ما حقيقة تحالف رغد صدام حسين مع مقتدى الصدر؟
ما حقيقة تحالف رغد صدام حسين مع مقتدى الصدر؟ما حقيقة تحالف رغد صدام حسين مع مقتدى الصدر؟

ما حقيقة تحالف رغد صدام حسين مع مقتدى الصدر؟

شهدت الساحة السياسية العراقية المضطربة، تطوراً جديداً بعد تداول شائعات عن تحالف أو توافق في الموقف السياسي بين الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، ورغد صدام حسين، الابنة الكبرى والبارزة للرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، حيث يشترك الطرفان في عدائهما لإيران.

وبعد سجال في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب صورة لتغريدة منسوبة لرغد التي لا تخفي طموحاتها السياسية، تثني فيها على أحدث تحرك لأنصار الصدر عندما اقتحموا البرلمان العراقي قبل أيام، كشفت الابنة عن موقفها من ذلك التحرك.

وقالت رغد في تغريدة عبر حسابها في تويتر "غير صحيح" في تعليق منها على صورة للتغريدة التي تسببت بسجال واسع بين مدونين عراقيين يؤيدون تيارات سياسية متناحرة، وهي عبارة عن تعليق على لسان رغد موجه للصدر، وجاء فيه "شكراً لك أثلجت قلوبنا وسنكون سنداً لك دائماً حتى أخذ الثأر".

وخفف ذلك النفي من حدة السجال بين مدونين متناحرين تبادلوا الانتقادات والاتهامات لزعماء الأحزاب التي ينتمون لها أو يؤيدونها، لكن المشهد السياسي العام في البلاد يتجه نحو مزيد من التصعيد فيما يبدو.

ويعاني العراق من مأزق سياسي منذ فشل أنصار الصدر في تشكيل حكومة، رغم الانتصار في الانتخابات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد حملة انتخابية تعهدوا خلالها بمحاربة الفساد والحد من النفوذ الإيراني داخل العراق.

وانسحب الصدر مؤخرًا من العملية السياسية مع أنصاره في البرلمان، الذين تقدموا باستقالات جماعية؛ ما مهد الطريق أمام تكتل الإطار التنسيقي، وهو تحالف للأحزاب الشيعية المدعومة من إيران، لتشكيل الحكومة برئاسة محمد سوداني.

لكن أنصار الصدر نظموا الأسبوع الماضي احتجاجات مناهضة لمرشح الإطار التنسيقي الذي يضم حزب نوري المالكي، خصم الصدر السياسي، حيث كان سوداني عضوًا سابقًا في حزب المالكي.

واقتحم أنصار الصدر مبنى البرلمان في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين، واجتازوا كل حواجز الأمن، قبل أن يرددوا هتافات مناهضة لإيران داخل المبنى.

ومن غير الواضح كيف ستنتهي المعضلة السياسية الحالية في بلد مضطرب سياسياً وأمنياً ويعاني اقتصاده منذ غزو الولايات المتحدة له عام 2003 وإطاحتها بحكم الرئيس صدام حسين الذي أعدمته الأحزاب السياسية التي تحكم البلاد الغنية بالموارد وفق نظام محاصصة على أساس الطائفة والقومية.

وكانت رغد صدام حسين قد كشفت العام الماضي في مقابلة تلفزيونية مع قناة "العربية" السعودية، أنها قد تلعب دوراً سياسياً في بلادها في الفترة المقبلة، مؤكدةً أنها ستعود للعراق دون أن تحدد وقتاً لذلك.

وقالت رغد حينها إنها لم تهتم بالسياسة في ظل حكم والدها شأن باقي نساء العائلة اللاتي كن بعيدات عن الحياة السياسية، لكنها وجدت نفسها مضطرة بعد بدء محاكمته التي انتهت بإعدامه.

وخاض صدام حسين حرباً طويلة ودامية ضد إيران المجاورة بين عامي 1980 و1988، كما أنه متهم بالمسؤولية عن مقتل والد مقتدى الصدر، رجل الدين البارز محمد صادق الصدر عام 1999.

وتقيم رغد منذ سقوط حكم والدها في الأردن، وظلت منذ ذلك الحين مواظبة على الاهتمام بشؤون العراق ومتابعة أحداثه ومناسباته، ونشر تسجيلات صوتية بجانب ظهور محدود جداً في وسائل الإعلام.

وتحظى رغد بشعبية كبيرة في العالم العربي، استلهمتها من والدها الذي أكسبه تاريخ وطريقة تنفيذ حكم الإعدام فيه عام 2006، مزيداً من المتعاطفين والمؤيدين المناهضين للغزو الأمريكي للعراق والنفوذ الإيراني فيه.

ورغد مطلوبة في العراق منذ سقوط حكم والدها، فقد ورد اسمها في قوائم قيادات بارزة في نظام والدها وحزب البعث الحاكم إبان تولي صدام حسين حكم العراق بين عام 1979 و2003.

لكن، على عكس أنجال قادة عرب سقطت أنظمتهم في السنوات التي تلت احتجاجات ”الربيع العربي“، لم تُطرح من قبل إمكانية أن تلعب رغد دوراً في الحياة السياسية في بلدها الغارق في مستنقع من الفساد الحكومي وسيطرة المليشيات المسلحة على السلطة.

وتحمل رغد شهادة البكالوريوس في الترجمة الإنجليزية، وهي زوجة ابن عم والدها، الضابط البارز حسين كامل، رئيس هيئة التصنيع العسكري الذي حاول الانشقاق وهرب إلى الأردن في عام 1995، قبل أن يلقى حتفه بعد عودته للعراق في العام التالي.

وبعد سنين من فشل الحكومات المتعاقبة في العراق منذ عام 2003، في إرساء أي مظاهر للاستقرار في بلد غني ومتنوع الموارد، يعبر كثير من العراقيين عن خيبتهم من هذا الواقع باستذكار حكم الرئيس صدام حسين، لكنهم يجابهون أيضاً بانتقادات مواطنين آخرين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com