قبل 3 أسابيع من تنفيذ مخطط الضم.. ما السيناريو الذي تخشاه إسرائيل وتعتبره "تسونامي" سياسياً؟
قبل 3 أسابيع من تنفيذ مخطط الضم.. ما السيناريو الذي تخشاه إسرائيل وتعتبره "تسونامي" سياسياً؟قبل 3 أسابيع من تنفيذ مخطط الضم.. ما السيناريو الذي تخشاه إسرائيل وتعتبره "تسونامي" سياسياً؟

قبل 3 أسابيع من تنفيذ مخطط الضم.. ما السيناريو الذي تخشاه إسرائيل وتعتبره "تسونامي" سياسياً؟

قبل 3 أسابيع على الموعد الذي حددته حكومة الاحتلال لإعلان تطبيق السيادة على أجزاء من الضفة الغربية، وهو الإعلان الذي يفترض أن يصدر في الأول من تموز يوليو المقبل، يحاول محللون ومراقبون إسرائيليون توقع رد الفعل الفلسطيني المحتمل على المخطط، الذي يواجه انتقادات حادة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكذلك داخل إسرائيل نفسها.

وتؤشر التظاهرات التي نظمتها حركات يسارية عربية ويهودية، أمس السبت، على وجود قطاع عريض من الإسرائيليين يرفض الصفقة ويعتبرها امتدادا لسياسات "الفصل العنصري" وترسيخا للاحتلال.

ويختلف هذا الموقف عن موقف اليمين الإسرائيلي الرافض أيضا للخطة الأمريكية بصيغتها الحالية، إذ يطالب اليمين الإسرائيلي إدارة الرئيس دونالد ترامب وحكومة بنيامين نتنياهو بما يمكن اعتبارها "صفقة أكثر سخاء"، بينما يرفضها اليسار الإسرائيلي من الأساس.

مأزق دبلوماسي

وحددت قناة "أخبار 12"، التابعة لشركة الأخبار الإسرائيلية، السبت، سيناريوهات لرد فعل الشارع الفلسطيني المحتمل على الإعلان، وما يمكن أن ينجم على الأرض حال حدث الضم، هذا بغض النظر عن موقف السلطة الفلسطينية المعلن، الذي يرفض الخطة شكلا ومضمونا، والقرارات التي اتخذتها بشأن بوقف التنسيق الأمني والاستخباري مع تل أبيب وواشنطن.

وتحدث المحلل يارون أفراهام عما أسماها "ورطة" دبلوماسية يواجهها سفراء إسرائيل في دول أوروبا، في ظل وابل الأسئلة والاستفسارات التي تصلهم من مسؤولي الدول الأوروبية التي يعملون بها.



ونقل أفراهام للقناة فحوى حديث دار بينه وبين مصدر بوزارة الخارجية بالقدس المحتلة، أخبره أن الوضع السائد حاليا هو أن الدبلوماسية الإسرائيلية تقف أمام "مأزق"، لأن السفراء لا يملكون إفادات رسمية يمكنهم الاستعانة بها للرد على هذه الاستفسارات، التي تتعلق في الغالب بمدى جدية نوايا إسرائيل بشأن الضم، والموعد المزمع فعليا، وكيف سيبدو الأمر على الأرض؟

السيناريو السهل

القناة العبرية خلصت، وفق السيناريو الأول، إلى أن هناك احتمالا أن يمر قرار الضم بعد ثلاثة أسابيع من دون مشاكل، واستبعدت حدوث ما يمكن وصفه بـ "تسونامي سياسي" أو كارثة في العلاقات الدولية الإسرائيلية.

وتعول إسرائيل على عدد من التطورات لتحقق هذا السيناريو الذي تنشده، إذ أشار المحلل أفراهام، الذي تحدث مع مصادر رسمية، إلى أن حدوث هذا السيناريو "يرتبط بانشغال العالم بجائحة كورونا، ما تسبب في استنزاف غالبية الدول وانشغالها تماما عن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني".

وتابع أنه "في حال أولت دول العالم اهتماما بمنطقة الشرق الأوسط بصفة عامة، فإن هذا الاهتمام لن ينصب على الملف الفلسطيني، وأنه على الأرجح سيتوجه لمناطق صراعات أخرى بالمنطقة وملفات مختلفة تماما".

ويرى أفراهام أن رغبة الرئيس ترامب في إرضاء داعميه من "الحركة الإنجيلية" الأمريكية (تمثل تيار الصهيونية المسيحية)، في وقت يقترب فيه موعد الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، قد تدفعه للتغاضي عن الضم الأحادي الجانب.



ويقدر أن الغطاء الأمريكي المتوقع لإسرائيل في المنتديات الدولية سيسهم في عدم خروج الأمور عن السيطرة، وسيعني أن المنطقة في هذه الحالة "لن تشهد زلزالا سياسيا، وسيمر إعلان الضم من دون عقبات على غرار ما حدث إبان إعلان نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في أيار مايو 2018"، على حد زعمه.

السيناريو العنيف

وعلى الرغم من كل ذلك، ما زال هناك سيناريو آخر عنيف، تحدثت عنه القناة الإسرائيلية، واعتمدت فيه هذه المرة على تقديرات صدرت عن "معهد دراسات الأمن القومي" التابع لجامعة تل أبيب، أحد مراكز الفكر ودعم صناعة القرار بدولة الاحتلال، والذي حذر حكومة نتنياهو من رد فعل قوي من جانب الشارع الفلسطيني على خطوة الضم المزمعة.

وينص السيناريو الإسرائيلي الثاني على أن الضفة ستشهد فوضى وأعمال عنف وما وصفها المعهد بـ"العمليات الإرهابية".



وعلى نقيض السيناريو الأول، يجري الحديث وفق السيناريو الثاني، عن "تسونامي سياسي" وكارثة في منظومة العلاقات الدولية الإسرائيلية.

ويقدر المعهد أن مخطط الضم لن يتسبب في تضرر علاقات السلام مع المملكة الأردنية فحسب، محذرا من أن أخطر ما في الأمر هو "زعزعة العلاقات التي تعمل إسرائيل على بنائها مع دول الخليج العربي، بعد سنوات من الجهود المضنية في هذا الإطار".

عقوبات وملاحقات

وتخشى إسرائيل، وفق هذا السيناريو، من طبيعة الموقف الأوروبي، لا سيما أن أوروبا هي التي تقود الاحتجاج دوليا ضد خطوة الضم، ومن ثم حذر المعهد الإسرائيلي من قيام الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على إسرائيل، وتقليص العلاقات التجارية معها، والتشديد على وسم منتجات المستوطنات.

ويحدد هذا السيناريو أيضا الجوانب التي تخشاها دولة الاحتلال، ومنها تحفيز الملاحقات الجنائية على الصعيد الدولي ضد جنود وضباط الجيش، ما يعني إلغاء مشاركتهم في العديد من الفاعليات الدولية خشية الاعتقال حال صدرت بحقهم قرارات في دول أوروبية.

وبحسب القناة العبرية، تخشى إسرائيل عودة الحزب الديمقراطي إلى البيت الأبيض، ممثلا في المرشح جو بايدن، على أساس أن الأخير يدعم حل الدولتين، ما يعني أن مخطط الضم في هذه الحالة سيصطدم بحلول كانون الثاني/ يناير 2021، برئيس أمريكي يعارض خطة سلفه، هذا لو تحقق سيناريو هزيمة ترامب.

بالون اختبار

وتسود قناعة لدى مراقبين ومتابعين للشأن الإسرائيلي، بأن واقعة مقتل الشاب الفلسطيني المعاق إياد الحلاق، في 30 أيار/ مايو الماضي بالقدس الشرقية، بوساطة ضابط شرطة إسرائيلي أطلق صوبه 7 رصاصات أردته شهيدا، بالتزامن مع واقعة الشاب ذي الأصول الأفريقية جورج فلويد، في مدينة مينابولس بولاية مينيسوتا الأمريكية قبلها بخمسة أيام، كانت بمثابة "بالون اختبار" إسرائيلي لرصد مدى قوة الزخم في الشارع الفلسطيني للخروج للتظاهر.

 وفي الوقت الذي تسبب فيه مقتل "فلويد" على يد ضابط شرطة في تأجيج مشاعر الغضب في الولايات المتحدة الأمريكية، وما تبع ذلك من إجراءات غير مسبوقة، مرت واقعة استشهاد "الحلاق" من دون احتجاجات فلسطينية تذكر بالضفة المحتلة، ومن ثم يمكن القول إن سلطات الاحتلال والأجهزة المعنية بتقدير الموقف لن تتغافل عن هذه النقطة خلال وضع تقديراتها بشأن الزخم المحتمل في الشارع الفلسطيني.



 

ذكرى احتلال الضفة

وعاد الفلسطينيون الجمعة للتظاهر، حيث شهدنا تظاهرات متفرقة في محافظات الضفة المختلفة، منها طولكرم وطوباس والخليل، شاركت فيها أعداد تتراوح بين العشرات والمئات، في ذكرى مرور 53 عاما على احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية عام 1967، هتف خلالها المتظاهرون "لا للضم.. يسقط الاحتلال"، وبالتالي قد يأتي الزخم في الشارع الفلسطيني تدريجيا طيلة الأسابيع الثلاثة المقبلة.



وترصد وكالات الأنباء الفلسطينية بشكل يومي مداهمات واعتقالات لفلسطينيين في أرجاء الضفة المحتلة، في وقت توقف فيه التنسيق الأمني بين سلطات الاحتلال وأجهزة الأمن التابعة للسلطة، ومن غير المستبعد أن يكون كل ذلك في إطار عمليات استباقية يقوم بها الاحتلال بحق الشبان الفلسطينيين تحسبا لإعلان ضم 30% من مساحة الضفة في الأول من تموز يوليو.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com