مع تصاعد الاحتجاجات.. هل تنجح الوساطة الأمريكية في إنهاء الأزمة السودانية؟‎‎
مع تصاعد الاحتجاجات.. هل تنجح الوساطة الأمريكية في إنهاء الأزمة السودانية؟‎‎مع تصاعد الاحتجاجات.. هل تنجح الوساطة الأمريكية في إنهاء الأزمة السودانية؟‎‎

مع تصاعد الاحتجاجات.. هل تنجح الوساطة الأمريكية في إنهاء الأزمة السودانية؟‎‎

يعتزم وفد أمريكي رفيع المستوى، يضم مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الإفريقية مولي فيي، والمبعوث الخاص الجديد للقرن الإفريقي ديفيد ساترفيلد، زيارة العاصمة السودانية الخرطوم، الأربعاء المقبل، بالتزامن مع حالة الانسداد السياسي وتصاعد الاحتجاجات في الشارع السوداني.

وبحسب بيان وزارة الخارجية الأمريكية، السبت، فإن "الوفد سيغادر للسودان والسعودية وإثيوبيا، من 17 إلى 20 كانون الثاني/يناير الجاري؛ لحضور اجتماع أصدقاء السودان بالرياض؛ لحشد الدعم الدولي لمبادرة يونيتامس في جهودها لتسهيل المشاورات حول العملية السياسية في السودان وكيفية المضي قدما من أجل الديمقراطية والسلام.

ومن المقرر أن يغادر الوفد الأمريكي إلى الخرطوم للقاء الناشطين والمؤيدين للديمقراطية ومجموعات من النساء والمجتمع المدني والقادة العسكريين والشخصيات السياسية.

وبشأن ذلك، رأى المحلل السياسي والملحق السابق بسفارة السودان في واشنطن، مكي المغربي، أنه "من الطبيعي أن تذهب التحليلات حول زيارة الوفد الأمريكي إلى أنها وساطة، لكنها رعاية لوساطة وليست وساطة مباشرة".

وأوضح المغربي، لـ"إرم نيوز"، أن "رعاية واشنطن للوساطة الأممية ستكون مفيدة وتدفع بها إلى الأمام، لكن يجب أن نضع في الاعتبار أنها ليست الطرف الوحيد الراعي، فالدور الأوروبي بالأمم المتحدة له تأثير أكبر".

وأضاف: "هناك فراغ وضرورة لوجود وساطة، بعد فشل القوى الداخلية في الاتفاق على وساطة، رغم أن المبادرات الوطنية كانت معقولة ومحترمة، لكن العيب في عدم اعتراف جميع الأطراف بها؛ ما فتح الباب على مصراعيه لمبادرة الأمم المتحدة".

أما المحلل السياسي، حسن دنقس، فاعتبر أن "زيارة الوفد الأمريكي تأتي في إطار الجهود المبذولة لحل الأزمة السودانية، وأن مبادرة أمريكا داعمة لرؤية المبعوث الأممي للسودان فولكر بيرتس، ويمكن أن تحدث اختراقا حقيقيا بين أطراف النزاع".

وأكد أن "الوضع في السودان أصبح يشكل خطرا كبيرا على استقرار الإقليم والمنطقة؛ مما يهدد مصالح دول الجوار، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية".

وقال دنقس لـ"إرم نيوز"، إن "واشنطن ترى أن الأمن القومي الأمريكي يمتد خارج الحدود الجغرافية بما يخدم مصالحها، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو عسكرية؛ لذلك ستبذل أمريكا قصارى جهدها في سبيل إيجاد استقرار نسبي يحقق مصالحها المرجوة من السودان".

ولفت إلى أن "الزيارة تأتي من خلال بسط النفوذ الدولي باعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة قوية تريد أن يكون تأثيرها وتدخلها واضح في مجريات أحداث العالم، لذلك يجب على فرقاء الأزمة السودانية النظر بعين ثاقبة لمبادرة البعثة الأممية وأمريكا".

وقالت الأمم المتحدة عبر رئيس بعثتها في السودان "يونتامس"، إنها "ستقدم دعوة للقادة العسكريين السودانيين والأحزاب السياسية، وجماعات أخرى؛ للمشاركة في عملية سياسية؛ من أجل إنهاء الأزمة التي يمر بها السودان بعد انقلاب أكتوبر/ تشرين الأول".

وقال الخبير الدبلوماسي، علي يوسف، لـ"إرم نيوز"، إن "الولايات المتحدة الأمريكية تعمل وفقا لمصالحها، وتسعى من خلال هذه الزيارة لدعم مبادرة الأمم المتحدة لمعالجة الأوضاع في السودان".

ونوه إلى أن "الهدف الأساسي من الزيارة هو إخراج السودان من الوضع الحالي باعتبار أن المبادرة الأممية هي الفرصة الأخيرة، وأن الوفد سيحرص على مقابلة جميع الأطراف بمن فيهم الممانعون للمبادرة من أجل إنجاحها".

وتدعم الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية ودول عدة، محاولة البعثة الأممية لحوار شامل بين فرقاء السودان لحل الأزمة السياسية المتصاعدة في البلاد؛ على خلفية إجراءات قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحل الحكومة وإعلان الطوارئ.

ولم ينجح الاتفاق السياسي الذي وقع بين عبدالفتاح البرهان ورئيس الحكومة عبدالله حمدوك، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، في تهدئة الشارع وحدوث وفاق سياسي؛ ما اضطر حمدوك لتقديم استقالته من رئاسة الوزراء لاحقا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com