"المدن الصامتة".. لماذا غابت المحافظات السنية عن احتجاجات العراق؟
"المدن الصامتة".. لماذا غابت المحافظات السنية عن احتجاجات العراق؟"المدن الصامتة".. لماذا غابت المحافظات السنية عن احتجاجات العراق؟

"المدن الصامتة".. لماذا غابت المحافظات السنية عن احتجاجات العراق؟

لا تزال المدن العراقية السنيّة "صامتة" إزاء الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة بغداد ومختلف محافظات البلاد، رغم دعوات يطلقها نشطاء بضرورة الانضمام إلى ركب التظاهرات، خاصة أن تلك المدن تعاني أوضاعًا خدمية سيئة، بسبب الحرب على تنظيم "داعش"، وسيطرة كبيرة لفصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران.

ويشهد العراق، منذ مطلع الشهر الماضي، احتجاجات واسعة، للمطالبات بإصلاح الأوضاع السياسية، وإبعاد النفوذ الإيراني عن البلاد، فضلًا عن توفير فرص العمل، وتحسين بيئة الخدمات مثل الصحة والتعليم وقطاع الطاقة وغيرها، لكن المحافظات السنية (الأنبار، صلاح الدين، نينوى) لم تشارك في الاحتجاجات حتى الآن.

الزعيم القبلي يحيى السنبل أرجع عدم المشاركة في الاحتجاجات الجارية إلى "الأجواء التي تحيط بالاحتجاجات عمومًا، فضلًا عن تهمة (الدعشنة) التي بإمكانهم إلصاقها بالمحافظات السنية، التي لم تعد تحتمل مزيدًا من الإنهاك، ومخاطر التعرض إلى خضة قد تودي بها إلى مرحلة أسوأ مما يعيشه أبناؤها حاليًا".

وأشار في حديث لـ"إرم نيوز"، إلى أن "الجماعات الإرهابية لا تزال تهدد محافظة الأنبار، وهي أكبر محافظة عراقية، فضلاً عن وجود المليشيات والفصائل المسلحة"، ما دفع أهلها للصمت، خاصة أن تلك المدن خرجت في تظاهرات 2012، لكن أطرافًا معينة استغلتها وتغاضت عن داعش، الذي احتل المدينة، وهجّر سكانها".

التعامل بعنف

ويسود شعور لدى أهالي المحافظات الغربية بأن الحكومة العراقية ربما تستخدم العنف بشكل واسع حال خروج تظاهرات مؤيدة للاحتجاجات المندلعة في الجنوب، فضلًا عن انشغال السكان بإعادة الحياة إلى طبيعتها من خلال تهيئة الظروف المعاشية، عبر إعمار المنازل المدمرة، جراء الحرب على "داعش".

واعتقلت الحكومة العراقية، الشهر الماضي، عددًا من الناشطين في الأنبار، بسبب دعوتهم إلى الإضراب العام، والمشاركة في تظاهرات بغداد والمحافظات الأخرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

مشاركة سريّة

وعلى الرغم من منع السلطات أي مظهر للاحتجاج في الأنبار، وصلاح الدين، ونينوى، لكنّ طلبة الجامعات لجؤوا إلى حيل مبتكرة، تمثلت بحمل أوراق كُتبت عليها شعارات الاحتجاجات، وصوروها أمام الجامعات، تعبيرًا عن التضامن مع حركة الاحتجاجات الشعبية.

ونشر عدد من طلبة جامعة الأنبار، أوراقًا تحمل شعارات مساندة للاحتجاجات على مواقع التواصل الاجتماعي، تعبيرًا عن تضامنهم مع المحتجين، بينما نظم طلبة كلية الهندسة في صلاح  الدين اليوم السبت، حملة تبرعات واسعة، لإيصال قبعات الدراجات النارية، ومستلزمات أخرى، لمواجهة الغاز المسيل للدموع في ساحة التحرير.

ورفع ناشطو الأنبار لافتات كتب عليها: "يدًا بيد يا شباب كربلاء والنجف والناصرية، شباب الأنبار يتضامنون مع المتظاهرين في ساحة التحرير، لا للعملية السياسية لا للدستور لا للطائفية لا لتقسيم العراق"، وغيرها من الشعارات.

ومنعت قوات الأمن في محافظة نينوى تنظيم تجمع داعم للتظاهرات، كان مقررًا إقامته اليوم في مدينة الموصل.

وقال الناشط علي واثق، إن "القوات الأمنية منعت الناشطين من تنظيم الفعالية التي كانت مقررة ظهر اليوم، دون توضيح الأسباب، إنهم يتخوفون جدًا من أي احتجاج سني، وبعض عناصر الأجهزة الأمنية يتعاملون بطائفية في مثل تلك المسائل".

وأضاف لـ"إرم نيوز" إن "التظاهرات في المحافظات السنية، لابد لها أن تنطلق، فزمن الطائفية قد ذهب، لكن النظام الحالي مازال يجعل تلك الحواجز بين أبناء الشعب، لأنها تعزز سلطته ووجوده".

ومنذ احتجاجات عام 2012، وما أعقبها من دخول "داعش"، لم تشهد تلك المدن ذات الغالبية السنية أي تظاهرة أو مشاركة خلال الفترة الماضية، رغم تصاعد موجة الاحتجاج جنوب العراق.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com