ما لا تعرفه عن الشاعر تميم البرغوثي
ما لا تعرفه عن الشاعر تميم البرغوثيما لا تعرفه عن الشاعر تميم البرغوثي

ما لا تعرفه عن الشاعر تميم البرغوثي

لم يكتفِ الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي بعباءة القافية، هوية إبداعية، ومشروعا إنسانيا، ومنبرا لموقف من الحياة والأحداث المتلاحقة، فآثر ارتداء عباءات أخرى، جمع فيها بين الشعر والكتابة والعلوم السياسية، فضلا عن العمل كموظف ومنتج فيديوهات لمنصة +AJ التابعة لقناة الجزيرة القطرية.

https://youtu.be/1TcCZp1jtfQ


تشتت الشاعر تميم البرغوثي هذا جعل الكثيرين يتساءلون: ما الذي يريده حقاً؟ وأين يكمن مشروعه الحقيقي؛ فهل هو شاعر، أم منظر سياسي، أم مجرد ذراع شعرية لآلة الدعاية القطرية؟


بدايات البرغوثي


رغم أن البرغوثي ينحدر من أسرة أدبية عريقة، إلا أن أبواب الشهرة لم تُفتح له إلا عام 2007 في أبوظبي، حين تعرف الجمهور عليه لأول مرة في برنامج أمير الشعراء الذي حقق صدى واسعا في العالم العربي.


لتصبح قصيدته في القدس من أشهر القصائد وأكثرها تداولا آنذاك.


مع اندلاع الربيع العربي تلقفت قناة الجزيرة تميم البرغوثي لتقدمه كذراع شعرية لتغطيتها المؤيدة لموجة الاحتجاجات، خاصة في مصر، حيث ظهر على شاشة الجزيرة يوم جمعة الغضب الشهيرة في الـ28 يناير عام 2011.


تنامت بعد ذلك شعبية البرغوثي بين الجماهير المؤيدة للثورة والتغيير، قبل أن يبدأ مسلسل التناقضات.


التناقضات 


فوجئ الثوار العرب بموقف البرغوثي المتردد في تأييد الثورة السورية، رغم تأييده المطلق للثورة المصرية؛ حتى باتت تظهر اللافتات الساخرة من هذا الموقف بشعار: ثورة بسمنة وثورة بزيت.


ثم توالت المفاجآت، حيث خرج البرغوثي بمواقف وقصائد ترفع من شأن حسن نصرالله إلى مرتبة الأنبياء أو فوق ذلك.


منشورات البرغوثي وإطلالاته عبر "الجزيرة" وما أكثرها، لا تحتوي على انتقاد واحد أو شبهة عتب لحسن نصر الله، وهو ينقل تحريضه وسلاحه بين لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين، بل هو التأييد المطلق لكل همسة وكلمة وموقف حتى لو خالف أبسط قواعد المنطق، وما كاد نصر الله ينهي مقابلته عبر "المنار" في يوليو 2019 مبشرا مريديه بأنه سيصلي قريبا في القدس، حتى كتب البرغوثي في تويتر "أصدقه، فهو لم يكذب قبل قط".


حراك أكتوبر الماضي في لبنان مثّل إحراجا جديدا للبرغوثي، وعاد إلى نغمة "نعم ولكن"، فلم يهاجم الحراك صراحة، لكنه أعاد تكرار مواقف حزب الله عبر التحذير من المساس بسلاح "المقاومة" أو مهادنة إسرائيل، رغم معرفته أن الشارع اللبناني طالب برحيل الطبقة السياسية كلها، وعلى رأسها حسن نصر الله وفق الشعار الشهير "كلن يعني كلن".


هجاء الأنظمة العربية، وحرمان شعوبها من الديمقراطية والحياة الكريمة كان ماركة مسجلة لأشعار ولقاءات البرغوثي منذ 15 عاما، الذي طالب بالتغيير في كل الدول العربية باستثناء سوريا ولبنان، بالإضافة إلى إغفال مثير للسخرية للشعب القطري من معادلة الديمقراطية؛ رغم حضور الشاعر الفلسطيني الدائم على شاشة "الجزيرة"، التي نصبت نفسها في دور عراب حقوق الإنسان ونصرة الشعوب العربية، وكأن الحلال في مصر وتونس وليبيا حرام في قطر، وكأن ثقل الطغاة أمر يخص الآخرين ولا علاقة له بحكام قطر ما داموا يدفعون للشاعر ثمن قصائده.


لم يتردد البرغوثي وهو يهاجم كل شبهة تطبيع أو علاقة مع إسرائيل، من دون أي إشارة للصلات الوثيقة بين الدوحة وتل أبيب، وزيارات الإسرائيليين وجولاتهم العلنية على مرمى حجر من مبنى قناة "الجزيرة"، مكتفيا بمهاجمة السعودية والإمارات والبحرين ومصر منذ مقاطعتها لقطر التي تدفع ثمنا فلكيا للشاعر تميم مقابل قصائده على منصة aj+.


لم يمدح محمود درويش أو سميح القاسم أو توفيق زياد حاكماً أو زعيماً، وكرسوا شعرهم لوطنهم فلسطين وللإنسان، فهل اكتشف الشاعر تميم البرغوثي طريقاً آخر للشعر معبدا بالدولارات القطرية؟.



الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com