جدل سوري وإسرائيلي حاد.. هل سمحت روسيا باستهداف ميناء اللاذقية؟
جدل سوري وإسرائيلي حاد.. هل سمحت روسيا باستهداف ميناء اللاذقية؟جدل سوري وإسرائيلي حاد.. هل سمحت روسيا باستهداف ميناء اللاذقية؟

جدل سوري وإسرائيلي حاد.. هل سمحت روسيا باستهداف ميناء اللاذقية؟

تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا وإسرائيل على السواء، زخما استثنائيا، بسبب الغارة الإسرائيلية التي استهدفت ميناء اللاذقية، فجر الثلاثاء.

ويتركز هذا الزخم، الذي يشترك فيه مغردون سوريون أو مهتمون بالشأن السوري، فضلا عن مغردين إسرائيليين، حول دلالات الموقف الروسي من الغارة التي استهدفت الميناء، الواقع على مسافة 20 كيلومترا فقط من قاعدة "حميميم" العسكري الجوية الروسية.

وتساءلت وسائل إعلام عبرية عن أسباب عدم تصدي الدفاعات الجوية الروسية للغارة التي شنتها مقاتلات إسرائيلية، فجر الثلاثاء، واستهدفت ميناء اللاذقية، مخلفة أضرارا مادية كبيرة.

وأعقبت غالبية الغارات التي شنتها إسرائيل خلال الشهور الأخيرة، تقارير سورية رسمية، عن تصدي الدفاعات الأرضية للصواريخ التي أطلقتها المقاتلات الإسرائيلية.

كما دعمت هذه البيانات تصريحات صدرت عن مسؤولين عسكريين روس، الأمر الذي عمق مخاوف تل أبيب من قيود محتملة في هذه الساحة.

واستهدفت غارة منسوبة لسلاح الجو الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، ميناء اللاذقية السوري، إذ شنت مقاتلتان هجوما صاروخيا من اتجاه البحر المتوسط، ضربت ساحة الحاويات في الميناء التجاري.

وتعد تلك هي الغارة الثانية ضد ميناء اللاذقية في غضون أقل من شهر، إذ تعرضت ساحة الحاويات في ميناء اللاذقية التجاري السوري لهجوم مماثل في السابع من الشهر الجاري.

الرواية الروسية

وانشغلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الأربعاء، بالإجابة عن سؤال "لماذا لم ترد الدفاعات الجوية الروسية المنصوبة على مقربة من الميناء هذه المرة على الغارة الإسرائيلية؟".

وذكرت أن قوات عسكرية روسية تتمركز على مقربة من الميناء، داخل قاعدة "حميميم" الجوية، ولديها دفاعات جوية متقدمة من طراز (S-400).

وأشارت إلى أن "أوساطا صحفية سورية أعربت عن دهشتها من عدم تشغيل هذه الدفاعات لصد الغارة الأخيرة".

ونقلت عن ضابط روسي كبير في قاعدة "حميميم" الجوية الروسية، الواقعة جنوب شرق مدينة اللاذقية قوله، إن "الدفاعات الجوية المنصوبة حول الميناء لم تطلق النار على المقاتلات الإسرائيلية التي نفذت الغارة، فجر الثلاثاء، لأن طائرة روسية حربية كانت على وشك الهبوط في منطقة قريبة".

وذكر المسؤول العسكري الروسي، وهو نائب قائد المركز الروسي للمصالحة في سوريا، أن "الدفاعات الجوية لم ترد على مقاتلتين إسرائيليتين من طراز (F16) أطلقتا 4 صواريخ صوب الميناء، لأنه في نفس اللحظات كانت هناك طائرة روسية على وشك الهبوط في قاعدة (حميميم)، الواقعة على بعد 20 كيلومترا من الميناء".

كارثة "إليوشن 20"

وتذكّر ملابسات هذه الغارة بتلك التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي قبل 3 أعوام، وأدت إلى سقوط طائرة تجسس روسية كانت تحلق في نفس المنطقة، وكاد الأمر أن يتسبب في أزمة كبيرة بين موسكو وتل أبيب.

وفي أيلول/ سبتمبر 2018، أسقطت الدفاعات الجوية السورية عن طريق الخطأ طائرة تجسس روسية "إليوشن 20" وعلى متنها 15 ضابطا، بينما كانت تحلق في سماء اللاذقية، بعد أن اتخذتها مقاتلات إسرائيلية غطاء لشن غارة مماثلة لتلك التي شنتها فجر الثلاثاء.

ومن غير المعروف إذا ما كان امتناع الجانب الروسي عن محاولة التصدي للغارة الإسرائيلية الأخيرة، جاء متفقا مع رواية المسؤول الروسي أم لأسباب أخرى تتعلق بمنظومة التنسيق مع إسرائيل.

ووفق ما أورده أيضا موقع "نتسيف نت" العبري، الأربعاء، بالتزامن مع الغارة الإسرائيلية، كانت هناك طائرة عسكرية روسية تنفذ مهمة دعم للقوات الجوية الروسية المتواجدة في قاعدة "حميميم".

وكانت صحيفة "إسرائيل اليوم"، أشارت إلى أن الحديث يجري عن أسلحة إيرانية متقدمة تم استهدافها في الميناء السوري، وأن تنفيذ الغارة بعد أسابيع من غارة أخرى مماثلة، يدل على أن الإيرانيين يعملون على تنويع طرق تهريب السلاح إلى منظمة "حزب الله"، سواء عبر البحر أو الجو أو البر.

وفي العالم الافتراضي، أشار حساب إسرائيلي يحمل اسم "لاين" على "تويتر"، إلى أنه "قرأ تقريرا يعد فضيحة لروسيا، فهي تزعم أن الدفاعات الجوية لم تعمل بسبب طائرة تخصهم، يبدو أن هناك أزمة وشيكة".

وكتب الصحفي روعي كايس، من هيئة البث الإسرائيلي، عبر حسابه أن "وزارة الدفاع الروسية تزعم أن عدم تشغيل الدفاعات الجوية وقت استهداف ميناء اللاذقية السوري، جاء لأن طائرة نقل روسية كانت على وشك الهبوط في قاعدة (حميميم) وقت الهجوم".

وعلق المغرد الإسرائيلي يوسي مينديز، بقوله: "كل ما يساعدهم (الروس) لاستيعاب الأمر يعد أمرا جيدا، دعهم حتى ولو قالوا إن كائنا فضائيا هو الذي هبط".

تساؤلات سورية

حساب عربي على "تويتر" يحمل اسم "أخبار سوريا الوطن" نشر تغريدة، وجه فيها عدة تساؤلات بعد الغارة على الميناء.

وقالت التغريدة: "الـ S300 والـ S400 موجودين عنا، ماذا فعلوا لنا خلال العدوان وتكراره عدة مرات ع اللاذقية، ولماذا هذا الصمت والسكوت على العدوان؟ لماذا لم يتم تفعيل المنظومات الدفاعية الروسية؟، وللعلم سفنها الحربية موجودة داخل ميناء اللاذقية؟".

وتابع: "نعم هذا هو حديث أهلنا في اللاذقية هذا الصباح، هزلت ونقطة ع السطر".

وأعاد المغرد الإسرائيلي موشي بيركوفيتش، هذه التغريدة العربية، وكتب عبر حسابه بالعبرية: "الكثير من الانتقادات في سوريا على سماح الروس لإسرائيل بمهاجمة ميناء اللاذقية، تأتي الانتقادات أيضا من مواطنين بسطاء، لكنها جاءت أيضا من مقربين من السلطة".

ومضى قائلا: "سمعت أيضا في محطة إذاعية (سورية) المراسل يعرب عن غضبه لأن القاعدة الروسية المجاورة للاذقية (حميميم) لم تشغل نظم الدفاع الجوي".

تواطؤ روسي

من جهتها، كتبت راميا الابراهيم، وهي مذيعة بقناة "الميادين" الموالية لـ "حزب الله"، عبر حسابها على "تويتر" إن "اعتداء اسرائيل على مرفأ اللاذقية مرة ثانية، هو رسالة لإيران وإحراج لها بعلاقتها مع روسيا، وربما تعجيل بإخراج الاختلاف بينهما بالساحة السورية، والذي كان سيبرز بعد انتفاء ما يجمعهما بالمواجهة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com