بعد 11 عاما من العمل.. لماذا توقفت فضائية "أورينت" السورية المعارضة عن البث؟
بعد 11 عاما من العمل.. لماذا توقفت فضائية "أورينت" السورية المعارضة عن البث؟بعد 11 عاما من العمل.. لماذا توقفت فضائية "أورينت" السورية المعارضة عن البث؟

بعد 11 عاما من العمل.. لماذا توقفت فضائية "أورينت" السورية المعارضة عن البث؟

لا توجد سوى معلومات قليلة حول أسباب توقف قناة "أروينت" الفضائية السورية المعارضة، التي قدمت نفسها كمنبر معارض عن البث مؤخرًا، بعد نحو 11 عامًا من انطلاقتها في الإمارات العربية المتحدة.

ووفقًا لمصادر مختلفة من القناة، التي يملكها رجل الأعمال السوري غسان عبود، فإن البث قد توقف لأسباب لها علاقة بجدوى القناة قياسا إلى التكاليف الباهظة التي تحتاجها عمليات البث، خصوصًا في ظل الإقبال الشديد على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، الأقل كلفة.

وأوضحت مصادر في القناة المتوقفة، أن اسم القناة سيبقى حاضرا في منصات التواصل الاجتماعي والراديو، ذات الكلفة القليلة من جهة، وهي مؤثرة وحاضرة أكثر من الشاشة المكلفة ماديا، من جهة أخرى، خصوصا وأن تقارير سابقة قالت أن إدارة القناة كانت قد أقالت عددا من موظفيها لتوفير النفقات، خاصة بعد انتهاء عقود الدعم المقدمة للقناة من قبل منظمات أمريكية.

وانطلق بث قناة "أورينت" من دبي في الثاني من فبراير 2009 بمجموعة من البرامج والمسلسلات ونشرات الأخبار، وحملت القناة شعار "من سمع ليس كمن رأى"، وبدا صوت القناة آنذاك مسموعا في سوريا التي عاشت لعقود في ظل الإعلام الرسمي.

قناة معارضة للنظام السوري

وسعت القناة منذ البداية إلى افتتاح مكاتب رسمية لها في سوريا، غير أن الصحافة الموجهة التي تكرست في سوريا لم تستطع أن تتحمل قناة تسعى للتغريد خارج السرب، والجهر بالمسكوت عنه في الإعلام الرسمي، فسرعان ما أغلقت السطات السورية مكاتب القناة في البلاد، ومنعتها من العمل هناك، وسط تقارير عن مساومات بين عبود والأمن السوري، لم تسفر عن نتائج مرضية.

وعندما اندلعت الاحتجاجات في سوريا عام 2011، وجدت القناة فرصة ذهبية للاصطفاف إلى جانب المعارضة ضد النظام السوري، واستغلال الفرصة لتقديم نفسها كمنبر معارض يفضح ممارسات النظام، خصوصًا وأن الأجواء الدولية آنذاك، كانت مهيأة للترحيب بمنبر من هذا النوع، إذ شهد ما يسمى "الربيع العربي" في بداياته تعاطفًا دوليًا واسعًا، قبل أن تظهر التيارات الدينية المتطرفة.

لكن قناة "أورينت"، ووفقا لمتابعين، لم تكن نزيهة في هذه الخصومة، إذ بدت أخبارها وبرامجها الاستفزازية، بمثابة تصفية حساب بين مالكها غسان عبود، خريج قسم الصحافة من جامعة دمشق، وبين السلطات السورية التي عرقلت عمل القناة قبل بدء الاحتجاجات.

التعاون مع إسرائيل

وإمعانا في هذا التوجه الاستفزازي، ظهرت شبهات بشأن علاقات تربط بين القناة وإسرائيل، وظهرت أنباء أن عبود زار تل أبيب، لكن الأخير نفى ذلك.

لكن ورغم هذه النفي، إلا أن القناة سعت في السنوات الأخيرة بشكل علني، إلى اتباع سياسة التطبيع مع إسرائيل عبر تغطياتها، كان آخرها حضور مديرة مكتب التلفزيون في واشنطن، هيفي بوظو، المؤتمر السنوي لـ"اللجنة الامريكية الإسرائيلية للعلاقات العامّة" (أيباك) التي تعدّ كبرى منظمات اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة.

كما تجرأت القناة على إجراء العديد من المقابلات مع شخصيات إسرائيلية، لعل أبرزها هو الحوار الذي أجرته القناة مع مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون عام 2018، والذي أثار جدلا واسعا وموجة من البيانات الساخطة والمستنكرة للقناة، وتبرؤًا علنيًا منها، سواء من الموالين للنظام السوري، أو حتى من عدد كبير من المعارضين.

وعند احتدام المعارك في الجنوب السوري بين القوات الحكومية السورية والمعارضة المسلحة، بالقرب من حدود إسرائيل، كشفت تسريبات من داخل شبكة "أورينت" عن خيوط التعاون بين القناة وإسرائيل، وأبرزها سعي مالك القناة غسان عبود إلى الترويج لبرنامج "حسن الجوار" الذي أسسته وأشرفت على تنفيذه قيادات في الجيش الإسرائيلي، وكان الهدف منه معالجة مصابي الفصائل السورية المعارضة المسلحة خلال المعارك مع الجيش السوري، وقد سمحت إسرائيل فعلًا، بدخول بعض جرحى المعارضة السورية آنذاك، وعالجتهم في مستشفياتها.

التحريض الطائفي

علاوة على ذلك، فقد بدا الخطاب الإعلامي لقناة "أورينت" في السنوات الأخيرة، أكثر ميلا للتحريض العرقي والطائفي والمذهبي، وخصوصًا بعد الانتصارات التي حققتها القوات الحكومية السورية ضد فصائل المعارضة المتعددة، الأمر الذي قاد القناة التي شعرت بالهزيمة، إلى الانحياز لتلك الفصائل، حتى المتطرفة منها، مثل هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) التي تسيطر على منطقة إدلب، التي ينحدر منها مالك القناة.

وفي الملف الكردي، حاربت القناة قوات سوريا الديمقراطية بلا هوادة، وسعت عبر تقاريرها وضيوفها إلى تشويه سمعة هذه القوات التي تتلقى الدعم من واشنطن.

وثمة تقارير تفيد أن المنظمات والهيئات الأمريكية سحبت أو أوقفت دعم القناة، لأنها بدأت تحارب شركاءها على الأرض، وخصوصًا قوات سوريا الديمقراطية التي أثببت جدارتها في محاربة الإرهاب، وطرد تنظيم داعش من مناطق واسعة في سوريا، بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.

يشار إلى أن اسم مالك القناة غسان عبود (52 عامًا) قد دخل مجلة "فوربس" الأمريكية للمرة الأولى عام 2019، بوصفه أحد أبرز الأثرياء السوريين، وهو يعمل في قطاعات تجارية واقتصادية متعددة من تجارة السيارات إلى العقارات وصولا للإعلام، وتقدر ثروته بنحو 1.75 مليار دولار.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com