ظهر زعيم تنظيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني التي كانت تعرف سابقًا بـ ”جبهة النصرة “ الفرع السوري لتنظيم القاعدة، بإطلالة عصرية جديدة، ما أثار موجة من ردود الأفعال بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
وارتدى ”الجولاني“ في الصورة التي جمعته بالصحفي الأمريكي مارتن سميث في إدلب السورية، ونشرها الأخير عبر حسابه الشخصي على تويتر، بدلة داكنة اللون دون ربطة عنق في مظهر لم يعتد عليه الكثيرون من أنصاره وأعدائه على حد سواء.
وعلّق الصحفي الأمريكي على الصورة:“عدت للتو من زيارة إلى إدلب استغرقت 3 أيام، التقيت فيها مؤسس جماعة جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، وتحدثنا عن هجمات 11 أيلول، والقاعدة، وأمريكا“.
Just returned from three days in Idlib, Syria with Abu Muhammad al Jolani, founder of al Qaeda affiliate Jabhat al Nusra. He spoke candidly about 9/11, AQ, Abu Bakr al Baghdadi, ISIS, America and more. Reporting for @frontlinepbs photo @ScottAnger #HTS #Idlib #ISIS #alqaeda pic.twitter.com/9S4qHKBhWH
— Martin Smith (@Martin28Smith) February 2, 2021
تساؤلات وتحليلات
صورة الجولاني بمظهر عصري، وبرفقة صحفي أمريكي رصدت بلاده منذ عدة مكافأة مجزية ”10 ملايين دولار“ لمن يدلي بمعلومات عنه، أثارت تساؤلات كثيرة حول علاقة الجولاني والتنظميات الإسلامية مع الإدارة الأمريكية الجديدة بهذا التوقيت تحديدًا، فيما تساءل البعض الآخر عن ظهور الجولاني بهذه الهيئة ”المودرن“.
الباحث السوري محمد صالح الفتيح توقّع في تغريدة له انتعاشًا جديدًا لعلاقة الإسلاميين مع إدارة بايدن.
وقال الباحث السوري، إنه في فبراير/شباط 2020، أجريت أول مقابلة غربية مع الجولاني من قبل مجموعة الأزمات الدولية ICG، وكانت آنذاك بإدارة روبرت مالي المبعوث الأمريكي الجديد لإيران، والآن مقابلة للجولاني مع قناة PBS الأمريكية.
يبدو أننا سنشهد انتعاشاً آخر للإسلاميين في ظل إدارة بايدن. كانت مجموعة الأزمات الدولية ICG أجرت في فبراير/شباط 2020 أول مقابلة غربية مع الجولاني. ICG كانت آنذاك بإدارة روبرت مالي المبعوث الجديد لإيران. والآن مقابلة للجولاني مع قناة PBS الأميركية. https://t.co/JDM1S2ACzc
— Mohammed S. Alftayeh (محمد صالح الفتيح) (@M_S_Alftayeh) February 2, 2021
من جهته، رأى الباحث في شؤون الجماعات المتشددة عرابي عبد الحي عرابي أن“تغيير مظهر الجولاني ليس بالنقطة التي يجب التوقف عندها فقط، بل يجب علينا التفكير حول كيفية وصول الباحثيين الغربيين إلى أدق المعلومات، وإجراء المقابلات مع التنظيمات والجماعات، بينما يخشى الباحثون المحليون على أرواحهم إذا كتبوا كلمةً أو وصلوا لمعلومة عابرة“.
تغيير أبي محمد الجولاني مظهره ليس بالنقطة التي يجب التوقف عندها، وما أراه حريًّا بالتفكّر فيه مليًّا هو: كيف يمكن للباحثين الغربيين الوصول إلى أدق المعلومات وإجراء المقابلات مع التنظيمات والجماعات، بينما يخشى الباحثون المحليون على أرواحهم إن كتبوا كلمةً أو وصلوا لمعلومة عابرة؟ https://t.co/ZZN3E0s31X
— عرابي عبد الحي عرابي (@orabiorabi1985) February 2, 2021
وتعد هيئة تحرير الشام التي يتزعمها ”الجولاني“ المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، القوة المسيطرة على محافظة إدلب شمال البلاد.
وفي الآونة الأخيرة ظهر ”الجولاني“ بشكل متزايد في إدلب إلى جانب الأهالي في محاولة منه على ما يبدو لتحسين صورة الهيئة التي تعرضت لانتقادات، وموجة سخط شعبي، بسبب سياسات الهيئة، وتصنيفها على قوائم الإرهاب بسبب فكرها المتشدد.
وكان ”الجولاني“ زعيم جبهة النصرة سابقًا والتي قطعت علاقتها بالقاعدة وغيرت اسمها إلى ”جبهة فتح الشام“، وفي يناير/ كانون الثاني العام 2017، أصبحت القوة الرئيسة في تحالف ”هيئة تحرير الشام“.