكنيست وتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة"، مشدداً على أن وجود اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو في الحكم يمكن أن يعيد المفاوضات لمربعها الأول.

وأشار إلى أن "لبنان من جانبه يشهد تغيرات سياسية ويقترب من اختيار رئيس جديد للبلاد"، لافتاً إلى أن "الرئيس الحالي ميشال عون يدعم إنهاء الأزمة مع إسرائيل؛ لكن من غير المضمون وجود رئيس آخر يدفع بذات الاتجاه".

ووفق المحلل السياسي، فإنه "من غير المرجح أن يتم التوصل لاتفاق نهائي بين البلدين وترسيم حدودهما البحرية خلال الأشهر المتبقية من العام الجاري"، مبيناً أنه يمكن أن يكون هناك انفراجة واتفاق بالقضية في العام المقبل، حسب تقديره.

الضغوط الأمريكية

من ناحيته، رأى المحلل السياسي، أنطوان شلحت، أن "الاتفاق بين إسرائيل ولبنان مرهون بحجم الضغوط الأمريكية التي تمارس على البلدين"، لافتاً إلى أن الأطراف الثلاثة ترغب في التوصل لاتفاق بهذا الملف في أقرب فرصة ممكنة.

وأوضح شلحت، في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن الولايات المتحدة تعمل بجهد غير مسبوق من أجل التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل ولبنان قبل انتخابات الكنيست المقبلة، لافتاً إلى أن ذلك خوفاً من عودة نتنياهو للسلطة في إسرائيل.

ووفق المحلل السياسي، فإن "عودة نتنياهو ستؤدي إلى انهيار التفاهمات التي جرى التوصل إليها بين البلدين بالوساطة الأمريكية".

وأضاف: "إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بحاجة للضغط على جميع الأطراف في كلا البلدين من أجل تمرير الاتفاق، خاصة وأن الخلافات السياسية الداخلية تعصف بهما، وتمثل خطراً على المفاوضات".

وأشار المحلل السياسي، إلى أن "حزب الله اللبناني وبالرغم من التهديدات التي يطلقها بين الحين والآخر بشأن منصة كاريش؛ إلا أنه لا يرغب بالدخول في حرب مع إسرائيل في الوقت الراهن، كما أنه يدعم بشدة التوصل لاتفاق يمكن لبنان من الاستفادة من موارده الاقتصادية بالبحر المتوسط".

وتابع: "هذا الاتفاق سيخفف من الأعباء الاقتصادية التي يعيشها لبنان، وبالتالي فإنه سيقلل أيضاً من الاتهامات الموجهة للحزب بتدمير البلاد وإدخالها في أزمات غير مسبوقة".

مفاوضات إيجابية

من ناحيته، اعتبر المحلل السياسي، حسن عبده، أن "المفاوضات بين إسرائيل ولبنان بوساطة الولايات المتحدة تسير بشكل إيجابي ويمكن أن تفضي خلال الأسابيع المقبلة إلى اتفاق نهائي".

وأوضح عبده، في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن "التحركات الأخيرة للوسيط الأمريكي عاموس هولشتاين تؤكد وجود اهتمام أمريكي غير مسبوق بالملف، الأمر الذي سيكون عاملاً قوياً في إتمام الاتفاق وبدء استخراج الغاز من البحر المتوسط".

وبين عبده، أن "ذلك نابع من رغبة الولايات المتحدة بتعويض أوروبا بجزء من الغاز الطبيعي الذي فقدته نتيجة الحرب الروسية في أوكرانيا وقرار موسكو وقف إمداد الدول الأوروبية بالغاز".

وحسب عبده، فإن "الخلافات السياسية الداخلية في إسرائيل ولبنان لن تكون عائقا كبيرا أمام توقيع الاتفاق؛ وإنما ستعمل على أبعد تقدير على تأخيره لفترة وجيزة"، مضيفاً: "بتقديري لن ينتهي العام الجاري دون اتفاق نهائي بين البلدين".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com