إضاءة نصب الحرية وسط بغداد تقسم العراقيّين

إضاءة نصب الحرية وسط بغداد تقسم العراقيّين

احتدم الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، بشأن إضاءة نصب الحرية وسط العاصمة بغداد، على يد متظاهرين، وسط مطالبات بالحفاظ على هوية النصب دون إضافات غير رسمية.

وأقدم متظاهرون، يوم أمس، على وضع نشرات ضوئية، تحيط بنصب الحرية في ساحة التحرير، والتي تعد مركزًا للاعتصام والاحتجاجات بالبلاد، في خطوة عفوية أُريد بها إضفاء جمالية على أجزاء النصب وإضاءته ليلًا، بحسب متظاهرين.

لكن تلك الخطوة أثارت ردود فعل متباينة، بين النشطاء والمحتجين؛ ففي الوقت الذي دعت فيه أوساط مثقفة إلى إبقاء النصب على حاله، دون تدخل من أحد، إلا وفق الإجراءات الرسمية، وطالبوا بإزالة النشرات الضوئية، رأى آخرون أن الخطوة عفوية، ولا تهدف إلى إحداث تغيير في شكل النصب.

وقالت الكاتبة والصحفية، سلوا زكو، في تعليق عبر "فيسبوك"، إن "نصب الحرية ليس خرابة نفق التحرير التي أحياها الشباب، ولا هيكل المطعم التركي الذي غدا متوهجًا بالضوء وعيون البشر، هذا رمز يملكه كل عراقي، ومن مختلف الأجيال، والعبث به مهما حسُنت النوايا، جريمة، كيف يمكن أن توضع إنارة خلف القطع النحتية.. أوقفوا هذا العبث".

فيما علق الصحفي عبدالرحمن الغزالي، قائلًا: "كلنا نعرف أن الإضاءة على نصب الحرية خاطئة، ومن قام بها دفعه حسن النية، والإلهام بالبناء.. لا تحمّلوا المتظاهر أكثر من حسن نيته، ضحّوا وقدموا شهداء، والإضاءة زائلة لا محالة، ولكن للود مكان بيننا، فلا تتشنّجوا وخذوا الأمر برويّة".

الناشطة والمراقبة للشأن العراقي هناء رياض، علقت قائلة، "ارتاحيتوا هسة؟؟ ناس تكول خيانة، وناس تكول تخريب، وناس تكول لا يصح، تعرفون هاي الثورة شنو معناها؟ الثورة ثورة فكرية على كل جامد، الثورة على كل من لا يقبل التحديث، الثورة على كل من ينظر بعين واحدة".

وأضافت: "إضاءة وخلوها على النصب!! الدنيا احتركت.. شبيكم.. شنو الخلل اللي أصاب المعنى؟؟ شنو الخلل الي غير من ملامح النصب؟؟؟ عجيبييين!".

من جهته، ذكر الناشط محمد المياحي، وهو متظاهر في ساحة التحرير، أن "المبادرة جاءت من قبل الشباب المتظاهرين، بصورة عفوية، لإضفاء مزيد من الجمالية على النصب، دون أن تكون هناك رغبة بتغيير شكله كما تحدث البعض، خاصة وأن النصب معتم في الليل، ولم يكن هناك اعتناء من الجهات المختصة، بالإنارة الخاصة بمحيطه والتي من المفترض أن تنعكس عليه بصورة سليمة".

وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "الخطوة لاقت رفضًا وترحيبًا، ومن الممكن إزالة تلك النشرات خلال الأيام القليلة المقبلة، لكن بشرط أن تجدد أمانة بغداد، والجهات المسؤولة عن النصب، الأضواء في المكان، ليظهر في حلة جديدة، تليق برمزيته التاريخية، وما يمثله في نفوس العراقيين".

ونصب الحرية عبارة عن سجل مُصور صاغه الفنان المعروف، جواد سليم، عن طريق الرموز، أراد من خلالها سرد أحداث رافقت تاريخ العراق، مزج خلالها بين القديم والحداثة، حيث تخلل النصب الفنون والنقوش البابلية والآشورية والسومرية القديمة، إضافة إلى رواية أحداث ثورة تموز 1958، ودورها وأثرها على الشعب العراقي، وكثير من الموضوعات التي استلهمها من قلب العراق.

ويشهد العراق تظاهرات احتجاجية واعتصامات في العاصمة بغداد، وعدد من المحافظات، منذ الشهر الماضي؛ للمطالبة بإصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية، وإبعاد النفوذ الإيراني عن البلاد، فضلًا عن تغيير الطبقة السياسية الحاكمة، عبر انتخابات مبكرة وقانون جديد للاقتراع يضمن التمثيل العادل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com