عقب مؤتمر الحركتين لمواجهة "الضم".. هل تطلق السلطة الفلسطينية يد حماس في الضفة الغربية؟
عقب مؤتمر الحركتين لمواجهة "الضم".. هل تطلق السلطة الفلسطينية يد حماس في الضفة الغربية؟عقب مؤتمر الحركتين لمواجهة "الضم".. هل تطلق السلطة الفلسطينية يد حماس في الضفة الغربية؟

عقب مؤتمر الحركتين لمواجهة "الضم".. هل تطلق السلطة الفلسطينية يد حماس في الضفة الغربية؟

فجرت حركتا فتح وحماس الفلسطينيتان مفاجأة في الأوساط الإسرائيلية، وذلك عقب ظهور ممثلين عن الحركتين في مؤتمر صحفي مشترك بمدينة رام الله، الأمر الذي فتح باب التكهنات والمخاوف الإسرائيلية من تعاون فتحاوي حمساوي في الضفة الغربية.

وتخشى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من أن يثمر المؤتمر الصحفي الذي شارك فيه جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وصالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عن تعاون مشترك في مواجهة الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية، وأن تطلق السلطة الفلسطينية يد حماس بالضفة.

وتأتي هذه المخاوف وفق التقديرات الإسرائيلية في ظل مشاركة صالح العاروري بالمؤتمر الصحفي، الذي يُعتبر رئيس حركة حماس بالضفة الغربية والعقل المدبر والممول لكل عمليات وتحركات حماس بالضفة.

خطير

بدورها، اعتبرت القناة الـ 12 العبرية المؤتمر الصحفي الذي عقدته حركتا فتح وحماس، أمس الخميس، أمراً خطيراً، مشيرةً إلى أن الاتفاق بين حركتي فتح وحماس على التعاون في مواجهة خطة الضم يشكل تطوراً خطيراً بالنسبة لإسرائيل.


وأضافت القناة: "المستويات الأمنية الإسرائيلية تفاجأت من سرعة التوصل للاتفاق، وهذه السرعة فاجأت المنظومة الأمنية الإسرائيلية، على الرغم من أن مثل هذا الاحتمال كان على جدول الأعمال منذ أن بدأ الحديث عن الضم يتصاعد، وما يهم ليس المؤتمر الصحفي للرجوب والعــاروري، ولكن ما يحدث على الأرض، خاصة التزام السلطة بعدم اعتقال أفراد حماس".

وتابعت القناة العبرية: "قد نواجه الآن وضعاً جديداً في الساحة الفلسطينية، حيث يتم استبدال الصدام الدائم بين فتح وحماس بالتعاون والضمانات المتبادلة".

بدوره، قال المحلل السياسي أحمد عوض، إن المؤتمر الصحفي المشترك بين حركتي فتح وحماس فاجأ الجميع، بما فيهم الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية، لافتاً إلى أن إسرائيل تنظر إليه وكأنه زلزال سياسي غير متوقع.

وأوضح عوض، في تصريح خاص لـ "إرم نيوز"، أن توافق حركتي فتح وحماس على مواجهة خطة الضم سيضعف الموقف الإسرائيلي الذي راهن كثيراً على حالة الانقسام الفلسطيني في تمرير مخططاته وزيادة وتيرة الاستيطان، مشدداً على أن إسرائيل تعتمد في سياستها مع الفلسطينيين على مبدأ فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة.

وأضاف عوض: "المخاوف الإسرائيلية تتمثل في الوقت الراهن بإطلاق السلطة الفلسطينية يد حماس في الضفة الغربية، ووقف الملاحقات الأمنية لعناصرها، الأمر الذي سيعطي عناصر حماس مساحة أكبر وأوسع لمواجهة جيش الاحتلال".


وأشار عوض إلى أن ذلك سيؤدي إلى زيادة وتيرة المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي، وسيعزز فرص إشعال الانتفاضة الفلسطينية الثالثة في الضفة الغربية، الأمر الذي يعتبر تهديداً لأمن المستوطنين وللمخطط الإسرائيلي بشأن الضفة الغربية.

وبين عوض أن إسرائيل متخوفة من وحدة الموقف بالرد على أي خطوة بشأن ضم أجزاء من الضفة الغربية، بحيث يكون الرد بالتزامن بين الضفة الغربية وقطاع غزة، الأمر الذي سيؤدي إلى كارثة أمنية من وجهة النظر الإسرائيلية.

من ناحيته، قال المحلل السياسي عمر جعارة: إن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تبدي تخوفاً من إطلاق السلطة الفلسطينية يد عناصر حركة حماس في الضفة الغربية، خاصة في ظل إصرار السلطة على وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل.

وأوضح جعارة، في حديث خاص لـ "إرم نيوز"، أن إطلاق يد حماس في الضفة الغربية والتعاون مع حركة فتح في مواجهة الجيش الإسرائيلي سيزيد من سخونة الأوضاع الأمنية في الضفة، الأمر الذي قد يؤدي إلى اشتعال انتفاضة فلسطينية جديدة.

وأشار جعارة إلى أن هناك تخوفا أمنيا إسرائيليا من التعاون بين الحركتين، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية سعت على مدار السنوات الماضية إلى تحييد حركة حماس عما يحدث بالضفة الغربية، وفصل كامل بقضايا الضفة عن غزة.

وبين جعارة أن المخاوف الإسرائيلية تنبع من وجود من تعتبره إسرائيل قائد حماس في الضفة الغربية وتحمله مسؤولية كل العمليات والتحركات التابعة لحماس، لافتاً إلى أن إسرائيل ترى في العاروري، والذي ينحدر من الضفة الغربية، خطراً كبيراً عليها وتضاهيه بخطر رئيس حماس في غزة يحيى السنوار.

وأمس الخميس، أكدت حركتا فتح وحماس الاتفاق على إفشال مشروع الضم الإسرائيلي، ودعتا الجميع للانخراط في كل فعل ميداني من أجل مواجهة المشاريع الإسرائيلية، مطالبين في مؤتمر صحفي مشترك، بضرورة بلورة رؤية استراتيجية موحدة لمواجهة المؤامرات الإسرائيلية.

دولة بسيادة كاملة

وقال جبريل الرجوب: إن ما جرى في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة من حراك امتد إلى بعض الدول العربية والدولية، أظهر أن الفلسطينيين انتصروا لقضيتهم، مشيراً إلى أن الجميع تحدث بلغة واحدة وتحت علم واحد هو علم فلسطين.

وأضاف الرجوب: "نحن نريد دولة فلسطينية كاملة السيادة على كل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 والقدس عاصمتها، وحل قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية، ونحن اليوم سنخرج بصوت واحد، وتحت علم واحد ونعمل على بناء رؤية استراتيجية كاستحقاق لمواجهة التحديات فيما يتعلق بقيادة الشارع، بمشاركة كل الفصائل بعيدًا عن التناقضات والترسبات في العلاقة".

وأوضح الرجوب أنه سيتم فتح صفحة جديدة تقدم نموذجا لشعبنا وأسرانا والشهداء، مشيراً إلى أن ردة فعل شعبنا أظهرت وجود إجماع وطني لرفض هذه المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية.


في السياق، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري: إن المؤتمر المشترك الذي عقد بالشراكة مع حركة "فتح" بمثابة فرصة لنبدأ مرحلة جديدة تكون خدمة استراتيجية لشعبنا في أكثر المراحل خطورة.

وأكد أنه إذا استطاع الاحتلال تمرير خطة الضم على جزء من الضفة الغربية، فهذا يعني أن مسلسل الضم سوف يستمر، متابعاً: "بعد الضم سينتقل الاحتلال في التفكير في معالجة موضوع الفلسطينيين في الضفة الغربية، والاحتلال له سوابق في التهجير والترحيل".

وأضاف العاروري: "لم نكن نحن وفتح مختلفين على مواجهة الاحتلال والتصدي لمخططاته، حتى عندما كنا على خلاف مع حركة فتح، وعلينا أن نُجمد خلافاتنا ولا نتوقف عندها لمصلحة اتفاق استراتيجي وجوهري في التناقض الوجودي مع الاحتلال".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com