تحت ضغوط إيرانية.. هل تتراجع الكتل الشيعية في العراق عن دعم الزرفي؟‎
تحت ضغوط إيرانية.. هل تتراجع الكتل الشيعية في العراق عن دعم الزرفي؟‎تحت ضغوط إيرانية.. هل تتراجع الكتل الشيعية في العراق عن دعم الزرفي؟‎

تحت ضغوط إيرانية.. هل تتراجع الكتل الشيعية في العراق عن دعم الزرفي؟‎

اتسعت الجبهة المعارضة لرئيس الوزراء العراقي المكلف بتشكيل الحكومة، عدنان الزرفي، فيما يرى سياسيون أن العامل الإيراني حاسم في مسألة دعمه أو مواجهته.

وكلف رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح الثلاثاء، الزرفي بتشكيل الحكومة المؤقتة، وسط خلافات وسجالات حادة داخل البيت الشيعي.

وانفضت القوى الشيعية، التي كانت مؤيدة للزرفي في بادئ الأمر، حيث تحدثت مصادر سياسية عن ضغوط إيرانية، ساهمت بتشكيل جبهة معارضة قوية، وصارمة ضد الزرفي.

وقالت تلك المصادر، إن تحالف الفتح الذي يضم الأجنحة السياسية لفصائل الحشد الشعبي، تلقى "تقريعا" من مسؤولين إيرانيين، بشأن تكليف الزرفي، وهو ما تسبب بتصعيد الخطاب تجاه الزرفي المكلف بتشكيل الحكومة.

كتل تتنصل عن دعمها

ولفت الأنظار، في بادئ الأمر تماه من تحالف الفتح، مع الزرفي، وموافقة واضحة من ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، وتيار عمار الحكيم، حيث حضر نواب من تلك الكتل مراسم التكليف، لكن بعد ساعات من ذلك ظهرت مواقف جديدة.

وتقول تلك الكتل، إن الزرفي عليه جملة اعتراضات، أبرزها، أنه متهم بالفساد، وهو سياسي حالي، ولا تنطبق عليه شروط المرجعية الدينية وساحات الاحتجاج، التي طالبت بشخصية غير جدلية، وغير متهمة بالفساد، ولم يتسلم مناصب سابقة، أما الزرفي فهو محافظ النجف السابق، وأقيل إثر اتهامات بالفساد عام 2015.

لكن عقدة الخلاف ليست هذه، فالزرفي معروف بعلاقاته الوثيقة مع الولايات المتحدة، وبعده "الواضح" عن المزاج الإيراني، وعارض بشدة إخراج القوات الأمريكية من العراق، في الوقت الراهن، فضلا عن موقفه الغامض من الحشد الشعبي، والفصائل المسلحة.

وقال الأمين العام لحزب المواطنة، غيث التميمي، إن "البيت الشيعي، والقوى الموالية لإيران، تعاني في الوقت الراهن، ارتدادات غياب قاسم سليماني، وما يحصل حاليا هو ضياع لتلك البوصلة، الذي أنتج تلك المواقف المتضاربة".

وأضاف التميمي، في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "الجبهة المعارضة للزرفي، لن تبقى متوحدة، وستتفكك خلال الأيام المقبلة، فهناك الكثير من النواب معارضون، لمسألة رفض الزرفي"، مشيرا إلى أن "الزرفي يواجه تحدي الحصول على المقبولية الشيعية، ولو على القسم الأعظم من تلك الأحزاب، أما الكرد والسنة، فهم ينتظرون مرشحا مقبولاً لدى البيت الشيعي لتمريره".

ضبابية بعد تكليف الزرفي

وعلى رغم خسارة الزرفي، خمسة من أصل سبعة أحزاب شيعية حتى الآن، إلا أنه ما زال يحظى بدعم الكتلة الشيعية الأكبر في البرلمان العراقي، وهي "سائرون" التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، فضلا عن ائتلاف النصر الذي ينتمي إليه، وبعض الأحزاب الصغيرة الأخرى، ونواب مستقلين.

ويقول مراقبون، إن الموقف السياسي في البلاد اتسم بالضبابية بعد تكليف الزرفي، وهو ما يضع علامات استفهام حول إمكانية تمريره، خاصة في ظل الأنباء المتواردة بشأن عزمه على الانسحاب.

بدوره، يرى النائب السابق والسياسي جوزيف صليوه، أن "تكليف الزرفي في الوقت الراهن تسبب بأزمة كبيرة، لكن في النهاية لا بد من وجود تكاتف للخروج من النفق، ومن دوّامة التكليف، ولطالما مررت الكتل الشيعية قرارات دون العودة إلى الشركاء الآخرين، من السنة والكرد وبقية المكونات الأخرى، لذلك أعتقد أن اليوم فرصة لتلقينهم درسا، ووضع حد لممارساتهم، ليعلموا أن السياسة التي اعتمدوها غير صحيحة".

وأضاف في تصريح لـ"إرم نيوز": "رغم الاعتراضات التي واجهها الزرفي، فإنه في النهاية لا يمكن المجيء بشخصية ملائكية لحكم العراق، والشبهات التي أثيرت ضده يمكن التغاضي عنها، من أجل الوصول إلى الأهداف الكبيرة، وهي حصر السلاح، وإعادة هيبة الدولة، وفرض القانون، والحد من الطائفية والتحاصص".

وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن الزرفي بدأ حراكه ولقاءاته السياسية للقاء الزعماء والبحث في آلية تشكيل الحكومة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com