"الغمر والباقورة" مقابل الإفراج عن اللبدي ومرعي.. هل سعت إسرائيل لابتزاز الأردن؟
"الغمر والباقورة" مقابل الإفراج عن اللبدي ومرعي.. هل سعت إسرائيل لابتزاز الأردن؟"الغمر والباقورة" مقابل الإفراج عن اللبدي ومرعي.. هل سعت إسرائيل لابتزاز الأردن؟

"الغمر والباقورة" مقابل الإفراج عن اللبدي ومرعي.. هل سعت إسرائيل لابتزاز الأردن؟

ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن هناك تقديرات بوزارة الخارجية، ترجح إطلاق سراح مواطن إسرائيلي، اعتقلته السلطات الأردنية لدى دخوله البلاد بشكل غير شرعي، مشيرة إلى أن حالات مماثلة في الماضي انتهت بإطلاق سراح إسرائيليين بعد أيام من القبض عليهم، "وهو ما سيحدث هذه المرة".

وأفادت صحيفة "يسرائيل هايوم"، أمس الأربعاء، بأن وزارة الخارجية الإسرائيلية، "لم تتلق حتى الآن ما يدل على وجود صلة بين اعتقال المواطن الإسرائيلي وبين المطالب الأردنية بشأن إطلاق سراح مواطنين أردنيين إداريًا من قبل السلطات الإسرائيلية، منذ آب/ أغسطس الماضي، لدى تواجدهما بالضفة الغربية".

واعتقلت سلطات الاحتلال مواطنين أردنيين هما هبة اللبدي، التي اعتقلت قبل أكثر من شهرين لدى زيارتها الضفة الغربية وعاقبتها بالسجن الإداري لمدة خمسة أشهر، فيما بدأت بدورها إضرابًا عن الطعام استمر لأكثر من شهر.

والمواطن الأردني الثاني المعتقل هو عبدالرحمن مرعي، الذي اعتقل بالضقة الغربية وتم إيداعه السجن لمدة 4 أشهر، دون توجيه تهم واضحة له.

إسرائيل تقايض

ويُرى في الأردن على نطاق واسع أن إسرائيل "تقايض المملكة في قضية الأسيرين الأردنيين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي، للضغط على عمان بهدف الموافقة على تمديد تأجيرها أراضي الغمر والباقورة الأردنيتين، مقابل الإفراج عن الأسيرين".

ورفض الأردن مؤخرًا تمديد تأجير إسرائيل لتلك الأراضي بعد 25 عامًا من التأجير، بموجب اتفاقية "وادي عربة" للسلام بين الجانبين في 1994.

ونقلت قناة "المملكة" شبه الرسمية، عن مصادر قولها، إن "إسرائيل حاولت ربط قضية اللبدي ومرعي بملفي الباقورة والغمر، وهو ما رفضه الاْردن بالمطلق".

وأضافت المصادر أن "إسرائيل وعدت أكثر من مرة بإطلاق سراح اللبدي ومرعي خلال المفاوضات التي لم تنقطع لكنها لم تنفذ وعودها".

وتصاعدت أزمة الأسيرين بشكل دراماتيكي بين الأردن وإسرائيل، ففي حين تصر الأخيرة على اعتقال الأسيرين إداريًا دون تهمة، وعدم الاستجابة لمطالب المملكة المستمرة منذ  أشهر في إطلاق سراحهما، استدعت عمان سفيرها في تل أبيب للتشاور، وفق ما أعلن وزير الخارجية أيمن الصفدي.

وقال الصفدي في تصريحات إعلامية محلية، إننا "نحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة مواطنينا وسنستمر في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والدبلوماسية والسياسية لضمان عودتهما إلى وطنهما سالمين، فتعريض حياة مواطنينا اللذين تتدهور حالتهما الصحية للخطر، فعل مدان ترفضه المملكة التي تقدم مصالح مواطنيها وسلامتهم على كل اعتبار".

على صعيد متصل، كشف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني، النائب نضال الطعاني، عن أن "الاحتلال رفع مذكرات لمنظمات دولية منها المحكمة الدولية للتدخل بقضية الباقورة والغمر".

وقال الطعاني في تصريحات صحفية لموقع "عمون" المحلي، إن "الاحتلال طالب في مذكراته تمديد تأجير الأراضي الأردنية".

في تعليق منه، لم يستبعد المحلل السياسي أسامة الرنتيسي، أن تقدم إسرائيل على ممارسة الضغوط ومقايضة الأردن من أجل تمديد تأجير أراضي الباقورة والغمر، مقابل الإفراج عن الأسيرين اللبدي ومرعي.

وقال الرنتيسي لـ"إرم نيوز"، إنه "في ضوء اعتقال السلطات الأردنية لمتسلل إسرائيلي، فإن الشعب الأردني يتطلع إلى تكرار سيناريو الملك حسين بن طلال، عندما أفرج عن القياديين في حماس الشيخ أحمد ياسين وخالد مشعل، مقابل الإفراج عن معتقلين إسرائيليين".

وتساءل الرنتيسي: "لماذا لا تعقد الحكومة صفقة للإفراج عن كل المعتقلين الأردنيين وليس فقط اللبدي ومرعي"، معتبرًا أن "هناك الفرصة مهيئة وقوية أمام الحكومة الأردنية لإبرام صفقة مع الاحتلال الإسرائيلي، تكون مشرفة وتخفف من الاحتقان الشعبي السائد نتيجة الظروف التي تمر بها المملكة".

ويواجه الأسيران اللبدي (24 عامًا)، ومرعي (29 عامًا)، ظروفًا صعبة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مع تدهور حالتيهما الصحية، بعد أن خاضت اللبدي إضرابًا عن الطعام، بينما يعاني مرعي من مرض السرطان في ظل نقص الرعاية الصحية.

وتفاعل نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي الأربعاء، مع الإعلان عن ضبط "مواطن إسرائيلي" تسلل للأردن، مطالبين الحكومة بعدم الإفراج عنه إلا مقابل الإفراج عن الأسيرين الأردنيين في سجون الاحتلال عبدالرحمن مرعي وهبة اللبدي.

بدورها، طالبت "لجنة أهالي الأسرى والمفقودين الأردنيين" الحكومة، الأربعاء، بعدم الإفراج عن الإسرائيلي المتسلل إلى الأراضي الأردنية، ودعت في بيان صحفي السلطات الأردنية إلى "مبادلة المتسلل بصفقة تبادل مع الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي".

وطالب النائب في البرلمان الأردني قيس زيادين، الحكومة "بعدم تسليم أو إعادة المتسلل الإسرائيلي إلا باستعادة الأسيرين اللبدي ومرعي".

كما دعا النائب خليل عطية، الحكومة إلى "عدم الإفراج عن الإسرائيلي الذي تسلل إلى الأراضي الأردنية بطريقه غير شرعية، إلا بعد الإفراج عن الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال، وعلى رأسهم الأسيرة هبه اللبدي والأسير عبدالرحمن، وجميع الأسرى الأردنيين، سواء المحكومين أو الموقوفين إداريًا".

علاقات باردة

وذكر موقع "واللا" العبري أن التصعيد الأردني "يأتي في ظل علاقات باردة للغاية مع إسرائيل في الشهور الأخيرة، ولا سيما منذ إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبيل انتخابات أيلول/ سبتمبرالماضي أنه يعتزم ضم غور الأردن للسيادة الإسرائيلية، وهو الإعلان الذي أثار غضب المملكة".

وأشار الموقع إلى أن ذلك يأتي مع مرور 25 عامًا على توقيع عمان وتل أبيب على اتفاق السلام، وهو اتفاق تتصاعد الأصوات في الأردن لإلغائه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com