بعد انسحاب الصدر وأحداث البصرة.. هل انتهت الاحتجاجات العراقية؟
بعد انسحاب الصدر وأحداث البصرة.. هل انتهت الاحتجاجات العراقية؟بعد انسحاب الصدر وأحداث البصرة.. هل انتهت الاحتجاجات العراقية؟

بعد انسحاب الصدر وأحداث البصرة.. هل انتهت الاحتجاجات العراقية؟

دخلت الاحتجاجات العراقية مرحلة جديدة، بعد انسحاب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر منها، فيما باشرت الأجهزة الأمنية بحملات واسعة لفتح الطرق، وإزالة خيم الاعتصام في بعض المحافظات، وسط تحذيرات من عمليات فض مرتقبة.

ويوم أمس، أعلن الصدر سحب دعمه للاحتجاجات العراقية، بعد أن كان من أبرز الداعمين لها، حيث شاركت ”القبعات الزرق“ وهي تنظيم تابع له في حماية ساحات التظاهر من الميليشيات، ووفرت الدعم اللوجستي بشكل كبير.

وبعد ساعات على انسحاب الصدر، شنت القوات الأمنية في محافظات البصرة، هجومًا على المعتصمين واعتقلت عددًا منهم، وأحرقت الخيام، فيما أعلنت قيادة عمليات بغداد، فتح أغلب ساحات التظاهر في العاصمة.

وداهمت فجر اليوم السبت مجموعة من ”قوات الصدمة“، التي يتزعمها عضو ميليشيا كتائب حزب الله، علي مشاري، بقوة تصل إلى 80 سيارة وأقدمت على حرق خيام المعتصمين وإزالة كافة الحواجز وفتحت الشوارع،  فضلًا عن عمليات دهم وتفتيش واعتقالات واسعة في صفوف نشطاء، وفق ما نقلت تقارير إخبارية.

فتح ساحات التظاهر في بغداد  

وفي العاصمة بغداد، تحركت القوات الأمنية سريعًا بعد إعلان الصدر، حيث أعلنت قيادة عمليات بغداد، فتح طريق محمد القاسم السريع، وعدد من الطرق الأخرى.

وقالت القيادة في بيان صباح اليوم، إن "طريق محمد القاسم مفتوح، ويجري الآن تنظيف ساحة الطيران، وشارع النضال، وساحة قرطبة، لإعادة افتتاحها أمام حركة العجلات بشكل دائم، فضلًا عن افتتاح جسر الأحرار أمام حركة العجلات بشكل كامل، على أن تفتح السنك والخلاني والرشيد أمام حركة العجلات لاحقًا".

وسادت حالة من القلق في صفوف المحتجين، بعد إعلان الصدر انسحابه من الساحة، إذ كان وجود أنصاره، يمثل حصنًا أمام الميليشيات، التي لم تتورع عن قتل مئات المتظاهرين وإصابة الآلاف منهم، رغم الحماية النسبية التي كان يوفرها الصدر لساحات التظاهر.

ويعود الخلاف بين الصدر، ومحتجي الساحات العراقية، إلى اصطفافه الأخير مع الميليشيات المسلحة، مثل: عصائب أهل الحق، وحركة النجباء، وكتائب سيد الشهداء، والتقارب الحاصل بينهم، في مسألة إخراج القوات الأجنبية من البلاد، حيث نظم الصدر، بمساندة تلك الفصائل مسيرة حاشدة وسط العاصمة بغداد، أمس الجمعة، للتنديد بالوجود الأجنبي.

وقال الصدر، في رسالة وجهها عقب المسيرة التي نظمها، أمس، للتنديد بالوجود الأمريكي في البلاد: “أبدي أسفي وعتبي على من شكك بي من متظاهري (ساحة التحرير) وباقي المحافظات، ممن كنت سندًا لهم بعد الله، وكنت أظنهم سند لي وللعراق، وممن والاهم من أصحاب القلم الخارجي المأجور، ولأشكونهم عند ربٍّ غفار لي ولهم".

وتتهم أوساط شعبية عراقية، الميليشيات المسلحة، بقتل المتظاهرين، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث تشير التقارير إلى مقتل ما يزيد على 600 شخص، وإصابة نحو 25 ألفًا آخرين، وهو ما أثار الجدل بشأن تحالف الصدر مع تلك الفصائل التي كان يسميها ”الميليشيات الوقحة“.

ماذا يعني انسحاب الصدر؟

الكاتب والمحلل السياسي أحمد العبيدي، يرى أن "الصدر بالفعل كان حصنًا نسبيًا لساحات التظاهر، لكننا لا ننسى مقتل وإصابة آلاف المحتجين، على مرأى ومسمع الصدر، وحلفائه الجدد من الميليشيات المسلحة، لذلك، انسحابه من الساحة لا يعني فض الاحتجاجات العراقية، لكن بالطبع ستقل أعداد  المتواجدين في التحرير، وستمنع القوات الأمنية التواجد في ساحات أخرى".

وأضاف العبيدي، في حديث لـ"إرم نيوز" أن "متظاهري الاحتجاجات العراقية، كان بإمكانهم عدم استفزاز الصدر، فهو معروف بتقلب آرائه، وذلك من خلال التضامن معه، بشأن المسيرة التي نظمها يوم أمس بشأن إخراج القوات الأمريكية من العراق، وعدم الوقوف بالضد منها".

وعن مستقبل الاحتجاجات، وساحات التظاهر بعد اقتحام اعتصام البصرة، أفاد العبيدي بأن "القوات الأمنية اعتادت على قمع الاحتجاجات، في ظل التواطؤ الحاصل، وعدم وجود محاسبة لمن يرتكب تلك الانتهاكات، وبالتالي سنواجه الكثير من تلك الممارسات، خلال الأيام المقبلة".

وعلى منصات التواصل الاجتماعي، احتدم النقاش بشأن انسحاب أنصار التيار الصدري من ساحات التظاهر، حيث واجهوا انتقادات من المتظاهرين الآخرين، عن سبب انسحابهم  استجابة للصدر، إذ من خرج لأجل الوطن، لا ينبغي له العودة بتغريدة، بحسب نشطاء.

بمنطق الميليشيات.. متحدث الصدر يتهم السفارة الأمريكية!

وسادت حالة من التخوين في صفوف المتظاهرين، ففي الوقت الذي اتهم فيه أنصار الصدر، المحتجين الآخرين، بالولاء للولايات المتحدة، وتنفيذ أجندات أمريكية، رد الآخرون بأن الصدر اصطف في طابور الميليشيات وانضوى تحت جناح إيران رسميًا.

وفي تصريحات مثيرة للجدل، قال صلاح العبيدي، وهو المتحدث باسم الصدر، إن "الأطراف الأمريكية كانت تعول على ذلك لافتعال حرب أهلية شيعية - شيعية".

وأوضح في حديث متلفز، أن "السفير الأمريكي كان ينتظر تلك الحرب، ويعول على حدوثها بعد أن يسقط المئات من الضحايا خلال التظاهرات”، لافتًا إلى أن "سعة صدر المشاركين في تظاهرة السيادة (مسيرة الصدر والميليشيات يوم أمس) حالت دون حصول أي تصعيد".

وبحسب العبيدي فإن "مخططًا للفتنة كان يحاك في السفارة الأمريكية، لكن ذلك لم يحدث بفضل العمامة والعقال”، فيما اتهم أطرافًا قال إنها تتواجد في ساحة التحرير بـ "تنفيذ أجندات أمريكية عبر تسقيط المرشحين إلى رئاسة الحكومة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com