ما دلالات الهجوم الإيراني على قاعدة "التنف" الأمريكية في سوريا؟

اعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية هجوم إيران على قاعدة عسكرية أمريكية في سوريا "رسالة موجهة إلى إسرائيل".

وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته مساء الخميس، أن "الهجوم الذي وقع على قاعدة التنف العسكرية الأمريكية في سوريا مساء يوم الأربعاء، يشير إلى ارتفاع في هجمات قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني في المنطقة، وربما يستهدف الضغط على واشنطن، من أجل عودة محتملة للاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015".

وأشارت إلى المناورات التي تجريها القوات الجوية الإيرانية، بمشاركة قاذفات ومقاتلات حربية، وطائرات مسيرة للمراقبة، إضافة إلى طائرات مسيرة هجومية، من كل القواعد الجوية في إيران، بعد أسبوع فقط على مناورة أخرى كبرى لقوات الدفاع الجوي الإيرانية.

ومضت بالقول: "الهجوم على قاعدة عسكرية تابعة للتحالف في سوريا، والتي تم تشييدها في الأساس لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، يشير إلى أن الحرب في سوريا، والفصائل المختلفة هناك، شهدت تحولات جذرية مؤخرا".

وقالت إن "هذه التحولات تتضمن تغيراً في أنماط تعامل إسرائيل مع النشاط في المنطقة، والذي يتضمن الحرب بين الحروب، وتستهدف إيقاف النفوذ الإيراني في سوريا".

وتابعت الصحيفة: "من المحتمل أن يكون الهجوم الأول من نوعه، الذي تعرضت له قاعدة التنف في سوريا، انتقاما للغارات التي ضربت الميليشيات في دير الزور، ما أسفر عن مقتل جنود سوريين وأفراد في الميليشيات، وهو الهجوم الذي أشارت تقارير إلى أن إسرائيل هي المسؤولة عنه، ومن المعتقد أنه انطلق من القاعدة".

وأردفت قائلة: "إذا كانت الغارات التي استهدفت دير الزور، قد نفذتها طائرات إسرائيلية أو قوات تابعة للجيش الإسرائيلي، فإنها جاءت بعد دراسة متأنية، لأن منطقة الصحراء السورية الشرقية، لا يوجد بها سوى عدد قليل من الدفاعات الجوية منخفضة التقنية، ولا تمثل تهديدا خطيرا.. من المحتمل أيضا أنه قد تم التشويش على بطاريات الصواريخ السورية المضادة للطائرات القريبة من مدينة تدمر، في توقيت الغارات الجوية نفسه".

وكتبت الصحيفة: "قد يكون هناك أيضا سبب سياسي لاستخدام التنف كنقطة انطلاق للغارات، الهجمات المنسوبة لإسرائيل في سوريا أحرجت الروس، لأن دفاعاتهم الجوية عجزت عن وقف الهجمات، أو الدمار الناجم عنها، رغم ادعاء موسكو عكس ذلك، نجحت إسرائيل في كثير من الأحيان في إبطاء الجهود الإيرانية لتوسيع النفوذ في سوريا، وكذلك مشروع الصواريخ دقيقة التوجيه لحزب الله في سوريا".

وقالت إن روسيا لها مصلحة اقتصادية أيضاً وراء مزاعمها بأن الدفاعات الجوية روسية الصنع كانت قادرة على اعتراض الصواريخ والطائرات المهاجمة.

وختمت الصحيفة العبرية تقريرها بقولها: "يعتبر الهجوم على قاعدة التنف نتاجا لتحول في إستراتيجية إيران، حيث اختارت مهاجمة القوات الغربية بنفسها، بدلاً من إرسال وكلائها لتنفيذ المهمة".

واستهدف هجوم بطائرات مسيّرة مفخّخة، ليل الأربعاء، قاعدة التنف العسكرية الواقعة في جنوب سوريا قرب الحدود مع العراق والأردن التي يستخدمها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤول أمريكي.

وقال المرصد في بيان "دوّت انفجارات في قاعدة التنف العسكرية التابعة للتحالف الدولي مساء اليوم نتيجة قصف من طائرات مسيّرة على البوفيه ومسجد ومستودع للمواد الغذائية داخل القاعدة".

وتقع قاعدة التنف العسكرية في الصحراء في جنوب سوريا وقد أنشأها التحالف الذي تقوده الولايات المتّحدة في 2016 في إطار حربه ضدّ تنظيم داعش.