بعد استقالة المعشر.. أول حزب أردني يدعو لدولة مدنية يدخل مرحلة "موت سريري"
بعد استقالة المعشر.. أول حزب أردني يدعو لدولة مدنية يدخل مرحلة "موت سريري"بعد استقالة المعشر.. أول حزب أردني يدعو لدولة مدنية يدخل مرحلة "موت سريري"

بعد استقالة المعشر.. أول حزب أردني يدعو لدولة مدنية يدخل مرحلة "موت سريري"

أعلن وزير البلاط الملكي الأسبق في الأردن مروان المعشر، يوم الإثنين، استقالته من حزب التحالف المدني، بعد أكثر من عامين من التجاذب والخلافات، شهدتها تجربة الحزب الوحيد في الأردن الذي يتبنى مشروع الدولة المدنية.

وأعلن المعشر، عن قراره، يوم الإثنين، ليسلط الضوء أكثر على تجربة حزب الدولة المدنية، وليعمق القناعة الراسخة عند كثير من الأردنيين بشأن ضعف الحالة الحزبية في المملكة، وعدم قدرتها على التأثير بالمشهد السياسي.

استقالة المعشر يرى كثيرون أنها جاءت بمثابة المسمار الأخير في نعش تجربة حزبية ظل كثيرون ينظرون إليها على أن بإمكانها تشكيل حالة حزبية مختلفة في الأردن، بالنظر إلى جرأتها في الإعلان عن فصل الدين عن الدولة، بالإضافة إلى الأسماء القوية ضمن أعضاء الهيئة التأسيسية، وحالة الزخم التي شكلتها قبيل الإعلان عن تأسيس الحزب، وبالنظر إلى إعلان أحزاب مثل "الديمقراطي الاجتماعي"، استعدادها للتحالف مع "التحالف المدني" لتشكيل قوة حزبية مختلفة لها دور فاعل في صياغة المشهد السياسي المحلي.

وظل القائمون على الأحزاب في الأردن، على مدار سنوات طويلة، يشتكون من التدخلات الرسمية والتضييق عليها رغم أن تعديلات قانونية على قانون الأحزاب التزمت فيه الدولة بدعم كل حزب بمقدار 50 ألف دينار من موازنتها في سبيل تقديم الدعم لها وتمكينها من ممارسة مهامها.

وتشكلت أحزاب أردنية في أوقات مختلفة، على أمل إحداث فرق، وعدم ترك الساحة لحزب جبهة العمل الإسلامي التابع لجماعة الإخوان المسلمين، لكنها لم تنجح رغم أن القائمين عليها كانوا من النخب السياسية المعروفة ومن المسؤولين السابقين مثل الحزب الدستوري، وحزب التيار الوطني الأردني، اللذين شكلهما رئيس مجلس النواب الأسبق عبدالهادي المجالي.



نشأة التحالف المدني

في الانتخابات النيابية للمجلس الثامن عشر التي جرت في العام 2016، نجحت لأول مرة قائمة تتبنى فكرة الدولة المدنية وهي قائمة "معا" حيث فاز عنها مرشحان اثنان، لتكون الشرارة التي عجلت من طروحات سياسيين سابقين بضرورة أن يكون هناك إطار سياسي يبني فكرة الدولة المدنية وفصل الدين عن الدولة.

وهوجمت القائمة من قبل من يرفض فكرة الدولة المدنية ومن قبل من رأوا أنها ضد الدين، وفي الأثناء هناك من رأى أنها تشكلت لتكون منافسة لحزب جبهة العمل الإسلامي، وقائمته المترشحة لانتخابات مجلس النواب.



خلافات مبكرة

وفي العام 2018 أعلن الوزير الأسبق مروان المعشر عن تأسيس حزب التحالف المدني، ليعلن صراحة في برنامجه السياسي أنه يتبنى فكرة فصل الدين عن الدولة وتحقيق العدالة والمساواة وما إلى ذلك من شعارات.

غير أن الحزب ما لبث أن شهد خلافات داخلية، أرجعه منظر الحزب وعرابه مروان المعشر، في أكثر من لقاء صحافي إلى التدخلات الخارجية بالشؤون الداخلية للحزب، وهي التدخلات التي لم يعلن صراحة هويتها وإن فُهمت على أنها تدخلات حكومية، بحسب مراقبين.

حالة الضبابية التي عاشها حزب التحالف المدني تواصلت إلى أن أعلن المعشر يوم الإثنين استقالته من الحزب ليلحق به عدد من أعضاء وقيادات الحزب.

وبرر المعشر، الذي شغل سابقا منصب نائبا لرئيس وزراء ووزيرا للبلاط الملكي وسفيرا للخارجية وسفيرا في واشنطن وتل أبيب، سبب استقالته لوجود "بعض قوى التغيير داخل الحزب غير متوافقة ولا منسجمة ولا تتعامل بشفافية وبثقافة تعاونية مدنية ديمقراطية بناءة".

وقال في منشور له على صفحته في "فيسبوك": "منذ انضمامي وثلة خيرة للعضوية عام 2018، مررنا بمخاض صعب حاولنا فيه رغم التدخلات السافرة أن نساهم في تحويل الفكرة إلى فرصة وبناء عمل لتحقيق رسالة ومبادئ الحزب".

https://web.facebook.com/mmuasher/posts/10158418863341469

وفي منشور لأحد قياديي الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي كان من المقرر أن يتحالف مع حزب التحالف المدني، قال وائل المنسي، إن 24 شخصية بالإضافة إلى المعشر تقدمت باستقالتها من الحزب.

وبالنظر إلى الأسماء المستقيلة يظهر بينها شخصيات سبق وأن تسلمت حقائب وزارية سابقا، بالإضافة إلى تسلمها مناصب تنفيذية رفيعه.

https://web.facebook.com/wael.mansi1/posts/3678145718862249

ضربة قاسية

يقول عضو في حزب التحالف المدني لـ"إرم نيوز" فضل عدم الكشف عن هويته، إن "مروان المعشر كان بمثابة الأب الروحي للحزب، واستقالته ومن معه ستكون المسمار الأخير في نعش الحزب الذي سيكون في أفضل الأحوال مجرد رقم كغيره من أحزاب تعمل على الساحة الأردنية، ما لم يعدل من مساره وينبذ الخلافات في داخله".

وأضاف أن "طموحات الحزب كانت كبيرة بما اتخذه من خيار بتمكين الشباب من قيادة الحزب، وكان من الممكن أن يشكل حالة فريدة تميزه عن باقي الأحزاب التي تعاني من ضعف تمثيل الشباب والمرأة وتعاني من عدم القدرة على تمكين الشباب من التطور للوصول إلى قيادة الحزب".

كما أن استقالة المعشر، جاءت في وقت حساس بالنسبة للحزب الذي يتحضر للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.



محاربة منهجية

وقال المعشر، في تصريحات تلفزيونية له، في أغسطس الماضي، إن هناك "محاربة منهجية لقيام الأحزاب في الأردن بغض النظر عن الحديث المعسول عن ضرورة قيام الأحزاب".

وأقر حينها أن حزب التحالف المدني "أصابه التشرذم، حيث حصلت تدخلات كبيرة على الحزب"، لكنه أكد أن "لا أحد يستطيع قتل فكرة الدولة المدنية الديمقراطية، فالحزب ليس مهما بقدر الفكرة".

وأشار إلى أنه "لم تعد مسموحة له الكتابة دون معرفته بالأسباب"، لكن الرجل سبق أن نُشرت له مقالات ناقدة في صحيفة الغد اليومية.

وكما هجر الكتابة محليا، لينشر بين فترة وأخرى مقالات في صحيفة الشرق الأوسط،، يبدو أن مروان المعشر، قرر باستقالته من الحزب، هجرة الحياة السياسية، وهو الذي أشار ذات مرة غير بعيدة إلى أنه وصل سن التقاعد، وكان يقصد به التقاعد السياسي أيضا، علما أن الرجل ما زال يشغل حاليا موقع نائب رئيس معهد "كارنيغي" للسلام الدولي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com