"فعاليات غضب" في الأراضي الفلسطينية ضد "صفقة القرن"

شهدت الأراضي الفلسطينية حالة من الغضب الشعبي والاستنفار، قبيل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عما تسمى "صفقة القرن" للسلام، التي رفضها الفلسطينيون رفضاً قاطعاً على المستويين الرسمي والشعبي.

وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، حاجز جيت العسكري الواصل بين شمال الضفة وجنوبها، فيما أفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال أغلقت الحاجز المذكور الذي يصل محافظات شمال الضفة بجنوبها، ومنعت المركبات من العبور من والى مدينة نابلس، ما تسبب بأزمة مرورية خانقة.

وأصيب عشرات الطلبة بالاختناق، جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، عقب مواجهات اندلعت مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، في مخيم العروب شمال الخليل.

وأطلق جنود الاحتلال الغاز المسيل للدموع بكثافة صوب الطلبة، الذين خرجوا تنديدا بما تسمى "صفقة القرن"، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.

ودعت حركة "فتح" وفصائل العمل الوطني في المحافظة، عقب الاجتماع الطارئ الذي عقد في مقر الإقليم، إلى فعالية حاشدة عند الساعة السابعة من مساء اليوم، رفضا لـلصفقة المشؤومة، على ميدان جمال عبد الناصر وسط المدينة.

وكان أمين سر "فتح" إقليم طولكرم إياد جراد، قد أكد أن الحركة بكافة أطرها الحركية ولجانها التنظيمية، في حالة انعقاد دائم من أجل دعم القيادة، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، في مواجهة المؤامرة التي تحاك ضد شعبنا وقيادته بفرض ما تسمى "صفقة القرن".

ودعا في تصريح صحفي، جماهير شعبنا إلى الجاهزية لمواجهة هذه المؤامرة، والتصدي للاحتلال والاستيطان، وكافة القوى الوطنية والإسلامية إلى رص الصفوف والالتفاف حول موقف القيادة لتبقى البوصلة نحو تحرير فلسطين الدولة وعاصمتها القدس، وصون تضحيات شهدائنا وأسرانا وجرحانا الأبطال، مطالبا الجميع بمتابعة ما يصدر من قبل الإقليم وبرنامج الفعاليات.

ودعت القوى والفعاليات الوطنية والشعبية في محافظة رام الله والبيرة، أبناء شعبنا للمشاركة في الفعالية الشعبية الحاشدة المقررة على دوار المنارة وسط رام الله مساء اليوم، بالتزامن مع الإعلان عن "صفقة القرن".

قال عضو المجلس الثوري، المتحدث باسم حركة فتح إياد نصر، إن خروج الجماهير في مسيرات "الغضب الشعبي"، وقرار الرئيس محمود عباس بدعوة وزراء الخارجية العرب لاجتماع عاجل، هي أولى الأدوات التي يملكها الشعب الفلسطيني وقيادته، لإفشال "صفقة القرن".

وأكد نصر في بيان اليوم الثلاثاء، أن الجماهير الفلسطينية التي حطمت من قبل كل المؤامرات التي أحيكت ضد القضية الفلسطينية، وقيادتها الحكيمة، قادرة على إفشال مخططات الإدارة الأميركية لتمرير الصفقة المشؤومة.

وأشار إلى أن إصرار الرئيس ترمب على طرح خطته السياسية، لانتشال نفسه أولا ومن ثم نتنياهو من وحل السقوط، يؤكد جهله التام بطبيعة الشعب الفلسطيني، الذي أدار معاركه السابقة، من أجل الحرية والاستقلال بكل صلابة وحكمة.

وأكد الناطق باسم حركة فتح أن القيادة والشعب الفلسطيني، لن يخضعوا لأي ابتزاز أو تهديد أميركي، وأن "لا" التي أعلنا الرئيس محمود عباس عدة مرات في وجه ترمب وإدارته المتصهينة أكبر دليل على ذلك.

قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن ما يفعله فريق ترمب هو تدمير للسلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وإن هذا هو "احتيال القرن".

وأضاف عريقات في لقاء مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، ان الاتصالات مقطوعة كليا مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب والبيت الأبيض منذ عامين، مع العلم أننا عقدنا معهم 37 لقاء في بداية تشكيل إدارة ترمب.

وتابع ان "ما تقوم به إدارة ترمب هو لعبة غير عادلة بتاتا. وتساءل عن ماهية العلاقات الدولية التي تعطي شخصا الحق في التحكم بمستقبلنا ومستقبل أبنائنا وأحفادنا دون استشارتنا، وإدارة ترمب تقوم بالإعلان الآن عن خطة القرن من أجل أن يفوز نتنياهو في الانتخابات، "إن هذا أسخف ما يجري الآن في الشرق الأوسط".

أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء، عن تعزيز  قواته في غور الأردن المنطقة الإستراتيجية في الضفة الغربية المحتلة، قبل الإعلان الوشيك عن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتوقعة للسلام.

وقال الجيش في بيان صدر عنه، إنه "في أعقاب تقييم الجيش الإسرائيلي المستمر للوضع، تقرر تعزيز منطقة غور الأردن بقوات سلاح  المشاة"، بينما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الخطة الأمريكية قد تتضمن ضم هذه المنطقة من قبل إسرائيل.