العراق.. تصاعد موجة الاغتيالات ضد الناشطين وسط تحذيرات من "انفلات أمني"
العراق.. تصاعد موجة الاغتيالات ضد الناشطين وسط تحذيرات من "انفلات أمني"العراق.. تصاعد موجة الاغتيالات ضد الناشطين وسط تحذيرات من "انفلات أمني"

العراق.. تصاعد موجة الاغتيالات ضد الناشطين وسط تحذيرات من "انفلات أمني"

شهدت بضع محافظات عراقية، خلال الساعات الماضية، موجة اغتيالات واسعة، استهدفت محتجين وناشطين في التظاهرات الشعبية، وسط تحذيرات من انفلات الوضع الأمني.

واستيقظت محافظة البصرة جنوبي البلاد، يوم الاثنين، على جريمة راح ضحيتها عائلة بأكملها في منطقة القبلة وسط المدينة.

وقال مصدر محلي لـ"إرم نيوز"، إن "مسلحين مجهولين استهدفوا عائلة بأكملها في منطقة القبلة، وقتلوا جميع أفرادها، باستثناء أحد الأطفال الذي بقي على قيد الحياة".

يأتي ذلك، بعد ساعات على محاولة اغتيال الناشط في التظاهرات، ثائر كريم، بمحافظة الديوانية.

وانفجرت يوم الأحد عبوة ناسفة بسيارة كريم؛ ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة، نُقل إثرَها إلى المستشفى، كما أصيب الناشط علي المدني من العاصمة بغداد، والذي كان يرافق كريم في سيارته.

واغتيل الناشطان، حقي اسماعيل، ومحمد جاسم، يوم الأحد، فضلًا عن المحامية سجى محمد عبدالكريم، أول من أمس، إضافة إلى تعرّض عدد من المتظاهرين إلى محاولات اغتيال فاشلة للطالبين غيث علي، وبندر الشرقي.

وفي السياق، اغتال مجهولون إمام وخطيب جامع الفاروق بمنطقة الشعب شمالي العاصمة العراقية بغداد، وفق ما ذكرت خلية الإعلام الأمني في العراق.

وقالت الخلية في بيان صدر عنها الإثنين، إن "القوات الأمنية فتحت تحقيقًا في حادث اغتيال إمام وخطيب جامع الفاروق، عصر الأحد بإطلاق نار مباشر، في منطقة الشعب شمالي العاصمة بغداد، ما أدى إلى مقتله".

وحسب مراقبين، فإن ما شهدته البلاد في الأسبوعين الماضيين من حوادث اغتيال، بدت وكأنها حملات منظمة ضد الناشطين البارزين يراد بها بث الرعب والخوف وإثارة الذعر بين أوساط المحتجين، فيما تحوم شبهات حول تورط ميليشيات مسلحة مقربة من إيران بتلك الاستهدافات، خاصة أنها تتم في وسط المدن التي -غالبًا- ما تكون مأهولة بالمواطنين والقوات الأمنية.

وبدأت الموجة الأخيرة، مع اغتيال الناشط فاهم الطائي في كربلاء، قبل أيام، عندما أقدم مسلحون على قتله بواسطة سلاح كاتم للصوت في منطقة من أكثر مناطق المدينة تحصينًا، وبعدها بأيام أطلق مسلحون النار على الناشط البارز علي اللامي بعد عودته من ساحة التحرير في بغداد.

ويرى الخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية، أحمد الشريفي، أن "تلك الاغتيالات هي تصفية حسابات بين الأحزاب المتصارعة على السلطة، والهدف منها إرباك الوضع الأمني، وإرهاب الناشطين والمعتصمين، لفض تلك الاحتجاجات، على اعتبار أن التظاهرات الحالية، باتت تشكل تهديدًا كبيرًا للأحزاب القابضة على السلطة في البلاد".

وأشار خلال حديثه لـ"إرم نيوز" إلى " قلق الأحزاب الواضح بشأن مستقبلها في حكم العراق، لذلك انعكس هذا القلق بشكل كبير على الوضع الأمني، وطال ناشطين ومتظاهرين، ومحامين، وهو ما يحتم على الجهات المعنية التدخل السريع، وإنهاء حالة الفوضى".

وحذر الشريفي، من "الاشتباك المباشر بين الأذرع المسلحة لتلك الأحزاب على وقع السجال الدائر، والتنافس الحاصل، وهو ما سيدخل البلاد في نفق مظلم".

ويتهم كثير من أنصار الاحتجاجات الشعبية بعض ميليشيات الحشد الشعبي بالوقوف وراء عمليات الاغتيال والقتل بدعم من إيران، غير أن تلك الميلشيات تنفي ذلك باستمرار.

وتزداد حملة التخويف والخطف وقتل المتظاهرين في البلاد التي تشهد منذ الأول من أكتوبر موجة احتجاجات تطالب بـ"إسقاط النظام"، أسفرت عن مقتل زهاء 460 شخصًا وإصابة أكثر من 20 ألفًا بجروح حتى اليوم.

ويؤكد الناشط في احتجاجات بغداد، سلوان اللامي، أن "أجواء الاحتجاجات باتت أكثر رعبًا، فالناشطون هنا يتخفون ويتلثمون أحيانًا بسبب الخوف من استهدافهم على يد الميليشيات المسلحة، خاصة مع استهداف عدد من زملائهم خلال الأيام الماضية، مع غياب تام لسلطة القانون والدولة"، مشيرًا إلى أن "أفرادًا من الفصائل المسلحة يندسون بشكل دائم في صفوف المتظاهرين لمعرفة تحركاتهم".

وأضاف خلال حديثه لـ"إرم نيوز" أن "الميليشيات باتت تعتمد على العمل الاستخباري، ولديها القدرة والإمكانيات في ذلك، في مواجهة الشباب العزل، المصرين على السلمية، لحين تحقيق المطالب المشروعة".

واشار إلى أن "المحتجين في ساحة التحرير، اعتبروا تلك الموجة رسالة ضدهم، لكنها لم تؤثر فيهم وهناك إصرار على مواصلة التظاهرات".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com