لماذا تعد أنظمة الدفاع الروسية S-300"" المنصوبة في سوريا بلا جدوى؟
لماذا تعد أنظمة الدفاع الروسية S-300"" المنصوبة في سوريا بلا جدوى؟لماذا تعد أنظمة الدفاع الروسية S-300"" المنصوبة في سوريا بلا جدوى؟

لماذا تعد أنظمة الدفاع الروسية S-300"" المنصوبة في سوريا بلا جدوى؟

تشن المقاتلات الحربية الإسرائيلية غارات على أهداف داخل الأراضي السورية من حين إلى آخر، فيما يردد الإعلام المحلي في سوريا في كثير من الأحيان رواية مفادها أن الدفاعات الجوية السورية قامت بالتصدي للغارات، وفي بعض الأحيان يتحدث عن نجاحها في اعتراض عدد من الصواريخ الإسرائيلية المعادية.

ويمتلك الجيش السوري أنظمة دفاعية من طراز S-300""، وطراز ""PANTSIR الروسيين، إضافة إلى نظام RED FLAG"" الصيني الدفاعي، فيما يبدو أن هذه الأنظمة، والتي يفترض أنها تعمل في ظل التواجد الروسي المستمر منذ أيلول/ سبتمبر 2015، لم تنجح بردع سلاح الجو الإسرائيلي أو منعه من تنفيذ هجمات تطال أهدافًا إيرانية أو سورية.

وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية، الخميس الماضي، على مطار "الشعيرات" جنوب شرق محافظة حمص، وموقع للجيش السوري في القنيطرة، متسببًا بمقتل جندي سوري وإصابة 4 آخرين، فيما قالت مصادر سورية رسمية إن وحدات الدفاع الجوي أسقطت 5 صواريخ.

بلا جدوى

وقدر خبراء عسكريون، وفقًا لموقع Israel defense""، أمس الجمعة، أن النظم الدفاعية السورية لا تمتلك القدرة أو الفاعلية للتصدي للغارات الإسرائيلية التي تستخدم فيها صواريخ جو – أرض، يتم إطلاقها عبر مقاتلات "F-16"، أو مقاتلات الجيل الخامس الأمريكية من طراز"F-35".

ووصف الموقع الإسرائيلي الأنظمة الدفاعية الروسية التي يستعين بها ذراع الدفاع الجوي السوري بأنها "بلا قيمة"، ولا يمكنها مواجهة صواريخ جو – أرض الإسرائيلية، مقتبسًا معلومات في هذا الصدد أوردها الموقع الإلكتروني الصيني SINA.COM"" المتخصص بالشؤون العسكرية.

وعززت روسيا شبكتها الدفاعية في سوريا وأرسلت أنظمة من طراز "S-300" إلى هناك، عقب واقعة إسقاط طائرة تجسس روسية في أيلول/ سبتمبر 2018، ومقتل 15 ضابطًا كانوا على متنها، خلال غارة إسرائيلية على اللاذقية.

ووفق المعلومات التي نشرها الموقع الإسرائيلي بعد تحليل الأنظمة الدفاعية التي تعتمد عليها سوريا، والهجمات التي تنسب لسلاح الجو الإسرائيلي، فإن هذه الأنظمة تبدو دون أية قيمة حاليًا.

أمريكا السبب؟

وفسر خبراء أسباب عدم قدرة الأنظمة الدفاعية الروسية في سوريا على التصدي للهجمات الإسرائيلية، وقالوا إنها تتعلق بامتلاك الولايات المتحدة الأمريكية معلومات كاملة حول طريقة عمل الأنظمة الروسية والتكنولوجيا المستخدمة، وكانت قد سلمتها إلى إسرائيل، ومن ثم تستطيع الأخيرة شن الهجمات من دون عائق.

وتمتلك الولايات المتحدة معلومات حول نظام S-300"" الروسي الدفاعي المضاد للصواريخ والطائرات، بما في ذلك الشفرات وأساليب غلق الرادارات الخاصة به، حيث كانت الولايات المتحدة قد حصلت على المعلومات بعد أن اقتنت مكونات المنظومة من بلاروسيا العام 1994.

ولدى العديد من الدول التي اشترت النظام الروسي S-300""، علاقات تعاون عسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما أجرى الأمريكيون تدريبات عديدة للتعامل مع الأنظمة الروسية باستخدام المقاتلات "F-16"، أو طراز"F-35"، ومن ثم سلموا المعلومات لإسرائيل.

ضوء أخضر

بدوره، أكد موقع WORLD DEFENSE"" أن الجانب السوري على علم بأن أداء النظم الدفاعية الخاصة به متدن للغاية من النواحي التكنولوجية، ويعاني من فقدان القدرة على مواجهة عمليات التشويش التي تقوم بها المقاتلات الإسرائيلية، كما أن مدى عمل الأنظمة السورية أقل بكثير مما هو معلن رسميًا من بلد المنشأ.

وزعمت وسائل إعلام عبرية في شباط/ فبراير 2019، وفقًا لمعلومات استخبارية، أن تل أبيب تلقت الضوء الأخضر من موسكو، للمضي في تنفيذ إستراتيجيتها الخاصة بإخراج الميليشيات الموالية لإيران من الأراضي السورية، ومن ثم فإن القوات المسلحة للبلدين ناقشتا تفاصيل مسألة استخدام التكنولوجيا العسكرية الروسية من قبل الجيش السوري النظامي، لتقويض الهجمات الإسرائيلية الجوية.

وذكر موقع"nziv.net"   الاستخباري، حينذاك، أن روسيا أكدت لإسرائيل أنها ستمنع الجيش السوري من التصدي للغارات، وعدم تفعيل أنظمة "S-300" الروسية أيضًا في مواجهة المقاتلات الإسرائيلية، حيث إن هذه الأنظمة تشكل العائق الأكبر بالنسبة لإسرائيل، كما تقول.

صاروخ متطور

وكشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية في نيسان/ أبريل 2019 أن سلاح الجو الإسرائيلي استخدم للمرة الأولى صاروخًا إسرائيلي الصنع، يمكنه التغلب على نظم الدفاع الروسية من طراز "S-300" المنصوبة في سوريا، وذلك خلال هجوم طال وقتها أهدافًا في مدينة "مصياف" بريف حماة.

وورد حينذاك أن مقاتلات إسرائيلية من طراز "F-16" استخدمت صواريخ من طراز Rampage""، وهي صواريخ أنتجتها شركة "إسرائيل لصناعات الفضاء"، وكشفت النقاب عنها للمرة الأولى في حزيران/ يونيو 2018، وقالت إنها مخصصة لمواجهة الأنظمة الدفاعية المتقدمة، على غرار أنظمة "S-300" الروسية.

مناورات لا تتوقف

وشارك سلاح الجو الإسرائيلي في آذار/ مارس 2017 في مناورات باليونان، لمحاكاة التعامل مع أنظمة الدفاع الجوي الروسية من طراز ""S-300، حيث حاولت إسرائيل وقتها اكتشاف نقاط القوة والضعف في المنظومة الدفاعية الروسية، لا سيما أن اليونان تمتلك المنظومة الدفاعية الروسية "S-300 PMU-1" وتنصبها في جزيرة كريت.

ووفق تقديرات، بدأ سلاح الجو الإسرائيلي مثل هذه التدريبات منذ حزيران/ يونيو 2008 في اليونان بمشاركة 100 مقاتلة إسرائيلية، ونفذ مهامَ بالتعاون مع سلاح الجو اليوناني، لتحقيق الغرض ذاته، واتبع التكتيك ذاته الذي تم استخدامه إبان الهجوم على المفاعل النووي العراقي العام 1981، كما كرر نفس الأمر في آب/ أغسطس 2015.

وأفادت تقارير إسرائيلية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 أيضًا أن سلاح الجو الإسرائيلي أجرى تدريبات في أوكرانيا، لمحاكاة تشويش عمل نظم الرادارات الروسية، ما يعني أن إسرائيل تضع مسألة تشويش عمل الأنظمة الدفاعية الروسية على رأس أولوياتها.

وفي آذار/ مارس 2019 أفادت تقارير عبرية أن سلاح الجو الإسرائيلي أجرى مناورات كبرى استهدفت التدريب على شل عمل وتدمير أنظمة الدفاع الروسية من طراز ""S-300، وذلك ضمن إستراتيجية عمل عليها منذ أكثر من 10 سنوات، حيث أجريت المناورات بمشاركة أسراب من المقاتلات من طرازي "F-15/16"، واستهدفت محاكاة اكتشاف أنظمة الدفاع الجوي الروسية وتدميرها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com