"خليها تخيس".. حملة مقاطعة عراقية توجه "ضربة موجعة" للمنتجات الإيرانية
"خليها تخيس".. حملة مقاطعة عراقية توجه "ضربة موجعة" للمنتجات الإيرانية"خليها تخيس".. حملة مقاطعة عراقية توجه "ضربة موجعة" للمنتجات الإيرانية

"خليها تخيس".. حملة مقاطعة عراقية توجه "ضربة موجعة" للمنتجات الإيرانية

لاقت الدعوات التي أطلقها نشطاء عراقيون على منصات التواصل الاجتماعي لمقاطعة المنتجات الإيرانية  تفاعلًا وانتشارًا واسعًا في عموم أنحاء البلاد، ما تسبب بتراجع الطلب بشكل حاد على تلك المنتجات.

الدعوات التي أطلقها نشطاء دعمًا للمتظاهرين في ساحة التحرير في بغداد ومحافظات أخرى، والذين يطالبون بإسقاط النظام الطائفي وإقالة الحكومة ومحاربة الفساد وإنهاء الهيمنة الإيرانية على الحكومة العراقية طالبت أيضًا بدعم المنتجات الوطنية.

وتهدف الحملة إلى الضغط على طهران اقتصاديًا من أجل وقف تدخلاتها في العراق، إذ يتهم الناشطون إيران بتورط عناصر مدعومين من قبلها بقتل وقنص المتظاهرين.

حملة المقاطعة ضد المنتجات الإيرانية التي انطلقت بوسم (#خليها_تخيس) بالتزامن مع انطلاق شرارة الاحتجاجات التي لاقت تأييدًا واسعًا بين العراقيين على أرض الواقع وعلى منصات التواصل الاجتماعي تطورت فيما بعد إلى حملة لدعم منتج الصناعة الوطنية.

وبحسب ناشطين تحدثوا لـ"إرم نيوز"، فإن الحملة الآن بدأت تؤتي أُكلها حيث بدأت المحال التجارية والمولات الكبيرة في بغداد والمحافظات الأخرى بطرح عروض على المنتجات الإيرانية خاصة مشتقات الألبان خوفًا من تلفها نظرًا لحملة المقاطعة الكبيرة التي التزم بها عدد كبير من العراقيين.

وتظهر صورة تم تداولها على نطاق واسع في العراق من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي الهبوط الحاد الذي طرأ على أسعار منتج إيراني كانت تباع العبوة الواحدة منه بـ500، لتصبح الخمس عبوات بألف دينار، ووفقًا لمراقبين فإن هذه العروض التجارية تزامنت مع إعادة فتح المعابر الحدودية التي أغلقت مع إيران وسط شكاوى من إغراق تلك المراكز بعد إعادة فتحها ببضائع مخالفة وتالفة.

الحملة شكّلت ضربة قاسية للاقتصاد الإيراني الذي يعاني من الآثار الناجمة عن العقوبات الأمريكية، حيث يعد العراق أكبر سوق للمنتجات الإيرانية، وفقًا لناشطين.

دعم المنتج العراقي

من جانبه، قال الناشط العراقي محمد أيسر من بغداد لـ"إرم نيوز"، إن حملة المقاطعة لمنتجات الألبان الإيرانية حققت نتائج باهرة وتفاعلًا والتزامًا كبيرًا من قبل الناس، خاصة أن المنتجات الإيرانية تغرق الأسواق العراقية رغم أنها رديئة الجودة ولا تواجه منافسة تذكر.

وعبّر الناشط عن سعادته لتحول حملة مقاطعة المنتجات الإيرانية إلى حملة دعم  للمنتجات العراقية، حيث بدأ ناشطون إلى توعية الناس بضرورة عملية إحلال المنتج العراقي بدلًا من المنتج الإيراني، داعيًا المصانع والشركات العراقية إلى رفع جودة منتجاتها والاجتهاد بخطط التسويق وتنفيذ حملات ترويجية لتتمكن من استغلال الفرصة وإعادة الصناعة العراقية إلى مكانتها.

وأشار الناشط العراقي محمد أيسر إلى أن منتجات شركة أبو غريب للألبان العراقية ذات التاريخ العريق تلقى إقبالًا متزايدًا من قبل المواطنين.

من جانبه، دعا الناشط وائل عماد إلى الاستمرار بحملة المقاطعة ضد المنتجات الإيرانية التي باتت تنتشر على نطاق واسع في عموم أنحاء البلاد، داعيًا العراقيين إلى شراء البديل عن  المنتجات من الصناعات العراقية وفي حال لم يتوفر له منتج عراقي أن يشتري المنتجات العربية أو الأوروبية.

وأوضح الناشط وائل لـ"إرم نيوز"، أن المنتجات الإيرانية رديئة من حيث الجودة وقد غزت الأسواق لرخص ثمنها ودخولها إلى العراق بطرق غير مشروعة.

وأكد الناشط العراقي ضرورة دعم المنتج العراقي وإطلاق الحملات الداعمة للصناعات الوطنية التي عانت على مدار السنوات الماضية من الوضع الأمني للبلاد والاستهداف الخفي لبعض الصناعات إضافة إلى الإهمال الحكومي المتعمد.

وفي السياق نفسه قالت الناشطة الشابة همسة محمد لـ"إرم نيوز"، إن غالبية الشباب العراقي انضموا لحملة المقاطعة ضد المنتجات الإيرانية، مشيرة إلى الانتشار الواسع الذي حققته الحملة.

ودعت همسة إلى دعم الصناعات الوطنية والإقبال على المنتجات العراقية البديلة للمنتجات الإيرانية.

ضربة موجعة

من جهته، قال الناشط الحقوقي يوسف داخل لـ"إرم نيوز" إن حملة المقاطعة هي رد فعل طبيعي على التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي.

وأوضح الناشط الحقوقي أن حملة المقاطعة لدعم مطالب المتظاهرين أطلقت شرارة الوعي الجمعي للمواطنين لدعم المنتج الوطني الذي يعني الكثير للاقتصاد العراقي، خاصة مع خسارته أكثر من 10 مليارات دولار من العملة الصعبة بسبب استيراد المنتجات الإيرانية.

واعتبر أن خسارة إيران في أكبر سوق لمنتجاتها يشكل ضربة موجعة للاقتصاد الإيراني المتهاوي أمام العقوبات الأمريكية.

وأشار الناشط الحقوقي إلى أن البضائع والمنتجات الإيرانية غزت الأسواق العراقية بسبب رخص ثمنها ولعدم فرض ضرائب عليها ولقرب المسافة بين البلدين وسهولة النقل، ما جعلها في متناول يد المواطن على عكس المنتجات العراقية التي انحسر انتشارها أكثر وأكثر لعدم وجود الدعم والتشجيع من الدولة والمواطنين على حد سواء.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد توقع في نوفمبر العام الماضي ارتفاع حجم التجارة الثنائية مع العراق إلى 20 مليار دولار سنويًا عن قيمة 12 مليار دولار آنذاك، رغم المخاوف بشأن التأثير الاقتصادي لتجدد العقوبات الأمريكية التي تستهدف النفط الإيراني والقطاع المصرفي والنقل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com