دي مستورا يرجح ضغوطًا روسية على دمشق لحملها على منح حكم ذاتي للأكراد
دي مستورا يرجح ضغوطًا روسية على دمشق لحملها على منح حكم ذاتي للأكراددي مستورا يرجح ضغوطًا روسية على دمشق لحملها على منح حكم ذاتي للأكراد

دي مستورا يرجح ضغوطًا روسية على دمشق لحملها على منح حكم ذاتي للأكراد

رجح المبعوث الأممي السابق إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أن موسكو ستمارس ضغوطًا على دمشق من أجل حملها على منح الأكراد السوريين نوعًا من الحكم الذاتي في شمال شرق البلاد.

ولم يكشف دي ميستورا، الذي خبر الملف السوري لأربع سنوات، مزيدًا من التفاصيل حول شكل وطبيعة هذا الحكم الذاتي المفترض، لكنه أكد أن المقاربة الأمريكية والأوروبية للأطماع التركية في شمال شرق سوريا كانت خاطئة.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية، التي تمثل وحدات حماية الشعب الكردية قوامها الرئيس، قد أكدت، بعد التوصل إلى تفاهمات عسكرية مع دمشق لصد الهجوم التركي الأخير، أنها حصلت على ضمانات روسية لإجراء حوار جدي مع الحكومة السورية للتوصل إلى اتفاق سياسي حول مجمل المسائل العالقة بين الطرفين.

وأوضح المسؤول الأممي السابق، أيضًا، أن موسكو ترغب في دفع دول أوروبا للإسهام في إعادة إعمار سوريا، لكنه شدد على أن ذلك لن يتم إلا بعد التوصل لحل سياسي شامل في البلاد.

ورغم الحديث المتفائل لدي مستورا بشأن مصير الأكراد السوريين، غير أن الرئيس السوري بشار الأسد كان قد شن هجومًا على قوات سوريا الديمقراطية الأسبوع الماضي، في معرض انتقاده الهجوم التركي على شمال سوريا.

وانتقد الأسد قوات سوريا الديمقراطية بسبب تلقيها الدعم من واشنطن، مشيرًا إلى أنه "بعد كل العنتريات التي سمعناها على مدى سنوات من البعض، بأنهم سيقاتلون وسيدافعون، إلا أن ما رأيناه مؤخرًا هو أن التركي يحتل مناطق كبيرة كان المفروض أنها تحت سيطرتهم خلال أيام كما خطط له الأمريكي"، وكان الأسد يشير بذلك إلى قوات سوريا الديمقراطية.

وكان الجيش السوري النظامي قد بدأ الثلاثاء، بالانتشار في شرق مدينة القامشلي، أقصى شمال شرق سوريا، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2012 حين انسحبت قوات النظام السوري من شمال شرق سوريا، بعد اتساع رقعة المعارك والاحتجاجات المناهضة للنظام في مواقع أخرى من البلاد، ليستلم الأكراد إدارة المنطقة الممتدة شرق الفرات.

وكانت قوات النظام السوري قد دخلت إلى بعض المواقع في شرق الفرات بالقرب من مدن رأس العين وتل تمر والدرباسية بعد تفاهم مع قوات سوريا الديمقراطية التي استنجدت بالحكومة السورية بعد أن دخلت في مواجهة مع الجيش التركي والفصائل المسلحة الموالية له منذ التاسع من الشهر الفائت عندما شنت تركيا عمليتها العسكرية بهدف إنشاء منطقة آمنة على شريط حدودي، شمال شرق سوريا، بين مدينتي رأس العين وتل أبيض.

وكان مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية، أقر بأنها "ستكون هناك تنازلات مؤلمة من الإدارة الذاتية الكردية للحكومة السورية وحليفتها روسيا.

وفي مقال لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أضاف عبدي: "نحن لا نثق بوعودهم، لكي نكون صادقين، من الصعب معرفة من يجب أن تثق به.. لكن إذا كان علينا أن نختار بين تقديم تنازلات لدمشق وبين الإبادة الجماعية التي تمارسها تركيا ضد شمال سوريا، فسنختار بالتأكيد الحياة لسكان الشمال السوري".

وكانت تركيا وفصائل من المعارضة السورية المسلحة، موالية لها، شنت في التاسع من الشهر الماضي، هجومًا عبر الحدود ضد قوات سوريا الديمقراطية والوحدات الكردية، وسيطرت على منطقة طولها 120 كيلومترًا على امتداد الحدود.

واتفقت موسكو وأنقرة فيما بعد على إبعاد المقاتلين الأكراد إلى عمق لا يقل عن 30 كيلومترًا جنوب الحدود التركية وعلى تنفيذ دوريات مشتركة لمراقبة تنفيذ هذا الاتفاق.

وتأتي هذه التطورات بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب قوات بلاده من سوريا، في خطوة وصفها الأكراد، الذين تلقوا دعم واشنطن طوال سنوات الحرب ضد داعش، بالخيانة.

يشار إلى أن دي ميستورا شغل منصب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، بين عامي 2014 و2018 ، ويعتبر الأطول بقاءً في المنصب بين مبعوثي الأمم المتحدة إلى سوريا.

ومنذ بداية الصراع السوري تعاقب أربعة مبعوثين أمميين على إدارة الملف السوري، هم، كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي ثم دي ميستورا قبل أن يخلف الأخير غير بيدرسون منذ مطلع العام الجاري.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com