في غياب حماس.. ما سيناريوهات العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة ؟
في غياب حماس.. ما سيناريوهات العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة ؟في غياب حماس.. ما سيناريوهات العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة ؟

في غياب حماس.. ما سيناريوهات العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة ؟

أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إطلاق عملية عسكرية جديدة في قطاع غزة، ضد حركة الجهاد الإسلامي، أطلق عليها اسم "الفجر الصادق"، والتي أكد قادة إسرائيل أن الهدف منها "إعادة الأمن لمواطني الدولة العبرية".

وبدأت العملية العسكرية باستهداف القيادي في "سرايا القدس" تيسير الجعبري، وهو الشخصية الذي تعتبره إسرائيل خليفة بهاء أبو العطا الذي اغتيل عام 2019، وأدى ذلك إلى عملية عسكرية محدودة في حينه سُميت بـ"الحزام الأسود".

وفي كلتا العمليتين امتنعت "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة حماس عن الدخول في المواجهة العسكرية بين إسرائيل والجهاد الإسلامي، الأمر الذي تسبب في محدودية المواجهة بينهما، وهو الأمر الذي ترغب به المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

وتتعدد سيناريوهات العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة والتي تبقى مرهونة بإمكانية دخول حركة حماس وجناحها العسكري في المواجهة مع إسرائيل إلى جانب حركة الجهاد الإسلامي، الأمر الذي سيؤدي إلى إطالة أمد الصراع بين الجانبين.

مشاركة حماس

وفيما يتعلق بسيناريو مشاركة حماس في المواجهة الحالية، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، إن الحركة سمحت للجهاد الإسلامي بقيادة المرحلة الافتتاحية من الجولة الحالية ضد إسرائيل في الوقت الحالي، لافتة إلى أن الجيش الإسرائيلي يفرق بين الحركتين في الوقت الحالي.

وأضافت الصحيفة: "هذا سيف ذو حدين بالنسبة لحماس التي تتمتع من ناحية على ما يبدو بحقيقة أنها ليست الطرف المستهدف من الهجمات الإسرائيلية؛ لكن من ناحية أخرى يتم تصويرها على أنها تركت الجهاد الإسلامي في ساحة القتال".

وأوضحت الصحيفة العبرية، أن حماس لن تكون قادرة على البقاء خارج المعركة العسكرية لفترة طويلة، مشيرة إلى أن المواجهة الحالية لن تتوقف في الوقت المناسب للحركة التي ستكون مضطرة قريباً للانتقال من الحديث والتهديدات إلى الفعل والدخول كطرف في المواجهة.

وحسب الصحيفة، فإن حماس لم تختر الدخول في مواجهة عسكرية جديدة مع إسرائيل؛ لكن سعيها للحفاظ على هيبتها كمنظمة مقاومة وكبح الانتقادات الداخلية والعلاقات مع الجهاد الإسلامي ستجبرها على الدخول في هذه المواجهة.

ولفتت الصحيفة، إلى أن القضاء على تيسير الجعبري ترك حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري في مأزق شبيه بالذي مر به التنظيم عام 2019 عندما فقدت الحركة أحد كبار قادتها وواجهت في حينه فراغاً تنظيمياً.

وتابعت الصحيفة: "في أقل من ثلاث سنوات وجدت حركة الجهاد الإسلامي في غزة نفسها تواجه نفس التحدي بالضبط، وجاء اغتيال الجعبري دون أن يتاح للحركة الوقت أو الفرصة لإيجاد بديل له لتولي قيادة جناحها العسكري".

انضمام حزب الله

بدوره، قال تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن الجيش الإسرائيلي يستعد للسيناريو الأسوأ من وجهة نظره والذي يتمثل في التصعيد الشامل، ويشهد انضمام حزب الله اللبناني إلى جانب الفصائل الفلسطينية بجولة القتال الحالية.

وأوضح التقرير العبري، أن الجيش الإسرائيلي يستعد في مثل هذه الحالة لفتح جبهتي قتال في قطاع غزة وفي الشمال، الأمر الذي دفع المؤسسة الرسمية للموافقة على تعيين نحو 25000 موظف احتياطي من جميع الفروع والهيئات.

وأشار التقرير، إلى أن حركة حماس تتمتع بقدرات قتالية أكبر من التي لدى الجهاد الإسلامي والتنظيمات الأخرى مجتمعة؛ لكنها في الوقت الحالي تختار التنحي جانباً، مستدركاً: "لكن كلما طالت مدة الحملة زادت احتمالية مشاركة حماس فيها".

وأضاف التقرير: "على الرغم من أن رد فعل الجهاد الإسلامي على الهجوم الإسرائيلي أضعف مما كان متوقعاً؛ إلا أن هذا الضعف يمكن أن يكون ناتجاً عن الصدمة التي تلقاها من الضربة الإسرائيلية، أو أنه يحاول الحفاظ على ترسانته الأكثر فتكاً لاستخدامها في وقت أكثر ملاءمة".

جولة قصيرة

وفي هذا السياق، يتوقع المحلل السياسي، طلال عوكل، أن تكون الجولة العسكرية الحالية قصيرة، خاصة في ظل عدم انضمام الجناح العسكري لحماس للقتال إلى جانب حركة الجهاد الإسلامي، مشيراً إلى أن حماس تسعى لإعادة الهدوء في قطاع غزة.

وأوضح عوكل، في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن الجولة الحالية شبيهة بما جرى عام 2019 إبان اغتيال بهاء أبو العطا، لافتاً إلى أن طبيعة رد حركة الجهاد الإسلامي تؤكد وجود توافق بين الفصائل الفلسطينية المسلحة على عدم الدخول في مواجهة كبيرة كالتي وقعت العام الماضي.

وأضاف عوكل: "لا أتوقع أن تؤدي المواجهة العسكرية الحالية إلى مواجهة شاملة سواء في قطاع غزة أو على جبهات أخرى"، مشدداً على أن حزب الله لا يمكن أن يكون بأي شكل من الأشكال طرفاً بالمواجهة الحالية.

وأشار المحلل السياسي، إلى أن حزب الله في حال اتخاذه قرار مواجهة إسرائيل عسكرياً فسيكون ذلك بسبب الخلاف على ترسيم الحدود البحرية، وهو الملف الذي يعطيه الحزب اللبناني الأهمية الأكبر والتي يمكن أن يجر لبنان من خلاله لحرب جديدة، وفق تقديره.

وشدد المحلل السياسي، على أن الحرب الشاملة والتي ستكون على عدة جبهات مع إسرائيل لا يمكن أن تنطلق بأي شكل من الأشكال من قطاع غزة؛ بل سيكون مركزها الرئيسي لبنان، مستبعداً أن تشهد الحدود الشمالية لإسرائيل أي توتر خلال العملية العسكرية بغزة.

مواجهة ممتدة

في المقابل، يرى المحلل السياسي، حسن عبده، أن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة يمكن أن تتدرج لتصل إلى مواجهة ممتدة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة والجيش الإسرائيلي، لافتاً إلى أن تطور العملية العسكرية لتشمل جبهات أخرى من السيناريوهات المرجحة.

وأوضح عبده، في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن "إسرائيل أطلقت عمليتها العسكرية في غزة بشكل استباقي لمنع تكرار سيناريو عملية حارس الأسوار، والتي أطلقت بقرار من الفصائل الفلسطينية المسلحة وحركة حماس في حينه".

وأضاف عبده: "هذا السيناريو كان سيتسبب لحرج سياسي كبير لرئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، خاصة وأنه لم يرغب في أن يكون بذات الموقف الذي كان فيه زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو العام الماضي".

وشدد المحلل السياسي، على أن "الهدف الأساسي من العملية التأثير على الناخب الإسرائيلي والاستعداد لانتخابات الكنيست المقبلة، خاصة وأن يائير لابيد رجل مدني وليس له خلفية عسكرية، ووجهت له انتقادات بشأن تعامله مع الملفات الأمنية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com