لماذا قررت حماس استئناف علاقاتها مع سوريا؟
لماذا قررت حماس استئناف علاقاتها مع سوريا؟لماذا قررت حماس استئناف علاقاتها مع سوريا؟

لماذا قررت حماس استئناف علاقاتها مع سوريا؟

أثارت التقارير الإعلامية التي كشفت عن قرار حركة حماس الفلسطينية استئناف علاقاتها مع سوريا بعد قطيعة استمرت عشر سنوات الكثير من التساؤلات حول السبب الذي دفع الحركة إلى ذلك، علاوة على التساؤلات المتعلقة بدور إيران وحلفائها في هذا التقارب.

ونقلت وكالة "رويترز"، عن مصادر في حماس، قولها، إن "الطرفين عقدا لقاءات على مستويات قيادية عليا لإعادة العلاقات، وإن قرار إعادة العلاقات مع سوريا اتخذ بالإجماع داخل حماس".

وتوترت العلاقات بين الحكومة السورية وحماس في 2011، بعد اتخاذ الحركة موقفا مناهضا للرئيس السوري بشار الأسد، وأغلقت مكتبها الرئيس في دمشق، وغادرت إثر ذلك جميع قيادات الحركة من سوريا، وانقطعت العلاقات بين الجانبين.

وتأتي هذه الأنباء في الوقت الذي يقوم به رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بزيارة إلى لبنان، سيلتقي خلالها الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، الأمر الذي يشير إلى إمكانية قيادة حزب الله الوساطة لتقريب وجهات النظر بين حماس وسوريا.

ورأى خبراء ومختصون في الشأن السياسي، أن استئناف العلاقات بين سوريا وحركة حماس يأتي في إطار مساعي إيران لبناء تحالف جديد في المنطقة بقيادتها، وذلك لمواجهة التحالف الدفاعي الذي تسعى إسرائيل لبنائه بقيادة الولايات المتحدة.

وحسب الخبراء، فإن هناك مساعي متسارعة من أجل عودة العلاقات بين سوريا وحماس، بدعم من إيران وحزب الله، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى الكثير من التغيرات الإقليمية والسياسية في المنطقة.

وقال المحلل السياسي، محسن أبو رمضان، إن "الكثير من المتغيرات الإقليمية تدفع نحو استئناف العلاقات بين حماس والقيادة السورية، وإن سوريا وحماس تعانيان من الاستنزاف الإسرائيلي في العديد من المجالات".

وأوضح أبو رمضان لـ"إرم نيوز"، أن "الوضع الإقليمي يدفع القوى الموالية لإيران للتحالف مع بعضها بغضا، وتشكيل ما يمكن تسميته بالتحالف الإقليمي الموازي للتحالف الذي تسعى إسرائيل لتشكيله بقيادة أمريكية"، مشيرا إلى أن "التقارب ببين الجانبين ظهر جليًا في الإعلان عن تشكيل حلف القدس أو ما أُطلق عليه محور القدس قبل عدة أشهر، وستكون هناك سرعة في إعادة ترتيب العلاقات ولن يكون الأمر طويلاً".

وأفاد بأن "المتغيرات الإقليمية والاستهداف الإسرائيلي لإيران وحلفائها في سوريا ولبنان وغزة، أمور ستدعم باتجاه ترتيب العلاقات بين الأطراف الموالية لإيران وستكون دافعاً قويا لتحسين العلاقات بينها"، لافتا إلى أن "إيران وحلفاءها مضطرون إلى تشكيل حلف جديد يمتد ليصل إلى اليمن والعراق أيضاً، خاصة في ظل الضربات المتسارعة التي تلقتها إيران مؤخراً في سوريا، إضافة إلى التوتر مع لبنان بسبب أزمة ترسيم الحدود البحرية وحقل كاريش".

ورجح أبو رمضان أن "تكون زيارة هنية للبنان في إطار التنسيق بين جميع الأطراف الموالية لإيران لإنهاء الخلافات العالقة، فالزيارة تمثل رسالة لإسرائيل بأن قوى المحور لن تسمح بالاستفراد الإسرائيلي بأي منهم دون الآخر".

ترميم العلاقة 

حيال ذلك، ذكر أستاذ العلوم السياسية، أحمد عوض، أن "حماس تسعى منذ عدة سنوات لإعادة علاقاتها مع سوريا، وأن حالة الفتور في العلاقة بين الحركة وتركيا وتقارب الأخيرة من إسرائيل دفع باتجاه التسريع في محاولات حماس لترميم العلاقة مع دمشق".

وقال عوض لـ"إرم نيوز" إن "النقاش في هذا الأمر أثير من قبل حماس منذ عدة سنوات، والحركة لديها رغبة في إعادة العلاقة مع القيادة السورية كما كانت عليه في السابق، وإن الموقف السوري غير واضح بهذا الشأن ويبدو أن هناك حالة من التأني من قبل السوريين"، مستدركا: "لكن هناك الكثير من المستجدات التي تدفع دمشق في الوقت الحالي لتغيير موقفها خاصة أن حزب الله يمكن أن يكون الوسيط بين الجانبين".

وأضاف أن "الفتور الذي أصاب العلاقات التركية مع حماس دفع الأخيرة للعودة إلى تحالفاتها الإقليمية القديمة والبحث عن ملاذات آمنة لها تتمثل في التمسك بإيران وحلفائها، علاوة على حاجة الحركة للجالية الفلسطينية في سوريا"، معتقِدا "أن عودة العلاقات لن تكون بسرعة ولا بالمستوى نفسه الذي كانت عليه في السابق، وأن ذلك سيكون بشكل بطيء ومتدرج".

ويتفق عوض، مع النظرية التي تشير إلى أن استئناف العلاقات السورية مع حركة حماس يدعم باتجاه تشكيل تحالف جديد تقوده إيران في المنطقة،  مؤكدا أنه "رغم البراغماتية التي تسعى حماس لتطبيقها في علاقتها؛ إلا أنه بات من الواضح أنها حسمت أمرها وانحازت للتحالف الإيراني".

من ناحيته، شدد المحلل مصطفى الصواف على أن "المعطيات الإقليمية تدعم استئناف حماس لعلاقاتها مع سوريا، وأنه بات من الواضح وجود تفكير جدي من الجانبين لترميم العلاقة التي انهارت بسبب أحداث الأزمة السورية".

وأوضح الصواف لـ"إرم نيوز"، أن "المباحثات التي يجري الحديث عنها تأتي بتنسيق ودعم من الأصدقاء المشتركين للجانبين، فهناك أطراف تحاول الجمع بين القيادتين للوصول إلى حالة التفاهم والعودة مرة أخرى للعلاقات"، لافتا إلى أن "الطرفين يدرسان مسألة عودة العلاقات، وأن هناك ضغوطا من قبل إيران وحزب الله من أجل تحقيق ذلك، فمن البديهي أن يطرح الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على إسماعيل هنية مسألة العلاقة مع سوريا".

وأكد الصواف أن "ما يمكن أن يساعد في عودة العلاقات بين الجانبين هو عدم وجود خلاف جوهري، علاوة على عدم وجود تصريحات معادية من أي طرف ضد الآخر"، مستدركا: "لكن الأمر يبقى مرهونا بالتفاهمات التي قد يصل إليها الطرفان".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com