لماذا ينفي "حزب الله" فرضية تورط إسرائيل في انفجار مرفأ بيروت؟
لماذا ينفي "حزب الله" فرضية تورط إسرائيل في انفجار مرفأ بيروت؟لماذا ينفي "حزب الله" فرضية تورط إسرائيل في انفجار مرفأ بيروت؟

لماذا ينفي "حزب الله" فرضية تورط إسرائيل في انفجار مرفأ بيروت؟

روجت إسرائيل في السنوات الأخيرة لرواية مفادها أن منظمة "حزب الله" اللبنانية، تستغل العديد من المواقع المدنية في بيروت وغيرها، من أجل تخزين صواريخ وأسلحة متطورة، وعرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذه الرواية مدعومًا بصور التقطتها الأقمار الاصطناعية، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أقل من عامين.

وطالبت الدولة العبرية حكومة لبنان، عبر وسطاء دوليين، بالتدخل من أجل تقويض محاولات "حزب الله" ومنع استغلال المواقع المدنية لتخزين الصواريخ والأسلحة، وأكدت لها عبر رسائل غير مباشرة أنها قد تضطر للعمل بنفسها.

وتقدر مصادر إسرائيلية أن يتسبب الانفجار الهائل الذي هز العاصمة اللبنانية بيروت، مساء الثلاثاء، في تزايد الضغوط الداخلية على المنظمة الشيعية، حتى بصرف النظر عن ملابسات هذه الحادثة التي تعد الأعنف والتي يشهدها لبنان في ظل الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي تضربه.



وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن الانفجار الذي يبدو وأنه نجم عن حريق شب في أحد مستودعات مرفأ بيروت، وخلف خسائر مادية وإصابات بالجملة، يعد أحد أكبر الكوارث التي شهدتها العاصمة اللبنانية في السنوات الأخيرة، مضيفة أن مصادر لبنانية وجهت أصابع الاتهام إلى إسرائيل، ولا سيما مع تهديدات أطلقها قادة إسرائيليون في هذا الصدد، فيما نفت منظمة "حزب الله" أن يكون الحديث عن عمل إسرائيلي.

تزايد الضغوط

وأشارت الصحيفة إلى تهرب المنظمة الشيعية من توفير إجابات على أسئلة بشأن استغلال الموقع الذي شهد الانفجار وغيره كمخازن للأسلحة والذخائر، لافتة إلى تصريح صادر عنها جاء فيه أن الانفجار الذي وقع الثلاثاء جاء نتيجة حريق في مستودع وقود أدى إلى انفجاره، نافية أن يكون الأمر جراء استهداف إسرائيلي للموقع.

وذكرت الصحيفة أن إسرائيل تعلم أن شحنات السلاح القادمة من طهران إلى "حزب الله" تمر عبر مرفأ بيروت، ويتم تخزينها هناك، مضيفة أن شخصيات كبرى في لبنان أقرت بأن الموقع الذي شهد الانفجار استخدم كمخزن للسلاح والذخيرة والوقود.

وحسب مصادر تحدثت إلى الصحيفة، تدرك منظمة "حزب الله" أن الانفجار سيزيد عليها الضغوط بشأن مسألة سيادة الدولة اللبنانية وتناقضها مع استمرار عمليات تسليحها، لافتة إلى أن التقديرات السائدة حاليا في إسرائيل ترجح أن يتسبب الانفجار في فتح ملف تسليح "حزب الله"، وتزايد الدعوات الشعبية بضرورة أن يتم نزع سلاح المنظمة وبقائها كحركة سياسية لبنانية.

إسرائيل تنفي

قناة "أخبار 12" العبرية توجهت بدورها إلى مصادر سياسية في إسرائيل، والتي أكدت لها أن سبب الانفجار غير معروف، ولكن على الأرجح لا علاقة لإسرائيل به، وأن مصدره من داخل لبنان، وربما جاء الانفجار جراء اشتعال النار في مستودع الوقود، إذ ظهرت النيران في مشاهد الفيديو وقد اشتعلت بكثافة، قبل أن يحدث انفجار ضخم صنع سحابة دخان كثيفة.

ونفت المصادر التي تحدثت مع المحلل السياسي عاميت سيغال، أن تكون إسرائيل على صلة بالانفجار، مشيرة إلى أن وزير الخارجية غابي أشكنازي تحدث مساء الثلاثاء، وذكر أن الحديث يجري عن انفجار نجم عن الحريق، وأضاف: "أقترح أن نتحلى بالحذر، لا أرى سببا لعدم تصديق التقارير القادمة من بيروت".



وحتى الآن ظهرت روايات عديدة، منها روايات تتهم إسرائيل، وتستند إلى مواقف وتصريحات سابقة صدرت عن مسؤولين بالدولة العبرية، فيما لم تخل التقديرات من إمكانية وقوع عمل إرهابي، والكثير من الافتراضات التي لم تجد بعد ما يدعمها، لكن علامات استفهام كثيرة تراود الشارع اللبناني في الوقت الراهن، بشأن طبيعة المواد التي كانت بالموقع، وتسببت في هذا الانفجار الهائل، وإذا ما كانت بالفعل أسلحة وذخائر تخص "حزب الله".

رسائل إسرائيلية

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كان قد عرض في أيلول/ سبتمبر 2018 خلال كلمته التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، صورا وخرائط، قال إنها تعود لمواقع يستخدمها "حزب الله" لتخزين الصواريخ والأسلحة بين المدنيين.

وزعم نتنياهو حينذاك أن من بين هذه المواقع، ملعب لكرة القدم يستخدمه فريق "العهد" المدعوم من "حزب الله"، وموقع شمال مطار رفيق الحريري الدولي، وموقع ثالث يقع أسفل الميناء بعد مئات الأمتار من مدرج المطار.

وذكر نتنياهو إن إيران "تحاول ترسيخ أقدامها عسكريا في سوريا، وتسلح جماعات إرهابية في غزة، وفي لبنان تدعم حزب الله عبر بناء مصانع سرية للصواريخ الدقيقة، يمكنها أن تضرب العمق الإسرائيلي، إن هذه الصواريخ قادرة على إصابة أهدافها بنسبة خطأ 10 أمتار فقط".



وعقب هذا التطور، وجهت تل أبيب رسالة إلى بيروت، عبر وسيط فرنسي، تحثها على غلق منشآت خاصة بمنظمة "حزب الله"، تزعم أنها تستخدم لتصنيع صواريخ دقيقة التوجيه، محذرة من أنها قد تضطر للعمل بنفسها حال لم تتخذ الدولة اللبنانية إجراءات في هذا الصدد.

وأفادت تقارير وقتها إن نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيتان بن دافيد، طلب من مبعوث الرئيس الفرنسي الذي زار مكتب نتنياهو بالقدس المحتلة، أن يبلغ الرئيس اللبناني ميشال عون، أنه على الدولة اللبنانية غلق المنشآت المشار إليها، وأخبره أنه "على حكومة لبنان الحذر في كل ما يتعلق بمنشآت الصواريخ الخاصة بحزب الله، وإذا لم يُعالج الملف بوسائل سياسية من خلال الحكومة في بيروت، سوف تعمل إسرائيل بنفسها".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com