الرئيس اللبناني يكلف سعد الحريري تشكيل حكومة جديدة
الرئيس اللبناني يكلف سعد الحريري تشكيل حكومة جديدةالرئيس اللبناني يكلف سعد الحريري تشكيل حكومة جديدة

الرئيس اللبناني يكلف سعد الحريري تشكيل حكومة جديدة

كلف الرئيس اللبناني ميشال عون، الخميس، زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، تشكيل حكومة جديدة، بعد حصوله على غالبية أصوات النواب في الاستشارات النيابية التي أجراها، وفق ما أعلنت الرئاسة.

وتعهد رئيس وزراء لبنان المكلف سعد الحريري، بأن يشكل سريعا حكومة جديدة من الاختصاصيين تطبق إصلاحات من أجل وقف الانهيار الاقتصادي بالبلاد.

وقال إنه سيشكل "حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين، مهمتها تطبيق الإصلاحات الإدارية والاقتصادية والمالية، التي وردت في المبادرة الفرنسية".

وأضاف أنه "عازم على وقف الانهيار وإعادة إعمار ما دمره انفجار المرفأ في بيروت... سأنكب على تشكيل الحكومة بسرعة".



وتأتي تسمية الحريري في وقت يشهد لبنان انهيارا اقتصاديا متسارعا، وينتظر المجتمع الدولي بقيادة فرنسا من المسؤولين القيام بإصلاحات ضرورية فشلوا في تحقيقها حتى الآن، وهي شرط حصول البلاد على دعم مالي ضروري.

وسعد الحريري، هو رجل أعمال دفعه اغتيال والده الملياردير رفيق الحريري إلى دخول معترك السياسة.

وأمضى الحريري (50 عاما) جزءا كبيرا من حياته خارج لبنان، خصوصا في السعودية، حيث جمع والده، مؤسس تيار المستقبل السياسي، ثروة طائلة.

ودخل معترك السياسة بعدما طالبته عائلته بإكمال مسيرة والده، الذي اغتيل في 14 شباط/ فبراير 2005، في تفجير مروع، وسط بيروت، أغرق لبنان في أزمة كبرى.



وقاد الحريري آنذاك فريق "قوى 14 آذار" المعادي لسوريا إلى فوز كبير في البرلمان، ساعده في ذلك التعاطف الكبير معه بعد اغتيال والده، والضغط الشعبي الذي تلاه وساهم في إخراج الجيش السوري من لبنان بعد نحو 30 عاما من تواجده فيه.

وانخرط الحريري في الحياة السياسية محاولا التعايش مع حزب الله المدعوم من طهران ودمشق، والحد من نفوذه في لبنان.

واتهم الحريري النظام السوري بالوقوف وراء اغتيال والده، لكنه اضطر بعد تسلمه رئاسة الحكومة في 2009 وتحت وطأة ضغوط سياسية إلى زيارة دمشق، قبل أن يعود إلى قطيعة معها، لا سيما منذ بدء النزاع في سوريا في 2011.

ترأس الحريري أول حكوماته بين 2009 و2011، وكانت تعد حكومة وحدة وطنية ضمت معظم الأطراف، وأسقطها حزب الله وحلفاؤه، وبينهم الرئيس الحالي ميشال عون، بسحب وزرائهم منها. وجاء ذلك بعد أزمة سياسية طويلة؛ على خلفية رفض حزب الله للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، المكلفة بالنظر في اغتيال رفيق الحريري. ودانت المحكمة في آب/ أغسطس 2020، أحد عناصر الحزب في القضية.

وفي 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، تولى الحريري رئاسة الحكومة مجددا، بناء على تسوية جاءت بعون رئيسا للجمهورية، بعد عامين ونصف من الفراغ الرئاسي.

وفي الانتخابات الأخيرة في 2018، تراجع حجم كتلة الحريري النيابية بنحو الثلث، وأعاد البعض انخفاض شعبيته إلى التنازلات السياسية التي قام بها، والتي يبررها هو بأنها كانت للحفاظ على السلم الأهلي في البلاد. وكرست تلك الانتخابات نفوذ حزب الله وقوته. وشكل الحريري بعدها حكومته الثالثة التي أنهكتها الانقسامات، في ظل تنامٍ لنفوذ حزب الله مجددا.

وينظر الكثير إلى الحريري بوصفه رجل تسويات. وقال هو عن نفسه أخيرا: "بات معروفا عن سعد الحريري أن قلبه طيب أو أنه يتنازل دائما (...) والآخرون يستغلون ذلك".

واعتبارا من 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، شهد لبنان حراكا شعبيا غير مسبوق ضد كل الطبقة السياسية في البلاد المتهمة بالعجز والفساد، واستقال الحريري في 29 من الشهر ذاته.

وبعد سنة من مراوحة الأزمة، أعلن الحريري في مقابلة تلفزيونية، في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر، أنه مرشح "حكما" لرئاسة الحكومة بعد استقالة حكومة برئاسة حسان دياب، واعتذار مصطفى أديب عن تشكيل أخرى.

وأقر الحريري بمسؤوليته كجزء من الطبقة السياسية، عما آل إليه الوضع. وقال: "الناس يقولون إن كل الأحزاب مسؤولة، بمن فيهم أنا. نعم نحن مسؤولون".

كما أعلن التزامه، في حال تسلمه مجددا رئاسة الحكومة، بمبادرة فرنسية لانتشال لبنان من أزمته الاقتصادية التي فاقمها انفجار مروع في مرفأ بيروت، في 4 آب/ أغسطس.

وبدا أن عون كلفه تشكيل الحكومة على مضض، إذ إن تياره السياسي عارض تسمية الحريري، إلا أن هناك موافقة ضمنية واضحة من حزب الله، حليف رئيس الجمهورية.

بداياته

يحمل الحريري إجازة في الاقتصاد من جامعة جورج تاون في واشنطن. وهو متزوج من لارا بشير العظم التي تنتمي إلى عائلة سورية عريقة شاركت في السلطة في سوريا خلال الخمسينيات، ولديهما ثلاثة أولاد.

ويروي مقربون منه أنّه يهوى القيام بتمارين رياضية منتظمة والطبخ، ويعد الطعام أحيانا لأصدقائه.

يرأس الحريري شركة البناء "سعودي أوجيه" المثقلة بالديون، والتي قامت بصرف موظفيها الـ 56 ألفا أو توقفت عن دفع رواتبهم؛ بعد انخفاض سعر برميل النفط وتراجع مشاريع الإعمار الضخمة في المملكة العربية السعودية، حيث كانت لديها أعمال ضخمة.

وفي أيلول/ سبتمبر 2019، أعلن الحريري تعليق العمل في تلفزيون المستقبل الذي يملكه، بعد أكثر من ربع قرن على إطلاقه.

وكانت فوربز تقدر ثروته بـ1.5 مليار دولار، لكنه خسر الكثير خلال السنوات الماضية، وقال الشهر الحالي: "لم يعد لدي ولا أي مليار، بل أقل بكثير".

وأمام الحريري اليوم طريق طويل وصعب، في ظل إصراره على تشكيل حكومة لستة أشهر، تضم مستقلين عن الأحزاب، بينما الصراعات السياسية على النفوذ على حالها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com