العراق .. هل يتحالف مقتدى الصدر مع "الميليشيات الوقحة"؟
العراق .. هل يتحالف مقتدى الصدر مع "الميليشيات الوقحة"؟العراق .. هل يتحالف مقتدى الصدر مع "الميليشيات الوقحة"؟

العراق .. هل يتحالف مقتدى الصدر مع "الميليشيات الوقحة"؟

يقترب زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، شيئا فشيئا، من زعماء قادة الفصائل المسلحة، على وقع التصعيد الحاصل بين الولايات المتحدة وإيران، وسط أنباء عن عقد تحالف جديد لمواجهة القوات الأمريكية في العراق.

وخلال السنوات الماضية، كان ينظر الصدر إلى تلك الميليشيات على أنها تابعة لإيران، وتنفذ أجندات خارجية، وكثيرا ما وصفها بـ"الميليشيات الوقحة"، وطالب غير مرة بحلها وحصر السلاح بيد الدولة.

يوم أمس الاثنين، التقى الصدر بحضور مستشاره العسكري أبو دعاء العيساوي، في العاصمة الإيرانية طهران،  زعيم حركة "النجباء" أكرم الكعبي، وأمين عام كتائب "سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي.

وأظهرت صور بثها مكتب الصدر، حضور زعماء وقادة ميليشيات مسلحة، بينهم الكعبي المدرج على لائحة الإرهاب الأمريكي، وقائد "النجباء" التي تقاتل في سوريا إلى جانب النظام، إضافة إلى ليث الخزعلي شقيق قيس الخزعلي، الأمين العام لـ"عصائب أهل الحق".

وتعليقا على الاجتماع قدم زعيم كتائب “سيد الشهداء” أبو آلاء الولائي، شكره لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، على اللقاء.

وقال الولائي في تغريدة عبر "تويتر" إن "دماء الحاج قاسم والحاج أبو مهدي رحمهما الله تنتصر ثانية وتوحد جهود المقاومين. شكرا لسماحة السيد مقتدى الصدر".

واعتبر مراقبون عراقيون أن الصدر، وإن ميز نفسه عن قادة الفصائل المسلحة خلال الفترة الماضية، إلا أنه اقترب كثيرا منهم بسبب التصعيد الحاصل ومسألة إخراج القوات الأجنبية من البلاد، لكن هذا التقارب وقتي وليس استراتيجيا.

وبحسب قيادي في التيار الصدري، فإن "لقاء الصدر بقادة الفصائل المسلحة لا يهدف إلى تصعيد التوتر، أو بحث خيارات الرد على واشنطن، إثر مقتل المهندس وسليماني، بقدر ما يكون للتهدئة، وتجاوز التوتر الحاصل، والاكتفاء بالرد الإيراني على الولايات المتحدة، وفق خطة اتفق عليها الجميع".

وأضاف القيادي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ"إرم نيوز" أن "الصدر عرض خطة واضحة على الفصائل المسلحة، تتمثل بالاكتفاء حاليا بالرد الإيراني، باعتبار أن العراق وإيران حليفان استراتيجيان، على أن تبدأ الكتل السياسية ومن ضمنها التحالف التابع للصدر (سائرون)، حراكا مكثفا للضغط على الحكومة بشأن قرار إخراج القوات الأمريكية، وهو ما تكفل به الصدر للمجتمعين".

وأشار إلى أن "الصدر وعد قادة الفصائل بالتحرك العسكري، في حال استنفاد كل الطرق الدبلوماسية بشأن الوجود الأجنبي في العراق، بشرط التزامهم في الوقت الراهن، بعدم التعرض لأي عسكري أجنبي، وتهدئة الأوضاع في البلاد".

وانشقت كل من ميليشيات "عصائب أهل الحق" و "النجباء" عن التيار الصدري، خلال السنوات الماضية، بسبب الخلافات بين الجانبين على جملة من الملفات، حيث شاركت "النجباء" في القتال الدائر بسوريا، والقتال ضد داعش، ضمن صفوف الحشد الشعبي، فيما تحولت "العصائب" إلى حركة سياسية بتمثيل قانوني، وجناح مسلح.

ودعا الصدر في وقت سابق، إلى تشكيل المقاومة الدولية، لمواجهة القوات الأمريكية في البلاد، بعد أزمة مقتل سليماني والمهندس، وهو ما أنعش قادة الميليشيات المسلحة، بعودة الصدر إلى حضنهم.

لكن المحلل السياسي وائل الشمري رأى أن "الصدر معروف بتغيير تحالفاته بشكل سريع، وأن التقارب الحاصل مع الفصائل المسلحة يفرضه الوقت الراهن، حيث تواجه واشنطن ثورة غضب شعبية في الشارع العراقي، وخاصة الشيعي، إثر الأزمة الأخيرة، فلا يمكن للصدر الانعزال عن ذلك، وترك قادة الفصائل المسلحة، في الواجهة الشعبية، ويتحدثون عن إخراج القوات الأمريكية، وهو سيكون نصرا فيما لو حصل لاحقا".

وأضاف الشمري خلال حديث لـ"إرم نيوز" أن "الصدر ارتأى التماهي مع الشارع الغاضب، والاصطفاف إلى جانب الفصائل المسلحة الموالية لإيران، على رغم عدم إيمانه بمشروعهم، لكن لتحقيق مصالحه، والظهور بمظهر الرافض للوجود الأمريكي، والعامل على إخراجه بكل الطرق الممكنة السياسية والعسكرية، ومداعبة مشاعر الجماهير، سواء من التيار الصدري، أو التيارات الأخرى، وفي حال إنجاز شيء سياسي في هذا الملف سيكون الصدر في مقدمة المحتفلين بذلك".

ودخل الصدر في سجالات حادة مع قادة الميليشيات، منذ اندلاع الاحتجاجات العراقية قبل ثلاثة أشهر، حيث تعرض آلاف المتظاهرين إلى القتل والاختطاف والتعذيب على يد مجموعات مسلحة، تنتمي إلى الحشد الشعبي، وتحديدا كتائب حزب الله، التي كان يتزعمها المهندس، حيث واجهت اتهامات بإطلاق الرصاص الحي على المحتجين.

وتحالف الصدر سابقا مع زعيم تحالف الفتح المقرب من إيران هادي العامري، لكنه فض التحالف لاحقا، وسرعان ما عاد الصدر إلى العامري والفصائل المسلحة الأخرى، للاتفاق على جملة من الملفات تتعلق بالتعاطي مع الأزمة الراهنة، وهو ما اعتبر تناقضا في قرارات الزعيم الشاب الذي يحظى بشعبية واسعة داخل الأوساط الشيعية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com