العراق.. الإمعان في مطاردة عناصر داعش يفاقم مخاوف إزاء اعتقال أبرياء
العراق.. الإمعان في مطاردة عناصر داعش يفاقم مخاوف إزاء اعتقال أبرياءالعراق.. الإمعان في مطاردة عناصر داعش يفاقم مخاوف إزاء اعتقال أبرياء

العراق.. الإمعان في مطاردة عناصر داعش يفاقم مخاوف إزاء اعتقال أبرياء

العراق.. التهويل من خطر داعش وملاحقة عناصره، قد ينتهي باعتقال أبرياء.

تطرح حملة الاعتقالات المتصاعدة لعناصر تنظيم داعش المتشدد في العراق، تساؤلات عن قدرة التنظيم، على إعادة صفوفه، والعودة من جديد، وسط مخاوف من اعتقال أشخاص لا علاقة لهم بالتنظيم المتطرف.

وحذر نواب في البرلمان العراقي، مؤخرًا من اعتقالات عشوائية، تشمل أبرياء في بعض المحافظات، وسط مخاوف من توسع تلك الحملات.



وتعلن القوات الأمنية العراقية، بشكل يومي، اعتقال عدد من عناصر التنظيم، في المحافظات التي كان يسيطر عليها، مثل الأنبار، وصلاح الدين، ونينوى، وديالى.

وتشير بيانات رسمية للمؤسسات الأمنية، إلى اعتقال نحو 10 – 15 من عناصر التنظيم كمتوسط حساب يومي، ما يعني ارتفاع أعداد المعتقلين سنويًا، إلى نحو أربعة آلاف معتقل، فضلًا عن عناصر التنظيم الذين يعلن قتلهم.

70 "داعشيًا" خلال أسبوع

ومنذ الجمعة الماضي ولغاية الخميس، أعلنت القوات العراقية، اعتقال 70 عنصرًا من داعش، في عدة مدن مختلفة؛ 24 منهم في محافظة الأنبار بعملية واحدة.

وإن كانت تلك الحملات تحظى بدعم شعبي وسياسي، إلا أنها تثير في الوقت ذاته، تساؤلات عن طبيعتها، والشخصيات المعتقلة، خاصة وأن العراق أعلن نهاية عام 2017، القضاء نهائيًا على تنظيم داعش.



ومطلع الشهر الجاري، ذكر تقرير لمجلس الأمن الدولي، أن تنظيم "داعش" ما زال لديه حوالي 10 آلاف مقاتل في سوريا والعراق، يواصلون جمع الأموال بطرق عديدة، مثل الابتزاز والخطف والفدية.

بدوره، يرى المستشار السابق للتحالف الدولي، ضد داعش، كاظم الوائلي: أن "تلك الاعتقالات التي تعلن عنها القوات الأمنية العراقية، بالتأكيد تتضمن أبرياء، خاصة في المناطق التي كان يسيطر عليها داعش، لكن ربما تحصل هناك بعض التحقيقات التي تثبت براءتهم، ويُفرج عنهم".



وأضاف الوائلي، في تصريح لـ"إرم نيوز": أن "التحالف الدولي، لا يعتمد الأرقام التي تعلنها القوات العراقية، فهناك مبالغة وتضخيم للأعداد، وتضارب، وهناك -أيضًا- عدة متحدثين باسم القوات الأمنية؛ مثل المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، والمتحدث باسم وزارة الدفاع، فضلًا عن وزارات الداخلية وهيئة الحشد الشعبي وغيرها".

وأشار إلى: أن "التحالف الدولي، لا يعلن غالبًا أعداد المقتولين خلال عمليات القصف، وإنما يتحدث عن قصف جوي لمجموعة عناصر أو أهداف فقط".

اعتقال 100 شخص من عشائر صلاح الدين

وعقب تفجير انتحاريين نفسيهما في ساحة الطيران وسط العاصمة بغداد، في كانون الثاني/يناير الماضي، بدأت حملة اعتقالات واسعة في محافظة صلاح الدين، فيما تحدث زعماء قبليون وبرلمانيون عن شمول أبرياء ضمن تلك الحملات.

كما انطلقت حملة اعتقالات أخرى، في المحافظة، عقب هجوم شنّه تنظيم داعش، وأدى إلى مقتل وإصابة العشرات من الحشد الشعبي، نهاية الشهر الماضي.



وأعلن النائب في البرلمان أحمد الجبوري مؤخرًا، اعتقال نحو 100 شخص، من عشائر شمّر والعبيد، وغيرهم، فيما طالب رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، بإطلاق سراحهم، فورًا.

وبحسب الجبوري، فإن "تلك الاعتقالات هي من أهداف داعش، حيث يشن هجومًا على نقطة عسكرية، لتحدث بعد ذلك اعتقالات ضد أبناء المناطق التي تضم تلك النقاط، وهو الأسلوب الذي اتبعه قبل احتلال الموصل عام 2014".

ومنذ نهاية الحرب على تنظيم داعش، أواخر عام 2017، بدأت القوات الأمنية العراقية، حملات متواصلة للقبض على خلايا التنظيم، وتطلق بين الحين والآخر، عمليات عسكرية نوعية، في مناطق وجود التنظيم، فيما يقول معنيون، إن أعداد داعش في ثبات وتناقص.



من جهته، أكد عضو لجنة الأمن السابق، في البرلمان العراقي، إياد الجبوري: أن "أعداد الاعتقالات الحاصلة تشير إلى كثافة في الحملات الأمنية، وهي وإن كانت مطلوبة، لكن التخوف حاصل من بعض المبالغة، خاصة وأن مسألة المخبر السري والثارات داخل تلك المناطق، تصعّد من عمليات الإبلاغ على عوائل داعش، وهو ما يرجح ارتفاع أعداد المقبوض عليهم".

وأضاف الجبوري لـ"إرم نيوز": أن "المؤشرات الأمنية، تؤكد أن أعداد التنظيم ثابتة خلال السنوات الأخيرة، ما بعد معارك الموصل وانتهاء العمليات بشكل نهائي، حيث تنعدم قدرة التنظيم على كسب عناصر جديدة، بسبب التضييق الأمني، والعمليات الأخيرة، لكن النشاط الحالي، هو للعناصر القديمة، والخلايا النائمة".

4500 متهم بالإرهاب خلال عام واحد

ويثير الحديث عن أعداد المعتقلين، وطبيعة انتمائهم لتنظيم داعش، حساسية جهات حكومية وسياسية وحتى شعبية، ترى في ذلك، دفاعًا عن التنظيم المتطرف، فيما يقول نواب عن المناطق السنية، إن الدفاع الحاصل عن الأبرياء فقط.

وحتى وجهاء القبائل والناشطون المجتمعيون، يخشون من التنديد كثيرًا بحملات الاعتقالات تحسبًا من ملاحقات قد تطالهم، بداعي دفاعهم عن الإرهاب.



بدوره، أكد ضابط في العمليات المشتركة العراقية: أن "القوات الأمنية تمكنت خلال عام 2020، من اعتقال نحو 4500 شخص متهم بالانتماء لتنظيم داعش، وفق بلاغات رسمية، ومعلومات استخبارية، لكن كثيرًا ما يتم إطلاق سراح بعضهم، لعدم ثبوت الأدلة عليهم".

وأضاف الضابط الذي رفض الكشف عن اسمه لـ"إرم نيوز": أن "تعدد القوات الأمنية لا يعني خللًا في العمل، فهناك قيادة العمليات المشتركة التي تجمع كل هؤلاء، ولدينا بيانات واضحة بشأن عدد عناصر داعش في العراق، والمعتقل منهم"، مشيرًا إلى أن "كسب التنظيم للعناصر الجدد تقريبً:ا توقف بشكل كامل، خلال السنوات الأخيرة".



ولفت إلى: أن "الحديث عن اعتقالات عشوائية، قد يتم من بعض الجهات الأمنية، لكننا نحقق بشكل دائم، ونسعى إلى إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء".

وتشير تقارير أممية، إلى أنه منذ بداية هذا العام، تنامى التهديد في مناطق الصراع، كما يتضح من إعادة تجميع وتزايد نشاط داعش وبعض الجماعات التابعة له في العراق وسوريا، أما في المناطق التي لا تشهد نزاعات، يبدو أن التهديد قد انخفض على المدى القصير، تزامنًا مع إجراءات الإغلاق والقيود التي فرضها تفشي وباء كورونا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com