قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن أخطاء واشنطن وطهران دفعت الشرق الأوسط إلى حافة الهاوية.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها، أنه رغم مشاهدة واشنطن لاقتراب إيران من إعادة إطلاق برنامجها النووي، في حين تدعم الوكلاء الذين قتلوا ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن، وعطلوا التجارة العالمية، علاوة على دعم روسيا في حربها على أوكرانيا، آثرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن استخدام سياسة الاحتواء مع طهران، من خلال إحياء الاتفاق النووي، وبناء خليط جديد من الحلفاء الإقليميين لإحباط اعتداءاتها.
في المقابل، ذهبت طهران إلى التصعيد والمواجهة المباشرة مع إسرائيل، متخطية عقودًا من المواربة والتستر في عملياتها خلف وكلائها الإقليميين، وفق الصحيفة.
ولفتت إلى أنه على حين يلوح في الأفق احتمال وقوع هجوم إيراني على إسرائيل، يواجه المسؤولون في واشنطن وطهران تصعيدًا محتملًا ينطوي على مخاطر كبيرة لكلا الجانبين؛ وقد يحمل في طياته خطر نشوب حرب أوسع نطاقًا.
وفي حين تحاول إدارة بايدن تجنب الضربات التي يمكن أن تتجاوز إطلاق إيران لـ300 صاروخ وطائرة من دون طيار على إسرائيل، كما فعلت في أبريل/ نيسان الماضي، وهو أكبر اختبار حتى الآن لجهود أمريكا المستمرة منذ ما يقرب من أربع سنوات لاحتواء نظام المرشد، تدرس طهران، التي تفضل استخدام وكلاء ضد خصومها، ما إذا كانت ستنتقم من إسرائيل لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، مباشرة مجددًا، حتى لو كان ذلك على حساب خطر اندلاع حرب شاملة، بحسب التقرير.
وقالت الصحيفة إن أي هجوم إيراني كبير قد يُثير رد فعل إسرائيلي آخر، من شأنه أن يعيق آمال الولايات المتحدة بوقف إطلاق النار في غزة، ويمكن أن يكشف نقاط ضعف إيران، ما يضعف مكانتها بوصفها قوة إقليمية.
وأضافت أنه رغم أن الولايات المتحدة وإيران لم تكونا تهدفان إلى الوصول إلى هذا الوضع، ولكن ليس أمامهما خيار الآن سوى التعثر فيه، والأمل في ألا يكون الصراع واسع النطاق هو النتيجة النهائية.
وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن تتوقع هجومًا على إسرائيل هذا الأسبوع، رغم أنها غير متأكدة من شكله ونطاقه.
ونقلت عن المسؤولين والمحللين الأمريكيين قولهم إن أمام طهران كثير من المسارات المحتملة، وكلها مليئة بالمزالق؛ والتراجع من شأنه أن يجعل النظام الإيراني يبدو ضعيفًا.
وتابعت "إن شن هجوم واسع النطاق، والذي يهدد بمعركة أوسع نطاقًا، من شأنه أن يستدعي ضربات إسرائيلية مضادة لا تستطيع إيران إيقافها".
ويشك بعض المراقبين في أن إيران ربما تحاول فتح باب آخر؛ التأجيل إلى ما بعد محادثات وقف إطلاق النار، وبالتالي إذا وجد اتفاق، يمكن لطهران أن تدعي أن تهديداتها أدت إلى السلام الإقليمي، بحسب الصحيفة.