بعد إطلاق "مخلب النسر 2".. مواجهة "وشيكة" بين تركيا وفصائل عراقية في سنجار
بعد إطلاق "مخلب النسر 2".. مواجهة "وشيكة" بين تركيا وفصائل عراقية في سنجاربعد إطلاق "مخلب النسر 2".. مواجهة "وشيكة" بين تركيا وفصائل عراقية في سنجار

بعد إطلاق "مخلب النسر 2".. مواجهة "وشيكة" بين تركيا وفصائل عراقية في سنجار

تلوح بوادر صراع جديد بين الجيش التركي والفصائل العراقية المسلحة، على أرض سنجار، بداعي مواجهة حزب العمال الكردستاني.

وأطلقت تركيا، الأسبوع الماضي، عملية "مخلب النسر 2" لملاحقة عناصر الحزب في محافظة دهوك شمالي العراقي، وسط توقعات بأن تشن أنقرة عملية أخرى، في قضاء سنجار، بمحافظة نينوى.

وبدأ اهتمام أنقرة تجاه سنجار الشهر الماضي، عندما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده قد تتدخل بنفسها من أجل إخراج إرهابيي منظمة "بي كا كا" من القضاء.

وقال أردوغان "قد نأتي على حين غرة لطرد الإرهابيين من سنجار".

ولدى تركيا تاريخ طول من التدخلات في الساحة العراقية، تعود إلى منتصف ثمانينيات القرن الماضي.

وتعود أولى الغارات التركية في شمال العراق ذي الأغلبية الكردية إلى عام 1984 عندما بدأ حزب العمال الكردستاني حرب عصابات ضد تركيا، ومنح الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي كان آنذاك في حالة حرب مع إيران، أنقرة حق التدخل حتى عمق 5 كيلومترات في الأراضي العراقية.

الفصائل تحتشد

وخلال الأيام الماضية، وصلت ثلاثة ألوية من الحشد الشعبي إلى قضاء سنجار، تضم ما بين 9 آلاف و 10 آلاف عنصر مسلح، فيما تقول تلك الفصائل إنها وصلت من أجل مواجهة أي تحرك عسكري تركي.

وقال خال علي، قائد الحشد الشعبي في سنجار "أُبلِغنا قبل أيام من بغداد بالاستعداد لصد أي هجوم قد تشنه تركيا على سنجار، وفي هذا الاطار تم إرسال قوات اضافية من الحشد الشعبي يصل عددها الى حوالي 10 آلاف مسلح إلى سنجار".



وأضاف خال علي في تصريح صحافي: "بحسب المعلومات التي لدينا، تعتزم تركيا مهاجمة سنجار ونشر قوات من البيشمركة معها، هذا الأمر غير مقبول بالنسبة لنا ونحن مستعدون لقتال تركيا".

بدورها، دعت ميليشيات النجباء، أمس السبت، تركيا، إلى مراجعة حساباتها قبل الإقدام على خطوة اجتياح الأراضي العراقية.

وقالت في بيان إنه "لن تكون المعلومات الواردة حول نية قوات الاحتلال التركي اجتياح محافظة نينوى وصولا إلى سنجار آخر الانتهاكات في حال استمرت المواقف الرسمية الهشة والهزيلة".

ودعت الحركة "قوات الاحتلال التركي وحكومتها إلى مراجعة حساباتهم مرارا وتكرارا قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة غير المحسوبة النتائج، ولهم في قوات الاحتلال الأمريكي التي كانت تفوقهم عددا وعدة وإمكانات عبرة وأي عبرة".

والخميس الماضي، أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين أن احتمال شن عملية عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في سنجار ما زال قائماً.

وقال قالن في مقابلة تلفزيونية إن "احتمالية تنفيذ عملية تركية بالمنطقة لطرد الإرهابيين لا تزال قائمة"، مضيفاً أن "سنجار خطوة أولى، ومجرد بداية، ونحن أعربنا عن ترحيبنا بذلك، وبالتزامن مع ذلك فإن كفاحنا لإنهاء الاعتداءات الإرهابية على أراضينا سيتواصل حتى النهاية".

غرور أردوغان

وتشير بعض التقارير إلى أن لدى الجيش التركي الآن إمكانية إرسال مرتزقة سوريين حشدهم بالفعل في ليبيا وأذربيجان إلى خط المواجهة، إضافة إلى أن القيادة التركية بطائراتها من دون طيار العالية الأداء تملك سلاحا أثبت قيمته في جبال القوقاز.

وبحسب تقرير لصحفية لوموند الفرنسية، نُشر أواخر العام الماضي، فإن التدخل التركي المحتمل في شمال العراق، يأتي مدفوعا بغرور الرئيس رجب طيب أردوغان بـ"انتصاراته المتتالية في سوريا وليبيا والقوقاز".



بدوره، رأى الخبير في الشأن الأمني العراقي، حميد العبيدي، أن "بوادر العملية العسكرية التركية في سنجار، تلوح في الأفق منذ عدة أشهر، ما يعني أننا مقبلون على مرحلة جديدة من المعارك، خاصة أن سنجار تعد معقلاً بارزاً لعناصر حزب العمال، ما يُلقي بظلاله على محافظة نينوى التي خرجت قبل سنوات من حرب ضروس ضد تنظيم داعش".

الفصائل تجدد مبررات وجودها

وأضاف العبيدي لـ"إرم نيوز" أن "فصائل الحشد الشعبي ستستغل العملية التركية لتصفية حساباتها القديمة مع الوجود التركي في البلاد، فضلاً عن فرصة مواتية لتحفيز مفاهيم المقاومة من جديد لدى أنصارها، خاصة ونحن مقبلون على انتخابات نيابية قد تحتاج فيها تلك الميليشيات والأجنحة السياسية التابعة لها، إلى تجديد مبررات وجودها، بسبب تهالك السردية التي تقدمها بشكل دائم".

ولفت إلى "أهمية الحل السياسي بين جميع الأطراف، بما فيها حزب العمال، لإنهاء الصراع في هذه المنطقة".

وقال تحالف الفتح، (الجناح السياسي لفصائل الحشد الشعبي)، أمس السبت، إن هناك "معلومات استخبارية" تشير إلى نية الجيش التركي الهجوم على جبل سنجار.

وأوضح التحالف في بيان أن "الجيش التركي لديه نية الهجوم على جبل سنجار، لذا على الحكومة التركية الكف عن هذه الممارسات العدائية التي لا تخدم مصالح البلدين بل ستؤثر تاثيراً بالغاً على هذه العلاقات الدولية".

وأضاف: "كنا نتوقع من الحكومة التركية الانسحاب من الأراضي العراقية بشكل كامل سواء من بعشيقة أو من الشريط الحدودي الذي احتلته مؤخراً، لا أن تقوم بالمزيد من الاحتلال، وعلى الحكومة العراقية أن تتخذ كل الإجراءات اللازمة لردع أي عدوان على الأراضي العراقية والقوات المسلحة العراقية والحشد الشعبي، والأجهزة الأمنية قادرة بعون الله على الدفاع والذود عن تراب الوطن المقدس".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com