هل تنجح الخرطوم في تطبيع علاقاتها مع واشنطن؟
هل تنجح الخرطوم في تطبيع علاقاتها مع واشنطن؟هل تنجح الخرطوم في تطبيع علاقاتها مع واشنطن؟

هل تنجح الخرطوم في تطبيع علاقاتها مع واشنطن؟

تحسن تدريحي شهدته مؤخرا العلاقات بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد الزيارة التي قام بها مساعد الرئيس السوداني إبراهيم غندور لواشنطن الايام الماضية، التقى خلالها بمسؤولين أمريكيين بحث معهم بعض الملفات العالقة بين الخرطوم وواشنطن.

الزيارة تاتي بناءاً على دعوة رسمية من الإدارة الأمريكية أبدت فيها رغبتها للدخول في حوار مباشر مع الخرطوم لبحث القضايا محل الخلاف، لكن نتائج هذه الزيارة لم تعلن من قبل الطرفين حتى الان.

ومن اهم الملفات التي تسعى الخرطوم لحسمها مع واشنطن هي إزالة التوتر الذي ظل يسيطر على علاقة البلدين على مدى ستة وعشرون عاما، بجانب رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وتقليل العقوبات الاقتصادية التي تشمل حظر كل انواع التعامل التجاري والمالي بين البلدين.

وبدات واشنطن قبل يومين في رفع حظرها الاقتصادي عن السودان جزئياً، ووجدت الخطوة ترحيباً من قبل الحكومة السودانية، وتوقعت ان تتخذ الإدارة الأمريكية خطوات فعلية في الحوار مع الخرطوم في المستقبل القريب العاجل، وكان الرئيس السوداني عمر البشير أمر الاثنين الماضي بالاستمرار في الحوار مع الولايات المتحدة وفقاً لمصالح السودان، مؤكداً رغبة بلاده في حوار ثنائي حول القضايا ذات الاهتمام المشترك مع واشنطن.

ورغم المساعي التي يبذلها السودان والولايات المتحدة الأمريكية لتحسين العلاقات الا أن هنالك مخاوف في الخرطوم من ان لا تلتزم واشنطن بوعوداتها اتجاه السودان كما حدث سابقاً، وكانت واشنطن وعدت برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع الحظر الاقتصادي منه حال التزم بتنفيذ بنود إتفاقية السلام الشامل المبرمة مع دولة الجنوب في العام 2005، ولكنها لم تفي بوعدها.

ويرى الخبير الدبلوماسي الرشيد أبوشامة، أن واشنطن تبدو جادة هذه المرة في خوض حوار مباشر مع الخرطوم لجهة انها بدأت في تغيير سياساتها واستراتيجيتها اتجاه كثير من الدول ربما يكون السودان من بينها، لكنه شدد على ضرورة ان تتخذ الخرطوم الحذر في هذا الحوار.

ولم يستبعد أبو شامة ان تكون واشنطن تريد فتح الحوار مع الخرطوم بهدف الحصول على معلومات اتجاه دولة معينة.

ويعتبر ابوشامة أن من أهم الملفات التي ينبغي على الخرطوم الحرص على حسمها في الحوار المرتقب هي رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه، مؤكداً انه اذا استطاعت الخرطوم حسم هذين الملفين فإنه من السهل ان تمضي العلاقات بين البلدين الى الامام.

ويقول الخبير الدبلوماسي إن السودان لديها مواقف ايجابية ضد العمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" في العديد من الدول العربية يمكن ان تساعده في رفع اسمه من قائمة الإرهاب.

وبحسب ابوشامة فإن قضايا السودان مع الولايات المتحدة الأمريكية معقدة ويصعب حلها في وقت وجيز بسبب وجود جهات ودول تضع عراقيل امام اي جهود جادة تبذل لتقريب وجهات النظر بين البلدين، لذلك ليس من السهل ان تشرع واشنطن في حسم ملفاتها مع الخرطوم، مشيرا الى ضرورة تنشيط الدبلوماسية السودانية وان يكثف السودان اتصالاته مع الجهات المعادية له بهدف الوصول معها الى تفاهمات تزيل هذه العراقيل، ونصح أبوشامة بضرورة وضع استراتيجية محكمة من قبل الخرطوم حتى تستطيع تطبيع العلاقات مع واشنطن.

وتشترط واشنطن رفع العقوبات عن السودان بتحسين سجله في مجال حقوق الإنسان، ووقف الحرب التي يخوضها الجيش السوداني ضد المتمردين في إقليم دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.

من جهته يقول المحلل السياسي عبده مختار، إن رفع العقوبات جزئيا ليس مقصود منه الحكومة السودانية، وانما الهدف منه هو رفع المعاناة عن الشعب السوداني، مضيفا انه من الصعب ان تنجح الخرطوم في تطبيع علاقاتها مع واشنطن.

وبرر مختار الامر الى استمرار الحروب في بعض المناطق السودان، بجانب تسمك وشنطن بشروطها المسبقة، مؤكداً أنه لا توجد اية مؤشرات واضحة حتى الان يمكن أن تؤدي الى تطبيع العلاقات.

وأشار مختار الى أن رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان جزئياً لايعني انه سيؤدي الى التطبيع، لكنه قال إن الحكومة السودانية يمكن ان تستثمر مناخ الحوار مع الولايات المتحدة وتشرع في اجراءات اصلاحية بالداخل، وتقديم تنازلات في بعض السياسات وايقاف الحرب واتاحة الحريات لكسب ثقة واشنطن.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com