بعد استنجادها بالقارئ.. هل يلوذ ديك "النهار" اللبنانية بالصمت؟
بعد استنجادها بالقارئ.. هل يلوذ ديك "النهار" اللبنانية بالصمت؟بعد استنجادها بالقارئ.. هل يلوذ ديك "النهار" اللبنانية بالصمت؟

بعد استنجادها بالقارئ.. هل يلوذ ديك "النهار" اللبنانية بالصمت؟

في مؤشر "صادم" على أن صحيفة النهار اللبنانية العريقة في طريقها إلى الإغلاق، استغاثت الصحيفة في عددها الصادر، اليوم الإثنين، بالقارئ الذي فوجئ أن النصف الأول الأعلى من الصحفة الأولى للصحيفة فارغ تمامًا باستثناء عبارة كتبت بالإنكليزية تقول "الصحيفة التي تبرّعت بالدم تدعوكم الآن إلى التبرّع بالحبر"، فيما خصص النصف الأسفل للحديث عن مشاورات تشكيل الحكومة اللبنانية المتعثرة.

وجاءت تلك العبارة بمثابة صرخة مدوية لصحيفة عريقة صدر عددها الأول في العام 1933، وكان قد أسسها الجد جبران تويني ثم أدارها ابنه غسان تويني الذي رحل قبل أعوام، والحفيد جبران تويني الذي اغتيل العام 2005 لتؤول إلى نايلة تويني التي تديرها حتى اللحظة.

ولم تكتف الصحيفة، المعروفة بهويتها المارونية، بصرخة الاستغاثة تلك، بل نشرت افتتاحية لمحت فيها إلى الصعوبات التي تعاني منها، إذ قالت إن "الإعلام الحرّ يصارع من أجل البقاء في عالم تكثرُ فيه التحوّلات التكنولوجية والاقتصادية، وتتعقد فيه الأزمات السياسية والأمنية".

وأوضحت الافتتاحية أن "النهار" واحدة من المؤسسات الإعلامية التي عانت مخاض هذه التحوّلات، وتمكنتْ بفضل وفاء قرائها وثقتهم من التمسك بخط التنوع والتعددية والرأي الحرّ".

واستعرضت الصحيفة، التي تميزها صورة الديك الأزرق، تاريخًا حافلًا بالمحطات الصحافية خطها "كتابٌ وصحافيون تمكنوا من تحويل الصحيفة ديوانًا سياسيًا وثقافيًا وأدبيًا تحلقت فيه النخب المفكرة التي كان لها دورها في مسار الحكم والسلطة".

وشددت الصحيفة على أنها تجدد بكل قوة وثقة رفض الموت والاستسلام اللذين أُريدا لها، مشيرة إلى أن الجهود تكمن في خطط عمل مستمرة ومشاريع لا تتوقف، ورقيًا وإلكترونيًا، بالكلمة والصورة، ومواكبة لكل تطورات الصحافة الحديثة التي تستنبط مفاهيم متجددة للشراكة مع القارئ"، دون أن تفصح عن طبيعة هذه المشاريع المنتظرة.

وأقرت الصحيفة بأنها تشهد لحظة مأزومة غير مسبوقة في لبنان، وسط أزمة اقتصادية تطال القطاع الإعلامي الذي يعاني أصلًا تراجعًا في عائدات السوق الإعلاني، فكيف في ظل الأزمة التي جعلت المعلنين ينكفئون أكثر فأكثر؟.

وأطلقت "النهار" حملة #donateink لمن يرغب من القراء والمتابعين في دعم مسار استمرار الصحافة المستقلة، وتمكين الصحافيين من أداء مهماتهم، ومساندة نهجهم بالاستعداد لتحمل المخاطر والتضحية في سبيل الكلمة، وختمت بالقول "الحبر سيدافع عن الدم".

ورغم هذه النبرة التي تتأرجح بين الاستسلام والتحدي، غير أن مراقبين إعلاميين رأوا أن صدور الصحيفة بهذا الشكل غير التقليدي، ومضمون الافتتاحية، يشيران إلى أن ديك النهار قد يتوقف، قريبًا، عن الصياح، خصوصًا وأن الطبعات الورقية لصحف عربية وعالمية عريقة قد توقفت بفعل اكتساح التكنولوجيا الرقمية لمختلف جوانب الحياة.

ويُشار إلى أنّه سبق لصحيفة "النهار" أن أصدرت قبل نحو سنة عددًا بثماني صفحات بيضاء، حيث أوضحت رئيسة التحرير نايلة تويني: "أطلق اليوم شعار "نهار أبيض بوجه الظلمة"، وكان ذلك مؤشرًا مبكرًا على هموم الصحيفة.

وكانت مؤسسات إعلامية عريقة قد أوقفت طبعاتها الورقية، أما على مستوى لبنان فقد أغلقت مؤسسات إعلامية عدة في السنوات الأخيرة مثل صحيفة "السفير" وصحيفة "الأنوار" وصحيفة "الاتحاد" وصحيفة "المستقبل" وصحيفة "البلد" ومكتب صحيفة "الحياة" في بيروت.

ويرى خبراء إعلاميون، أن كبوة الصحافة الورقية غير مرتطبة بأداء الصحيفة، بقدر ارتباطها بالتحولات التي طرأت في مجال الإعلام، إذ باتت الفضائيات والمواقع الإلكترونية تحتلان الصدارة في هذا الحقل الذي لم يعد يتحمل تكاليف الطبعات الورقية في الوقت الذي تحول فيه كل شيء إلى مجرد كلمة وصورة على شاشة مضيئة على الدوام، وفي كل ركن وزاوية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com