بعد التفاهمات العسكرية.. دمشق تجس نبض الأكراد بحثًا عن تسوية سياسية
بعد التفاهمات العسكرية.. دمشق تجس نبض الأكراد بحثًا عن تسوية سياسيةبعد التفاهمات العسكرية.. دمشق تجس نبض الأكراد بحثًا عن تسوية سياسية

بعد التفاهمات العسكرية.. دمشق تجس نبض الأكراد بحثًا عن تسوية سياسية

في محاولة لجس نبض الأكراد في الشمال السوري، أرسلت دمشق وفودًا إلى القامشلي من أجل البحث عن تسوية سياسية، بعد التفاهمات العسكرية بين الجانبين، والتي فرضتها العملية العسكرية التركية التي دفعت الأكراد إلى الاستنجاد بالجيش السوري النظامي؛ لحماية الحدود مما وصفوه بـ "العدوان التركي".

ويرجح خبراء أن العدو المشترك للطرفين الكردي والحكومي السوري، وهو تركيا، قد يسهم في تقارب وجهات النظر حيال قضايا خلافية تتمثل في أن الإدارة الذاتية الكردية تسعى إلى الحفاظ على المكتسبات التي تحققت لها خلال سنوات الأزمة السورية، وضمان خصوصية قوات سوريا الديمقراطية التي يبلغ عددها نحو 79 ألف عنصر.

غير أن دمشق، وفقًا للخبراء، لم تعلن عن أي تنازل في هذا الصدد، وتطمح إلى إعادة السيطرة على المناطق الكردية، دون الأخذ بعين الاعتبار تداعيات الأزمة والتحولات التي حصلت في شمال شرق سوريا، خلال 9 سنوات من الحرب.

وفي حين أغفل الإعلام السوري الرسمي الحديث عن هذا التحرك، إلا أن صحيفة "الوطن" السورية شبه الحكومية، والتي تعرف نفسها بأنها مستقلة، كشفت عن لقاء جرى بين عدة أحزاب موالية للحكومة السورية، وأحزاب كردية في مدينة القامشلي.

ونقلت الصحيفة، الأحد، عن أمين عام حزب الشعب المرخص من السلطات السورية، وعضو مجلس الشعب، نواف طراد الملحم، قوله إن وفدًا من دمشق ضم قوًى وأحزابًا، قدم لأحزاب في شمال شرق سوريا مشروع "الإدارة المحلية"، لتدار وفقه تلك المناطق، موضحًا أن تلك القوى لم ترفض المشروع، وبذات الوقت لم تعط موافقتها عليه.

وأشار الملحم إلى أن اللقاء جاء بعد لقاءات سابقة تنسيقية، موضحًا أنه وفي اللقاءات السابقة كان هؤلاء المشاركون "يؤكدون على أنهم سوريون ولهم حقوق وواجبات علينا كما على الآخرين، وأنهم ليسوا انفصاليين"، في إشارة إلى مسؤولي الإدارة الذاتية الكردية.

وردًا على سؤال للصحيفة إن كان وفده لمس تجاوبًا من الطرف الكردي حول مشروع الإدارة المحلية، قال الملحم إن اللقاء لم يبحث النقاط الخلافية بقدر ما جرى الاتفاق على بحث النقاط الإيجابية، إن كان في الإدارة المحلية وإن كان في الإدارة الذاتية.

وحول مدى قبول الإدارة الذاتية الكردية لمشروع الإدارة المحلية كبديل عن الإدارة الذاتية، أعرب الملحم عن اعتقاده بأن قبولها البحث في أدق التفاصيل، وتحفظاتها كذلك، تشير إلى رغبتها في التباحث، وأنه ليس لديهم أي مانع أو تحفظ باللقاء مع الحكومة السورية.

وضم الوفد إضافة إلى الملحم، عضو حزب البعث الحاكم، فيصل عزوز، وأمين عام حزب التضامن المرخص من السلطات السورية، محمد أبو قاسم، وعضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، طارق الأحمد، ورئيس تيار التغيير السلمي المعارض، فاتح جاموس، وأمين عام حزب الشباب للبناء والتغيير المرخص، بروين إبراهيم.

أما وفد الإدارة الذاتية، فضم عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي (الذي يعد الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية) صالح مسلم، وعضو حزب الاتحاد السرياني، جوزيف لحدو، ورئيس حزب اليسار الكردي، محمد موسى، وعضو حزب الوحدة الكردي، مصطفى مشايخ.

وفي المقابل، قال رئيس حزب اليسار الكردي، محمد موسى، الذي شارك في الاجتماع، إن الإدارة الذاتية أبلغت دمشق باستعدادها لإجراء حوار جاد وواضح حول مستقبل المنطقة، لكن بشروط محددة.

ونقلت إذاعة "آرتا إف إم" المحلية عن موسى قوله، إن "اللقاء تناول الأزمة السورية والمرحلة الانتقالية ومستقبل الإدارة الذاتية"، لافتًا إلى أن الهدف من اللقاء كان توضيح رؤية الإدارة الذاتية للحل في سوريا.

وأضاف موسى أن الإدارة سعت إلى توصيل رسالة لدمشق مفادها بأن الإدارة الذاتية بمجموع أحزابها جاهزة لإجراء حوار مع الحكومة السورية، ولكن ضمن شروط  تتمثل في أن تكون سوريا دولة "ديمقراطية تعددية برلمانية لامركزية"، حسب تعبيره.

وأشار موسى إلى أن الإدارة الذاتية ترفض طرح موضوع الإدارة المحلية كبديل عن الإدارة الذاتية، لافتًا إلى أن النظام السوري لم يتجاوب حتى الآن مع مطالب الإدارة، ولا يزال متعنتًا، ولا يأخذ بعين الاعتبار الواقع الموضوعي والمتغيرات التي حدثت على الساحة السورية عمومًا، وفي شمال شرقي سوريا خصوصًا.

وفي ذات السياق، اجتمع رئيس مكتب الأمن الوطني في سوريا، اللواء علي مملوك، أحد أبرز المقربين للرئيس السوري بشار الأسد، الخميس الماضي، مع عدد من وجهاء العشائر العربية في مطار القامشلي؛ لبحث "تفعيل دور العشائر في مهام حماية المنطقة".

ونقلت صحيفة "الوطن" عن مصدر وصفه بـ"المطلع"، قوله إن الهدف من زيارة مملوك، هو لمُّ الشمل وإعطاء دفع باتجاه تحقيق المصلحة العليا، ومواجهة الأخطار التي تواجه السوريين، وعلى رأسها الغزو التركي للأراضي السورية.

وبحسب المصدر، فقد جرى اللقاء مع نحو 30 شيخًا من وجهاء العشائر العربية، وكانت الأجواء إيجابية.

وتأتي هذه الحوارات السياسية في أعقاب الإعلان عن تفاهمات عسكرية بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، بضمانة روسية، وهو ما أدى إلى إعادة انتشار الجيش السوري في مناطق كانت قد حررتها قوات سوريا الديمقراطية من تنظيم داعش، إضافة إلى الانتشار في المناطق الحدودية المتاخمة لتركيا.

يذكر أن موسكو دعت مرارًا، وهي حليفة النظام السوري، إلى حوار بين الإدارة الذاتية الكردية والحكومة السورية؛ من أجل التوصل إلى حلول للملفات العالقة، مؤكدة أن المسألة الكردية في سوريا لا تحل إلا عبر الحوار مع دمشق.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com