تقرير: مواجهة روسيا وتركيا في سوريا تهدد بحدوث أسوأ كارثة إنسانية منذ بدء الصراع
تقرير: مواجهة روسيا وتركيا في سوريا تهدد بحدوث أسوأ كارثة إنسانية منذ بدء الصراعتقرير: مواجهة روسيا وتركيا في سوريا تهدد بحدوث أسوأ كارثة إنسانية منذ بدء الصراع

تقرير: مواجهة روسيا وتركيا في سوريا تهدد بحدوث أسوأ كارثة إنسانية منذ بدء الصراع

رأى تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن المعركة من أجل إدلب شمال سوريا تمثل اختبارا لمناورة تركيا الجيوسياسية التي أبعدتها عن الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء في حلف الناتو، وقربتها إلى روسيا، ولا سيما من خلال شراء صواريخ دفاع جوي روسية متطورة، وهي صفقة أزعجت البنتاغون.

وأسفرت حرب الوكالة بين تركيا وروسيا عن فوضى مروعة في سوريا، والتي تركت ملايين اللاجئين عالقين في حالة يرثى لها، وهددت بوقوع مواجهة عسكرية خطيرة بين أنقرة وموسكو.

وكانت تركيا أرسلت وفدا إلى موسكو يوم الإثنين، لحضور جولة أخرى من المحادثات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، حيث حذرت وكالات الإغاثة من الدوامة القاتلة من الحروب بالوكالة التي قد تتسبب في أسوأ كارثة إنسانية في الصراع المستمر منذ 9 سنوات.

ويتمحور النزاع حول السيطرة على محافظة إدلب التي تعد آخر معقل للمتمردين المدعومين من تركيا، والذين يقاومون نظام الرئيس بشار الأسد، الذي تدعمه روسيا.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هدد بشن هجوم شامل على نظام الأسد في حال لم يتم التوصل إلى هدنة قوية، وتراجع الجيش السوري قبل نهاية شهر شباط/ فبراير، وقال يوم السبت، إنه "إذا لم يكن هناك انسحاب، فإن تركيا ستتولى زمام الأمور".

وفي الأسابيع الأخيرة، أرسلت أنقرة أكثر من 10 آلاف جندي وأكثر من ألفين وحدة مدفعية ودبابات وعربات مدرعة إلى إدلب، مما أثار مخاوف في واشنطن والقوى الغربية من أن المنطقة تقترب من حافة المواجهة العسكرية المباشرة بين تركيا وروسيا.

وأبرم البلدان اتفاقا في مدينة سوتشي في أيلول/سبتمبر 2018، لوقف القتال في المقاطعة الشمالية الغربية على حدود تركيا، مما أدى إلى فرار عشرات المدنيين الهاربين من الحرب في أماكن أخرى في سوريا إلى إدلب بحثا عن ملجأ.

ومع ذلك، استأنفت قوات الأسد هجومها؛ لاستعادة أراضي إدلب منذ شهرين ونصف الشهر، بدعم من الطائرات الروسية، تاركة 3.5 مليون شخص محاصرين فيما وصفه عمال الإغاثة بـ "أكبر مخيم للاجئين في العالم".

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، أدى القصف والغارات الجوية المتواصلان إلى نزوح حوالي 900 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، في الأسابيع الأخيرة.

ونقل التقرير عن "أسامة الحسين"، الذي يدير برامج اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية في إدلب، أنه في الأسبوع الماضي وحده، توفي 13 شخصا بسبب البرد القارس مع فرار النازحين بحثا عن ملاجئ بعيدة المنال.

وتوافد اللاجئون إلى المخيمات التي تديرها منظمات الإغاثة والملاجئ المؤقتة في جميع أنحاء مدينة سرمدا، ولكن المدينة، التي تقع على بعد 4 أميال فقط من الحدود التركية، تعرضت للقصف في الأيام الماضية، مما أجبر الكثيرين على الفرار مرة أخرى عبر التلال، على الطرق الموحلة وفي درجات حرارة تحت الصفر.

وقال الحسين، عبر الهاتف من أحد معسكرات إدلب للصحيفة إن "الوضع كارثي ويتدهور كل ساعة.. لا توجد مساحة كافية للعدد الهائل من الناس".

وقالت وزارة الخارجية التركية: إن وفد أنقرة التقى مسؤولين روسا، يوم الإثنين، وإن المحادثات ستستمر خلال اليوم الثلاثاء، بينما لم يعلق المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المحادثات مع تركيا، لكنه قال أمس الإثنين، إن موسكو تشعر بخيبة أمل إزاء ما وصفه بتزايد الأنشطة الإرهابية في إدلب.

وألقى المسؤولون الروس باللوم على أنقرة؛ لفشلها في الوفاء بالتزام رئيس تضمنه اتفاق سوتشي لوقف إطلاق النار، وهو فصل المتمردين السوريين عن المتطرفين.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مؤتمر أمني عُقد في ألمانيا في مطلع هذا الأسبوع: "الأمر الأكثر أهمية هو الفصل بين المعارضة الطبيعية والإرهابيين".

وغالبا ما تخلط روسيا بين المتمردين السوريين الذين يقاتلون ضد الأسد، والمتطرفين لتبرير نهج موسكو ودمشق الصارم في قتال المتمردين.

وحتى وقت قريب، كان معظم إدلب في أيدي جماعة متطرفة قوية تعرف باسم "هيئة تحرير الشام"، والتي تطورت من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، ولكن المجموعة تراجعت عن العديد من المناطق، والآن تغلب عليها الجنود الأتراك الموجودون في المقاطعة، وفقا لما ذكره "أومير أوزكيزيلسيك"، المحلل في مؤسسة "سيتا" البحثية في أنقرة.

"تهديد جاد"

وقال أوزكيزيلسيك، إن "تهديد أردوغان بمهاجمة الجيش السوري جاد للغاية؛ لأن الحكومة التركية، التي تكافح في التعامل مع وجود ما يقرب من 4 ملايين لاجئ سوري يعيشون في تركيا وزيادة في المشاعر المعادية للمهاجرين، لا تستطيع تقبل العيش في خوف من تدفق ملايين اللاجئين الآخرين عبر حدودها".

وأضاف أن "الكرملين يعتقد أن تركيا تخادع.. ولكن هذه ليست خدعة".

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن الوضع في إدلب مع أردوغان، وشكره على جهود تركيا؛ لمنع حدوث كارثة إنسانية، ولكنه لم يعرض عليه الدعم العسكري الأمريكي في المواجهة المحتملة مع روسيا.

وخلال زحفها شمالا لاستعادة إدلب، قتلت قوات الأسد 14 جنديا تركيا هذا الشهر، واستعادت حوالي ثلث المحافظة، بما في ذلك الطريق السريع الاستراتيجي M5، والذي يربط دمشق بحلب.

ومن حلب، شن الجيش السوري هجمات على القرى الغربية، في محاولة واضحة للوصول إلى الحدود التركية.

وشنت الطائرات الروسية ما يقرب من 100 غارة جوية، أمس الإثنين، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقرا له.

وقال الأسد في خطاب متلفز أمس الإثنين: "المعركة من أجل تحرير ريف حلب وإدلب مستمرة بغض النظر عن بعض الأصوات المدوية الفارغة القادمة من الشمال".

من جهته، قال "عبد الملك الشيخ"، وهو سوري نازح حديثا، يقوم بترتيب المساعدة للاجئين الآخرين: "لقد تلقيت أكثر من 20 مكالمة اليوم، وكلهم أرادوا خيمة.. خيمة واحدة هي أكبر أحلامهم".

فيما ذكرت "سوسن الراي" من بلدة سراقب، الواقعة على الطريق السريع M5، والتي هربت من البلدة مع أسرتها بمساعدة اللاجئين الآخرين، قبل أن يسيطر عليها الجيش السوري قبل بضعة أسابيع: "نحن الآن 3 عائلات في خيمة واحدة.. وزوجي يعاني من حالة عصبية وفقد عقله".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com