السيستاني يدين "مجزرة السنك" ويطالب بإلغاء الجماعات المسلحة
دان المرجع الشيعي في العراق، آية الله علي السيستاني، "مجزرة السنك" التي تتهم قوات الحشد الشعبي الموالية لإيران بارتكابها، الأسبوع الماضي، فيما طالب بإنهاء وجود الجماعات المسلحة بكل عناوينها.
وواقعة السنك، حصلت الجمعة الماضية، عندما أقدمت قوة من الحشد الشعبي – اعترفت لاحقًا ثم نفت- بالاشتباك مع المتظاهرين، وقتل وإصابة نحو 60 منهم.
وقال السيستاني في بيان ألقاه ممثله بكربلاء أحمد الصافي، إن " هذا الحادث المؤلم وما تكرر خلال الأيام الماضية من حوادث الاغتيال والاختطاف، يؤكد مرة أخرى أهمية ما دعت إليه المرجعية الدينية مرارًا، من ضرورة أن يخضع السلاح ـ كل السلاح ـ لسلطة الدولة، وعدم السماح بوجود أي مجموعة مسلحة خارج نطاقها تحت أي اسم أو عنوان".
كما دعا السيستاني إلى "ضرورة بناء المؤسسات الأمنية وفق أسس يكون ولاؤها للوطن، وإخضاع كل السلاح إلى سيطرة الدولة، وإعادة إعمار المناطق المحررة، وإعادة النازحين إلى منازلهم بكرامة".
ولفت إلى أن "هناك معركة مصيرية أخرى، وهي (معركة الإصلاح) وضرورة العمل على إنهاء حقبة طويلة من الفساد والفشل في إدارة البلد، ومما يدعو إلى التفاؤل هو أن معظم المشاركين في التظاهرات والاعتصامات الجارية يدركون مدى أهمية سلميّتها وخلوها من العنف والفوضى والإضرار بمصالح المواطنين، بالرغم من كل الدماء الغالية التي أريقت فيها ظلمًا وعدوانًا".
كما شجب السيستاني، "حادثة الوثبة" يوم أمس، وما رافقها من قتل أحد الشباب، وتعليقه على عمود للكهرباء، وقال إنها "جريمة بشعة ومروعة، ندعو الجهات المعنية إلى أن تكون على مستوى المسؤولية وتكشف عمن اقترفوا هذه الجرائم الموبقة وتحاسبهم عليها، ونحذّر من تبعات تكرّرها على أمن واستقرار البلد، وتأثيرها المباشر على سلمية الاحتجاجات، التي لا بد من أن يحرص عليها الجميع".
وتابع: "نشدّد على ضرورة أن يكون القضاء العادل هو المرجع في كل ما يقع من جرائم ومخالفات، وعدم جواز إيقاع العقوبة حتى على مستحقيها إلا بالسبل القانونية، وأما السحل والتمثيل والتعليق فهي بحد ذاتها جرائم تجب محاسبة فاعليها، ومن المحزن ما لوحظ من اجتماع عدد كبير من الأشخاص لمتابعة مشاهدها الفظيعة، يوم أمس".
ويشهد العراق، منذ شهرين، احتجاجات واسعة، رافقتها أعمال عنف، تطالب بإصلاح الوضع العام في البلاد، وإبعاد النفوذ الإيراني عن مصدر القرار، ضمن خارطة مطالب معلنة في الساحات العامة.
