أكراد سوريا يستذكرون أحداث قامشلو الـ10
يستذكر الكرد السوريون انتفاضتهم الشعبية ضد النظام السوري في مدينة قامشلو شمال شرقي سوريا في 12 آذار/ مارس من كل عام، حيث اعتُبرت الانتفاضة الأولى من نوعها في سوريا عام 2004 في وقت لم يكن مسموحاً لأي مكوّن سوري القيام بتظاهرات ضد نظام الرئيس بشار ووالده حافظ الأسد.
وفي الذكرى العاشرة لانتفاضة قامشلو، يحيي عشرات الآلاف من الكرد السوريين الأربعاء المسيرات في كافة مناطقهم، محيين ضحايا الحادثة التي أدت إلى انفجار الانتفاضة في مدينة قامشلو، حيث انطلقت الشرارة من الملعب البلدي في المدينة أثناء لعب مباراة ودية لكرة القدم بين نادي الفتوة (من محافظة دير الزور) ونادي الجهاد (نادي قامشلو صاحب الأرض).
وأدت المشاحنات بين متنافسي الفريقين إلى هتاف جمهور النادي الضيف لشعارات استفزت مشاعر الكرد، الأمر الذي أدى إلى تدخل قوات حفظ النظام السورية وإطلاق النار على الجمهور، ما أسفر عن فقدان الكثير من الكرد لحياتهم.
في يوم التشييع، أطلقت قوات النظام السوري النار على المشيعين أيضاً، لتكبر الانتفاضة وتنتقل إلى محافظتي دمشق وحلب وغيرهما، ويشارك الكرد في هذه المناطق في انتفاضة خلّفت عشرات الضحايا ومئات الجرحى، ما أدى إلى فصل طلاب كثر من الجامعات السورية، وقتل آخرين تحت التعذيب في حادثة عُرفت بأحداث قامشلو 2004.
وفي هذا السياق، تستنفر قوات الشرطة (الأسايش) في مسيرات تحمل شعارات عدة منها "اليوم انتفاضة قامشلو الثانية"، ولافتات أخرى عليها "الانتقام يا وحدات حماية الشعب"YPG TOLHILDAN ، بينما تستنكر كل المنظمات المدنية الكردية سلوكيات النظام السوري في التعامل مع الحراك السياسي الكردي حينئذ ولا يزال، منددين فيها.
ومن جهة أخرى، تمتلئ صفحات الكرد على مواقع التواصل الاجتماعي بآلاف المنشورات والصور التي تستذكر هذه الانتفاضة التي يعتبرها الكرد أيقونة ثورية حطمت أسوار الخوف بدواخلهم كما يكتبون، بينما تتوشح صفحات الآخرين بالسواد حداداً على أرواح الضحايا، وتكتفي فئة أخرى بعرض صور الشهداء والأعلام الكردية.
وتتزامن احتفالات الكرد، الأربعاء، بتشييع الضحايا الثمانية للتفجير الإرهابي الذي ضرب فندق هدايا في قامشلو الثلاثاء إلى (مقبرة الشهيد دليل صاروخان)، وتناسقاً مع التحضيرات للاحتفال بالسنة الكردية الجديدة 2526 أو عيد نوروز، حيث اليوم الجديد والعيد القومي الكبير للكرد في 21آذار/ مارس من كل عام.
