كيف يؤثر لقاء المشير حفتر والمسؤولين الأمريكيين على الصراع في ليبيا؟
كيف يؤثر لقاء المشير حفتر والمسؤولين الأمريكيين على الصراع في ليبيا؟كيف يؤثر لقاء المشير حفتر والمسؤولين الأمريكيين على الصراع في ليبيا؟

كيف يؤثر لقاء المشير حفتر والمسؤولين الأمريكيين على الصراع في ليبيا؟

ظهرت تحركات أمريكية متسارعة في الملف الليبي جلية،  بعد الإعلان عن لقاء مسؤولين أمريكيين مع قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، ما أثار التساؤل حول توقيت اللقاء، وتأثيره على الصراع في البلاد.

وقالت الخارجية الأمريكية في بيان، يوم الاثنينن إن المشير حفتر وأعضاء الوفد الأمريكي الذي ضم فيكتوريا كوتس نائبة مستشار الأمن القومي ناقشوا "الخطوات الرامية لوقف القتال وتحقيق حل سياسي للصراع الليبي"، فيما لم يذكر البيان مقر انعقاد الاجتماع.

وبحسب البيان فقد "عبر المسؤولون عن قلقهم الشديد بشأن استغلال روسيا للصراع على حساب الشعب الليبي"، بحسب تعبير الخارجية الأمريكية.

وترى مصادر سياسية ليبية تحدثت لـ"إرم نيوز"، أنه لا يمكن النظر إلى اللقاء بمعزل عن اللقاءات، التي أجراها وزير داخلية حكومة الوفاق فتحي باشاغا في العاصمة الأمريكية واشنطن.

كما لا يمكن النظر للقاء حفتر، بمنأى عن لقاء رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، يوم أمس الإثنين، مع السفير الأمريكي ريتشارد نولاند، الذي ناقش"آفاق إنهاء الأعمال العدائية حول طرابلس والجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للنزاع"، بحسب بيان للسفارة.

إلى جانب لقاء مسؤولين أمريكيين مع عارف النايض، السياسي المدعوم من الحكومة المؤقتة، الذي أعلن عزمه الترشح لرئاسة البلاد بعد "تحرير" الجيش الليبي لطرابلس .

وأشارت المصادر إلى أن عودة الدور الأمريكي بفاعلية بعد غياب، يعكس التطورات على الأرض، بما في ذلك تطور النفوذ الروسي المساند للمشير حفتر، وتطلع واشنطن إلى دور لها في مستقبل ليبيا.

لاعبون دوليون

وترى صحيفة "ذا ناشيونال" الأمريكية، أن التقارير التي تتحدث عن زيادة مشاركة اللاعبين الدوليين على أرض الواقع، بما في ذلك روسيا التي تدعم المشير حفتر، وقطر وتركيا اللتان تدعمان الوفاق والميليشيات التابعة لها، كانت سببًا رئيسًا في الاستجابة الأمريكية لتغيير موقفها من مجريات الأحداث في ليبيا.

وقال عضو مجلس النواب الليبي النائب سعيد امغيب، إن  لقاء مسؤولين أمريكيين كبار مع حفتر، في هذا الوقت بالتحديد، إشارة واضحة على قرب تحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات و"المجموعات الإرهابية" وإشارة أيضًا لـ"إمكانية مشاركة أمريكا في هذه المرحلة المهمة والمراحل المقبلة".

وتوقع امغيب في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن يكون اللقاء تطرق إلى ملاحقة قادة التنظيمات المتشددة، وبعض الشخصيات المطلوبة دوليًا بعد دخول الجيش إلى العاصمة طرابلس.

ورجح البرلماني الليبي أن يكون اللقاء قد ناقش الدور الأمريكي في العملية السياسية الليبية في مرحلة ما بعد التحرير، وبناء دولة مدنية قائمة على الديمقراطية.

ورأى أن اللقاء يفتح الأبواب لمرحلة جديدة من التعاون بين الطرفين، تحاول الولايات المتحدة من خلالها أن تكون حاضرة بقوة على كل الأصعدة.

وبخصوص التقارير، التي تتحدث عن غضب أمريكي من التدخل الروسي في ليبيا، أوضح امغيب أن ذلك "ربما يكون أحد الأسباب التي تحاول أمريكا أن يكون لديها حضور أكبر في مرحلة ما بعد التحرير".

إبعاد الروس

بدوره اعتبر السياسي الليبي محمد العباني، الذي يترأس رئيس اللجنة التحضيرية لـ"المؤتمر الليبي الجامع"، أن "الغرض من اللقاء هو إبعاد الروس عن الساحة الليبية فقط".

وقال العباني لـ"إرم نيوز"، إن"هناك اتفاقًا أمريكيًا روسيًا حدث في سوريا، ترك بموجبه الأمريكان الساحة السورية للروس"، وهو أمر "لا يريد الأمريكان تكراره في ليبيا، لأن لهم ولحلفائهم مصالح فيها"، على حد تعبيره.

تجاوب أمريكي

من جانبه اعتبر مسؤول في وزارة خارجية الحكومة المؤقتة، حبذ عدم كشف هويته كونه غير مخول بالتصريح للإعلام أن "اللقاء كان إيجابيًا".

وأضاف المسؤول في تصريح لـ"إرم نيوز" أنه لم تمضِ سوى ساعات قليلة على اللقاء حتى أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية عن حظر عمليات الطيران المدني على جميع الارتفاعات فوق الأراضي الليبية ومجالها الجوي، الأمر الذي يلتقي مع حظر الطيران، الذي أعلنه الجيش الليبي قبل أيام فوق طرابلس ومناطق أخرى.

وبشأن أن الدور الروسي المتنامي ساعد في التدخل الأمريكي، قال المسؤول الليبي:"نعم، إنه أحد الأسباب، وجرى التوصل لتفاهمات"، دون تحديدها.

الدور الروسي

من جهته، رأى المهتم بالشأن الليبي المهندس فيصل أبوالرايقة، أن تنامي الدور الروسي  في الأزمة الليبية يأتي ضمن عقيدة الدولة الروسية، التي تشكلت بوجود الرئيس فلاديمير بوتين، وهو ما يمكن تعريفه بالمصالح الجيوسياسية للدولة الروسية، حيثُ يتمثل ذلك في ضرورة تكوين تحالفات مع دول سبق أن وصفها بوتين بالدول القومية ومنها "سوريا وليبيا".

ورأى أن "الموقف الروسي لا يأتي طمعًا بالثروات الليبية خاصة الغاز، إذ أن ليبيا ليست السوق الأفضل أو الأكبر مع الغاز القطري أو الإيراني"، مضيفًا أن"روسيا بوجود بوتين تسعى لإيجاد مخرج (بحري) لكونها دولة ذات منافذ بحرية قليلة، ولذلك تجد في سوريا وليبيا منفذًا بحريًا مهمًا لها، وبالتالي لن تتخلى عن هذا الأمر".

الاختراق الإخواني

واعتبر أبوالرايقة في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "التخوف الأمريكي من الدور الروسي، خاصة في ظل وجود علاقات أمريكية بالتيارات المتشددة لا سيما جماعة الإخوان، يعود إلى صراع خفي بين الخارجية الأمريكية من جهة وبين البيت الأبيض والأمن القومي من جهة".

وأشار إلى أن لدى الخارجية الأمريكية ميولًا لدعم التيارات "المتأسلمة"، إذ إنها في عهد إدارة أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، كان لديها حوالي 2300 موظف أغلبهم مخترقون من جماعة الإخوان، وهو ما يدفع الإدارة الأمريكية لإيجاد موقف موحد بين الخارجية والأمن القومي خاصة مع تنامي الدور الروسي، على حد تعبيره.

وفي قراءة أخرى للقاء المسؤولين الأمريكيين بقائد الجيش الليبي يرى الناشط المجتمعي سليم الدالي، أن في الأمر إشارة تعطي الأمل لحكومة الوفاق بضخ الحياة في أوصالها دوليًا، فبعد ركود مواقف  المجتمع الدولي حيال حكومة الوفاق، قد تستفيد الأخيرة من هذا الموقف.

وأوضح في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن جماعة الإخوان ستأخذ هذا الموقف، الذي قد لا يدل على أن الرؤية الأمريكية تعود من جديد لتأييدهم، ولكنها ستستعمله ضد روسيا وكأنه ضد حفتر.

ويذهب الدالي، وهو من مدينة طرابلس، في تفسيره إلى أن تناغم الوفاق ومؤيديها مع التخوف الأمريكي من الحضور الروسي لتجييره، إلى أن دعم الجيش الليبي خاصة من روسيا، سيؤثر على استقرار ليبيا، ما يدفع الموقف الأمريكي تجاه إيجاد مخرج لهم وإطالة أمد وجود حكومة الوفاق أو ما يماثلها في الأيام المقبلة.

وحذّر الناشط الليبي من أن بقاء الموقف الأمريكي "متذبذبًا"، خاصة فيما يتعلق بتفكيك الميليشيات في العاصمة الليبية، مضيفًا أن عدم وجود تناغم بين الجهات الأمريكية سيبقى عائقًا كبيرًا أمام دور أمريكي مؤثر، فبينما صرحت الخارجية الأمريكية بأنها تتابع مدى التزام الأطراف بالعودة للحوار السياسي، إلا أن البيت الابيض أجهض كل الإرهاصات الأولية، التي من المفترض تناولها في مؤتمر برلين، المتوقع انعقاده في شهر كانون الثاني/ ديسمبر المقبل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com