"خلايا الكاتيوشا".. واجهات إعلامية للميليشيات التقليدية في العراق
"خلايا الكاتيوشا".. واجهات إعلامية للميليشيات التقليدية في العراق"خلايا الكاتيوشا".. واجهات إعلامية للميليشيات التقليدية في العراق

"خلايا الكاتيوشا".. واجهات إعلامية للميليشيات التقليدية في العراق

اعتبر مراقبون ومختصون في الشأن العراقي، أن المجموعات المسلحة الجديدة، هي "واجهات إعلامية"، للجماعات والميليشيات الشيعية التقليدية.

ومنذ أشهر، تنشط مجموعات مسلحة، مثل: "ربع الله"، و"حركة أبناء الشايب"، و"جبهة أهل الجداحة"، و"سرايا الانتقام"، و"أهل الكهف"، وغيرها، حيث تتبنى العمليات العسكرية ضد البعثات الدبلوماسية، ومطار بغداد، عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهو ما يطرح التساؤلات عن طبيعة تلك المجموعات وظروف تشكّلها.



وتتشكل تلك المجموعات من مقاتلين ينتمون لعدة فصائل "ولائية" أبرزها: كتائب حزب الله العراقي، وحركة النجباء، وعصائب أهل الحق، وسرايا طليعة الخراساني، وكتائب سيد الشهداء، وكتائب الإمام علي.

وشنت خلايا الكاتيوشا خلال الفترة من يناير/ كانون الثاني وحتى سبتمبر/ أيلول الماضيين ما يقرُب من 70 عملية استهداف للمقرات الأمريكية، كانت حصيلتها مقتل متعاقد أمريكي في قاعدة كي (1) في كركوك في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ومقتل ثلاثة جنود وإصابة 12 جنديا من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، في قصف آخر أصاب قاعدة التاجي في مارس/ آذار الماضي.

كما تنشط تلك المجموعات عبر استهداف قوافل تحمل إمدادات إلى منشآت الولايات المتحدة أو التحالف الدولي، والتي وصلت إلى ما يقارب 25 هجوما مسلحا، وتحديدا في البصرة والناصرية وصلاح الدين، فضلا عن منطقة أبو غريب غرب بغداد في الـ 17 من سبتمبر/ أيلول الماضي، التي أعلنت جماعة "قاصم الجبارين" مسؤوليتها عنها.

غير أن مختصين في الشأن الأمني، يرون أن تلك المجموعات، هي واجهات إعلامية، للجماعات الشيعية التقليدية، مثل: حركة عصائب أهل الحق، والنجباء، وحزب الله، وكتائب سيد الشهداء وغيرها، التي تشكلت على مدار السنوات الماضية.



لا ارتفاع في بورصة الميليشيات

وفي هذا الإطار، قال خبير أمني بارز لـ"إرم نيوز" إن "المجموعات الجديدة، تمثل امتدادا للفصائل التقليدية، وهي تابعة لها، من حيث التمويل والإسناد، والتوجيه، والتحرك نحو الأهداف، لكن تلك الفصائل اتبعت إستراتيجيات جديدة، أملاها قائد فيلق القدس الإيراني الجديد إسماعيل قاآني، ومنذ اجتماعه الأول بقادة تلك المجموعات، وأبرز ما فيها، العمل خفية، وعدم تبنى الهجمات، وإنشاء واجهات إعلامية".

وأضاف الخبير الذي طلب عدم الكشف عن اسمه تحسبا من الملاحقة أن "قادة الميليشيات الشيعية، لا يمكنهم القبول بفصائل جديدة، تنافسهم في بورصة الميليشيات، وتخرج عن سياق عملهم، وربما تخالف مسارهم وأولوياتهم، في المناطق الجنوبية، وما زالوا يصرون على أنهم وكلاء جيّدون لإيران، ويرفضون -في الغالب- تشكيل مجموعات مسلحة جديدة ويسعون إلى احتواء أي فصيل يريد الانشقاق".

والأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية، المقربة من حزب الله، أن "المعلومات الأمنية تفيد بأن البيانات الصادرة بين فترة وأخرى عن تنظيمات وليدة ليست سوى (سواتر إعلامية)، لفصائل المقاومة، التي رسمت إستراتيجية المواجهة مع قوات الاحتلال، منذ مطلع العام الجاري، بُعيد اغتيال سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي".



ويعمل الإعلام المتمثل بالقنوات التلفزيونية المرتبطة باتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية الممول إيرانيا، على بث العديد من العمليات العسكرية التي تقوم بها هذه الخلايا، يضاف إلى ذلك بعض القنوات الناشطة على تطبيق تلغرام، ومن أبرزها قناة "صابرين نيوز"، فضلا عن العديد من الخلايا الإلكترونية الناشطة في وسائل التواصل الاجتماعي كفيسبوك وتويتر.

حوار ذاتي

ولجأت الفصائل المسلحة، إلى خيار "خلايا الكاتيوشا"، تحسبا من الانتقام الأمريكي، والعقوبات، حيث فرضت الولايات المتحدة، عقوبات على كل من قائد ميليشيات عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، وقائد حركة النجباء، أكرم الكعبي، وعبدالعزيز المحمداوي، الملقب بـ"أبو فدك" وغيرهم.

كما مثّل إعلان الفصائل الكبيرة، وجود حوار مع تلك المجموعات الصغيرة، مناورة للضغط على الحكومة العراقية، وتحقيق الهدف من وجود الخلايا؛ وهو إخراج ما تبقّى من القوات الأمريكية.

وقال الناطق باسم كتائب سيد الشهداء، كاظم الفرطوسي، أمس الثلاثاء، إن "هناك حوارات بين فصائل المقاومة وخلايا الكاتيوشا من أجل إيقاف عمليات القصف".

وأضاف الفرطوسي في تصريحات صحفية، أن "فصائل المقاومة الرئيسة والمركزية في العراق، ليس لها أي علاقة بعمليات قصف السفارة الأمريكية في بغداد"، مشيرا إلى أن "الفصائل كانت تبحث طيلة الفترة الماضية عن المجاميع المقاومة الجديدة، وكان هناك تبادل أفكار وتفاهم بأن السفارة الأمريكية ليست هدفا، ووصلت رسائل من خلال تواصل مباشر أو غير مباشر من قبل الفصائل الرئيسة والمركزية، وبين تلك المجاميع المقاوِمة، وهذا الأمر تم قبل أكثر من شهر".

تهرب من المسؤولية

وخلال الفترة الماضية، كانت الفصائل التقليدية، لا تدين الهجمات ضد البعثات الدبلوماسية، ولا تتبناها، بل عمد قادتها إلى الترويج لها، وشرعنتها، من خلال اعتبار الوجود الأمريكي في البلاد، احتلالا، وهو ما ترفضه القوانين الدولية في هذا الشأن.



من جهته، رأى الخبير في الشأن العراقي، الدكتور قحطان الخفاجي، أن "المتتبع لعمل التشكيلات الجديدة، يجد أنها امتداد للفصائل المسلحة التقليدية من جهة الخطاب والأهداف، وحتى مناطق النفوذ، فأغلب العمليات التي استهدفت قوات التحالف، كانت في مناطق تقع تحت نفوذ الجماعات التقليدية، ومُحال أن تقْدِم قوة أو ميليشيا على تنفيذ أي عملية دون عِلم الفصائل التقليدية، في منطقة نفوذها".

وأشار في تصريح لـ"إرم نيوز" إلى أن "لجوء الفصائل إلى هذا الخيار، جاء لعدة أسباب:  ضمان بقاء الهجمات في ظل صعوبة كشف الفاعلين، والتهرب من المسؤولية سواء العراقية أو الدولية، مع ضمان النفوذ السياسي، والهرب من الضغط الشعبي، الذي يستهجن تلك الأعمال".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com