بعد إخفاق الدبلوماسية في احتواء التوتر بين روسيا وتركيا حول سوريا.. هل بات خيار الحرب وشيكا؟
بعد إخفاق الدبلوماسية في احتواء التوتر بين روسيا وتركيا حول سوريا.. هل بات خيار الحرب وشيكا؟بعد إخفاق الدبلوماسية في احتواء التوتر بين روسيا وتركيا حول سوريا.. هل بات خيار الحرب وشيكا؟

بعد إخفاق الدبلوماسية في احتواء التوتر بين روسيا وتركيا حول سوريا.. هل بات خيار الحرب وشيكا؟

تشير التصريحات الصادرة من أنقرة، إلى أن خيار الحرب بالوكالة بين روسيا وتركيا على الأراضي السورية بات وشيكا، بعد فشل جولتي مباحثات بين الطرفين جرت الأولى الأسبوع الفائت في أنقرة، وتبعتها جولة ثانية، الثلاثاء في موسكو، إلا أن هذا الإجراء الدبلوماسي استنفد فرص الحل، وفتح الباب أمام احتمال شن تركيا عملية عسكرية جديدة، في الشمال السوري، وهو ما وصفه الكرملين بـ"أسوأ سيناريو".

ولم يستبعد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في أحدث تصريح له، الأربعاء، هذا الخيار العسكري؛ إذ هدد بإطلاق هجوم عسكري "وشيك" في إدلب التي كانت قد تحولت إلى ساحة مواجهة مباشرة بين القوات الحكومية السورية والتركية، في اشتباكات نادرة أدت خلال هذا الشهر، إلى مقتل 13 جنديا تركيا، لترد أنقرة على ذلك زاعمة أنها قتلت العشرات من الجنود السوريين.

وطالب أردوغان، في خطاب ألقاه في أنقرة، النظام السوري بالانسحاب من بعض المواقع في إدلب بحلول نهاية الشهر الحالي قائلا: "هذا آخر تحذيراتنا. بات شن عملية في إدلب وشيكا".

وأقر أردوغان بفشل المحادثات مع الجانب الروسي، معتبرا أن تلك المحادثات لم تسمح بالتوصل إلى النتيجة التي تريدها بلاده، وقال نحن بعيدون جدا عن النقطة التي نريد الوصول إليها، هذه حقيقة. لكن المحادثات مع الروس ستتواصل"، مشددا على أن بلاده عازمة على جعل إدلب منطقة آمنة لتركيا ولكل المواطنين المحليين مهما كلف الثمن، مشيرا إلى أن أنقرة قامت بكل الاستعدادات لتنفيذ هذه الخطط.

ويشبه خبراء هذه الأجواء السياسية المتوترة، بتلك التي سبقت العملية العسكرية التي شنتها تركيا في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، في شرق الفرات واحتلت على إثرها شريطا حدوديا يمتد من مدينة رأس العين إلى تل أبيض، مشيرين إلى أن احتمال الحرب، الذي كان ضئيلا على ضوء التعاون الروسي التركي، الذي بدا مجديا خلال السنوات السابقة في تجميد جبهة إدلب، أصبح من أكثر السيناريوهات المطروحة حاليا في ظل التعثر السياسي.

وما يزيد من مثل هذا الاحتمال، هو اصطفاف واشنطن إلى جانب أنقرة بشأن إدلب، إذ أبدى مسؤولون أمريكيون كبار، بينهم وزير الخارجية مايك بومبيو، دعمهم لحليفة بلادهم في حلف شمال الأطلسي، تركيا، إزاء ما تخطط له في إدلب، محملين النظام السوري وداعمته روسيا، بتصعيد وتيرة العنف في إدلب.

أسوأ السيناريوهات

ورغم أن موسكو، بدت حريصة على التهدئة، على الأقل من خلال التصريحات المهادنة، إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خرج، بدوره، عن النص الدبلوماسي المنمق، معترفا، الأربعاء أن روسيا وتركيا لم تتوصلا لاتفاق خلال محادثات في موسكو كانت تهدف لتخفيف التوتر فيما يتعلق بمحافظة إدلب السورية.

وأضاف لافروف، في مؤتمر صحفي، أن قوات الحكومة السورية، التي تشن هجوما في إدلب، ملتزمة بالاتفاقيات السابقة الخاصة بالمنطقة، لكنها ترد أيضا على الاستفزازات، مشيرا إلى أن هجمات المسلحين على القوات السورية والروسية في إدلب مستمرة.

ويترجم هذا الكلام، وفقا لخبراء، على أن موسكو بدورها، باتت مستعدة لأسوأ السيناريوهات، التي تتمثل في قيام تركيا بفتح جبهة جديدة، ستخلط أوراق اللعبة السورية، وقد ينتج عنه تحالفات سياسية جديدة تزيد الوضع تعقيدا، وتقلل فرص التسوية السياسية المتعثرة أصلا.

هذا الإرباك الجديد عبر عنه الكرملين الذي لم يتغافل عن التهديدات التركية، بل أكد أن تنفيذ عملية عسكرية تركية ضد قوات الحكومة السورية في منطقة إدلب سيكون أسوأ سيناريو.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريحات للصحفيين: إن موسكو تعارض بشدة تنفيذ هذه العملية، لكن روسيا وتركيا ستبقيان على تواصل؛ لمحاولة منع تصاعد التوتر في إدلب أكثر.

وفي كانون الأول/ديسمبر، بدأت قوات النظام وبدعم روسي، هجوما واسعا في مناطق في إدلب وجوارها التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة لنصرة سابقا) وفصائل أخرى معارضة أقل نفوذا، وتركزت العمليات بداية على ريف إدلب الجنوبي، ثم امتدت في الأيام الأخيرة إلى ريف حلب الغربي المجاور، حيث حققت القوات الحكومية السورية تقدما لافتا، وتمكنت من السيطرة على الطريق الحيوي الذي يربط حلب بالعاصمة دمشق، كما أعادت الحكومة السورية تشغيل مطار حلب بعد نحو ثماني سنوات من توقفه عن العمل.

وفي مقابل هذا التقدم الحكومي السوري، عززت تركيا مواقعها العسكرية في إدلب في الأسابيع الأخيرة، إذ استقدمت آليات ومعدات عسكرية ضخمة، مع آلاف الجنود؛ استعدادا للحسم العسكري.

وفي ظل هذه الأجواء الملبدة بالتوتر والتصعيد، تفاقمت المعاناة الإنسانية، شمال غرب سوريا؛ إذ دفع التصعيد بأكثر من 900 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال للفرار، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة في وقت سابق هذا الأسبوع، وتُعد موجة النزوح هذه الأكبر منذ بدء النزاع في البلاد في آذار/مارس العام 2011.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com