تقرير عبري: إستراتيجية إسرائيلية جديدة لإبعاد الشارع اللبناني عن "حزب الله"
تقرير عبري: إستراتيجية إسرائيلية جديدة لإبعاد الشارع اللبناني عن "حزب الله"تقرير عبري: إستراتيجية إسرائيلية جديدة لإبعاد الشارع اللبناني عن "حزب الله"

تقرير عبري: إستراتيجية إسرائيلية جديدة لإبعاد الشارع اللبناني عن "حزب الله"

تسير الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية لاحتمالات اندلاع حرب مستقبلية مع "حزب الله" اللبناني، جنبا إلى جنب مع إستراتيجية تم تفعليها مؤخرا، تستهدف وعي الشعب اللبناني، وتقول إن تشكيل هذا الوعي من جديد والوصول إلى عقول وقلوب اللبنانيين من بين الأدوات الجديدة للحرب بينها وبين الحزب المدعوم إيرانيا.

ولم تذكر وسائل الإعلام العبرية هذه الحقيقة بشكل مباشر، بيد أن الفترة الأخيرة شهدت تطورات تصب في هذا الاتجاه، لا يستثنى منها مقاطع الفيديو والتقارير المصورة التي نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أو خصص لها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطابا، لكشف حقائق أو معلومات حول مواقع تخزين السلاح في قلب الكتل السكنية في العاصمة بيروت وغيرها، وكان هذا الكشف موجها بالأساس للشارع اللبناني، فضلا عن المجتمع الدولي.

ونشر "معهد بحوث الأمن القومي" التابع لجامعة تل أبيب الإسرائيلية، أحد مراكز دعم صناعة القرار المهمة بالدولة العبرية، أمس الأحد، ورقة تقدير موقف، أعدها ثلاثة باحثين إسرائيليين كبار، حول ما أسموها "الحرب بين إسرائيل وحزب الله من أجل تشكيل وعي الشارع اللبناني"، لافتين إلى أنها شهدت حتى الآن إنجازات رغم أنها تبقى محدودة.

ولفت الباحثون إلى أن التسريبات التي كشفها نتنياهو في 29 أيلول/ سبتمبر الماضي أمام الأمم المتحدة، حول مخازن سلاح حزب الله، كانت جزءا أساسيا من هذه الحرب، التي خاطبت وعي الشعب اللبناني، إذ كشفت أمامه كيف أن المنظمة الشيعية تخزن أسلحة ومعدات قتالية خطيرة في قلب الكتل السكنية في العاصمة بيروت، كما دحضت محاولات حزب الله نفي هذه المعلومات.

وتسير هذه الحرب وفقا للمعهد الإسرائيلي في ظل تهديدات الأمين العام للحزب حسن نصر الله بالانتقام لمقتل أحد قيادييه في سوريا، كما تسير إلى جوار المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية برعاية الأمريكيين، وكل ذلك في ظل حالة من الانهيار الاقتصادي في لبنان وأزمة صحية وأخرى سياسية، معتبرا أن كل ذلك يزيد من فرص نجاح المحاولات الإسرائيلية للتأثير على الشارع اللبناني.



صورة إيجابية 

ويستهدف هذا التأثير وفق المعهد بناء صورة إيجابية حول ما يمكن أن يثمر عنه وقف العداء بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، وتوجيه رسائل بأن هناك ميزات متوقعة سيحققها لبنان ومواطنوه لو قرروا وقف كل تعاطف أو تأييد مع الأفكار "العدوانية" التي يُمليها حزب الله عليهم، وهي الأفكار التي تمنع التدفقات الاستثمارية الأجنبية وتحول دون تطور الخطاب السياسي وتحسين الاقتصاد.

وذكر الباحثون أن أبرز التطورات بشأن حرب الوعي التي تديرها إسرائيل كانت عقب خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عبر الفيديو، أواخر الشهر الماضي، وما أعقبه من محاولة حزب الله لتفنيد ماورد به من معلومات عبر دعوة وسائل الإعلام لزيارة الموقع المشبوه، قبل أن ينشر الناطق باسم الجيش تقريرا مصورا أثبت العكس، وورط حزب الله أمام اللبنانيين.

ورسمت الآلة الإعلامية الإسرائيلية في أذهان قطاع من اللبنانيين صورة لحزب الله الذي يستخدم المدنيين دروعا بشرية لحماية ترسانته الصاروخية، وكيف أن تخزين الصواريخ في قلب الأحياء السكنية يشكل قنبلة موقوتة تهدد بلدات ومدنا في لبنان، فيما جاء انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس الماضي ليرسخ هذه الصورة.

وقال الباحثون إن هذه العمليات ترنو إلى إضعاف موقف حزب الله وكبح جماحه، والتأثير على اللبنانيين لزيادة الضغوط الداخلية على الحزب، بينما تعمل إسرائيل عبر مسارات أخرى سياسية ودبلوماسية لزيادة الضغوط الدولية، وسلب الشرعية عنه في الخارج من خلال كشف عملياته كتنظيم إرهابي.

ووفقا للمعهد الإسرائيلي، أثمرت المحاولات الخارجية عن اقناع ألمانيا بالانضمام لدول أخرى لاعتبار حزب الله تنظيما إرهابيا، فيما تسعى برلين لإقناع دول الاتحاد الأوروبي بالانضمام لموقفها وللموقف الأمريكي، كما تشهد فرنسا تحولا في هذا الصدد، إذ يستهدف الموقف الألماني إدراج حزب الله بكل أذرعه، بما في ذلك السياسي، ضمن القائمة السوداء للتنظيمات الإرهابية.



نجاح جزئي  

وبالعودة إلى الداخل اللبناني، يشير الباحثون الإسرائيليون إلى أن أحد أوجه الإستراتيجية الإسرائيلية، يتمثل في توجيه رسائل للشارع اللبناني والمؤسسات المعنية بأن دمج حزب الله أيضا في الحياة السياسية يعني أن الدولة اللبنانية تتحمل المسؤولية عن أي تطور عسكري بين إسرائيل وبين الحزب.

وبين الباحثون، أن النجاح الذي تحقق حتى الآن يعد صغيرا وجزئيا فحسب؛ لأن إسرائيل تجد صعوبات في الوصول إلى الشارع الشيعي الموالي لحزب الله، لكنها حققت نجاحا نسبيا فيما يتعلق بقطاعات أخرى من السكان، تضررت بشدة من الوضع الحالي وتخشى اندلاع حرب جديدة ستفاقم معاناتهم.

وأوصى الباحثون بمواصلة تفعيل هذه الإستراتيجية وعدم التوقف عن محاولات كسب وعي الشارع اللبناني سواء بطرق علنية أو سرية، من خلال مواءمة الرسائل المطلوب إيصالها وبين طبيعة الجمهور المستهدف في لبنان.

وذكر الباحثون أن المفاوضات على ترسيم الحدود البحرية في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في لبنان، والإستراتيجية الإسرائيلية للوصول إلى اللبنانيين، تفتح نافذة من الفرص للتأكيد أمامهم بأن هناك آفاقا لتحسن ظروف المعيشة في لبنان وحدوث ازدهار اقتصادي واستقرار سياسي، وأن البديل هو استمرار المناوشات بين حزب الله وإسرائيل، واحتمال تدهور الأمور إلى ضربات عسكرية مؤلمة يتعرض لها لبنان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com