"معرة النعمان" في قبضة الجيش السوري.. انتصار عسكري جديد يمهد لحسم معركة إدلب
"معرة النعمان" في قبضة الجيش السوري.. انتصار عسكري جديد يمهد لحسم معركة إدلب"معرة النعمان" في قبضة الجيش السوري.. انتصار عسكري جديد يمهد لحسم معركة إدلب

"معرة النعمان" في قبضة الجيش السوري.. انتصار عسكري جديد يمهد لحسم معركة إدلب

يجمع خبراء عسكريون على أن بسط القوات الحكومية السورية سيطرتها على مدينة معرة النعمان، التي يصفونها بـ"الإستراتيجية"، يعد انتصارا عسكريا جديدا قد يمهد الطريق أمام حسم المعركة في آخر معاقل المعارضة السورية المسلحة، في محافظة إدلب شمال غرب البلاد.

وأعلنت القوات الحكومية، الليلة الفائتة، استعادة السيطرة على مدينة معرة النعمان، ثاني أكبر مدن المحافظة، التي كانت خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة، منذ عام 2012.

وجاء في بيان للجيش السوري أن القوات الحكومية تمكنت من استعادة 28 منطقة في إدلب بينها مدينة معرة النعمان.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد قال في تشرين الأول/أكتوبر الماضي خلال زيارة له إلى محافظة إدلب، كانت الأولى منذ بدء الاحتجاجات في البلاد عام 2011، إن معركة إدلب تعتبر الأساس لحسم الحرب في سوريا.

وتمكن الجيش السوري من بسط السيطرة على المدينة بعد نحو مئة ساعة من المعارك والاشتباكات العنيفة، وفقا للمرصد السور لحقوق الإنسان الذي وثق مقتل 147 عنصرا من القوات الحكومية، خلال تلك المعارك التي خسرت فيها الفصائل المعارضة، من جانبها، 168 عنصرا.

وانضمت معرة النعمان في العام 2011 إلى حركة الاحتجاجات ضد النظام في سوريا، وتحولت تدريجيا بتظاهراتها الضخمة إلى أحد رموز الاحتجاج في محافظة إدلب.

وكانت واقعة قطع رأس تمثال الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري في العام 2013 في مدينة معرة النعمان، مسقط رأس المعري  (973 -1057م)، مؤشرا على سيطرة الفصائل الجهادية على المحافظة التي خضعت لسيطرة جبهة النصرة، التي غيرت اسمها لاحقًا لتصبح "هيئة تحرير الشام".

ويعد المعري أحد أبرز شعراء العصر العباسي، وفقد بصره في سن مبكرة بعد إصابته بالجدري، لكن ذلك لم يحل دون طلبه العلم، فضلا عن امتلاكه بصيرة ثاقبة، وعُرف بالزهد والتقشف وكان نباتيا، وأطلق عليه لقب "رهين المحبسين"، نظرا إلى فقدانه البصر وبقائه في المنزل أعواما طويلة.

وتقع معرة النعمان، على بعد نحو 33 كيلومترا جنوب مدينة إدلب، على الطريق الدولي "إم 5"، الذي يربط حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر أبرز المدن السورية من حماة وحمص وصولا إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.

وتعرف معرة النعمان في جبل الزاوية بآثارها، حيث توجد قرى أثرية مدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو).

وكان عدد سكان معرة النعمان، يبلغ قبل أربعة أشهر 150 ألفا، إلا أنها باتت اليوم شبه خالية جراء موجات النزوح التي شهدتها، كما أن مراسل وكالة الصحافة الفرنسية وصفها بأنها أصبحت مدينة أشباح.

ووفقا لصور تداولتها وكالات الأنباء العالمية، فإن الدمار يطغى على مناطق واسعة من معرة النعمان، وبدت أبنية أخرى مهجورة تمامًا ومحال قد أقفلت واجهاتها أو تحطمت.

ورأى خبراء عسكريون أن سقوط المدينة بيد النظام السوري ينطوي أيضا على دلالات رمزية، فضلا عن الجانب العسكري الإستراتيجي، ذلك أن مدينة معرة النعمان كانت تسمى "مدينة الثورة" وفقا لبعض الناشطين.

وأوضح الخبراء أن السيطرة على المدينة تتيح للقوات الحكومية التحكم بالأوتوستراد الذي يربط بين حلب ودمشق، والتحكم كذلك ببعض طرق الإمداد للجماعات المسلحة في المنطقة.

ولعل هذا ما يفسر الغضب التركي السريع في أعقاب السيطرة على معرة النعمان، إذ اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موسكو بعدم احترام الاتفاقات التي أبرمتها بلاده معها، بخصوص إدلب، مهددا أن أنقرة ستقوم بفعل اللازم، دون ن يقدم توضيحات عن طبيعة الرد التركي المنتظر.

ومن المرجح، بحسب الخبراء، أن تكون لتحرير المدينة تداعيات سياسية قد تؤدي إلى توتر العلاقة بين موسكو وأنقرة التي تحتفظ بـ12 نقطة عسكرية شمال غرب سوريا.

كما يرجح الخبراء أن استعادة معرة النعمان قد تزيد الضغط على المعارضة للقبول بتصورات النظام إزاء عمل اللجنة الدستورية التي تعثرت جولتها الثانية في جنيف في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بسبب ما قيل إنه خلاف على جدول الأعمال بين النظام والمعارضة.

ويزور المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون حاليًا دمشق، في محاولة لإنقاذ عمل اللجنة الدستورية المتعثرة، وتحديد موعد لجولة جديدة من الاجتماعات، وذلك تمهيدا لانطلاق تسوية سياسية شاملة في البلاد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com