جبران باسيل.. صهر الجنرال جنرال
جبران باسيل.. صهر الجنرال جنرالجبران باسيل.. صهر الجنرال جنرال

جبران باسيل.. صهر الجنرال جنرال

قبل زفافه إلى شانتال ميشال عون عام 1999، لم يكن أحد يسمع بجبران باسيل، أما اليوم.. فاسمه في الصدارة وعلى كل لسان.

ولا يذكر اسم باسيل هذه الأيام إلا مقرونًا بالشتائم من كل نوع، حتى عد السياسي الأكثر شتمًا ضمن موجة الاحتجاجات التي تجتاح لبنان، لدرجة أن تندر متابعون للشأن السياسي بأن باسيل "دخل موسوعة غينيس عن فئة أكثر وزير تم شتمه في يوم واحد"، وطالب آخرون بتجنيب أمه الشتائم التي تطلق ضده.

اكتسب شهرته بكونه مثيرًا للجدل، ومتسلقًا وخلافيًّا، وصاحب خطاب عنصري، يراه معظم اللبنانيين مقيتاً، وأحيانا سمجًا.

ظهوره الأول كان حين اختاره الجنرال عون من منفاه الباريسي، ليكون مرشح تياره في مسقط رأسه البترون، في انتخابات عام 2005، إلا إنه خسرها أمام أنطوان زهرا وبطرس حرب.

الدرس الذي لم يتعلمه باسيل، كان أن كونه صهر الجنرال غير كاف ليصير نائبًا عن البترون، وأنه يحتاج إلى أن يكون مقبولًا من ناخبيه، فقد ترشح مرة أخرى عام 2009، وانهزم مرة ثانية امام المنافسين أنفسهم، على الرغم من الإمكانيات الكبيرة التي سخرها له التيار؛ ما ترك أثرًا لا يُمحى في نفسه.

الطريقة التي أوصلته إلى أن يصير نائبًا عن البترون عام 2018، نتجت عن تغيير قواعد اللعبة، بعدما تمكن بنفوذه من فرض قانون انتخاب نسبي فُصّل خصيصًا على مقاسه، وأوصله إلى حيث يريد.

وما بين باسيل 2005 و2009 وباسيل 2018، فارق كبير، فخلال هذه المدة عاد الجنرال عون من باريس، وأصبح باسيل ملازمًا له، وتقدم في التيار الوطني لدرجة انه بات من الصعب العثور على صورة لا تجمع الجنرال به في تلك الفترة.

انيطت به مهام حساسة في قيادة التيار، واقصيت شخصيات كانت ذات حظوة، لإفساح المجال للصهر ليحتل مكانه الطبيعي أو غير الطبيعي، وانعكس ذلك على الموقف من تشكيل الحكومة، فحينما أصر سعد الحريري على عدم توزير الراسبين في انتخابات 2009، عاد ووزَّر باسيل، بعدما استند عون إلى الحائط مطلقًا عبارته الشهيرة:" كرمى لعيون جبران عمرا ما تكون حكومة"؟.

وعلى الرغم من بروزه سياسيًّا، كنائب ووزير ورئيس للتيار الوطني، وهو المنصب الذي شغله بعد انتخاب عون رئيسًا للجمهورية، إلا انه غير مقنع للبنانيين والسياسيين منهم بشكل خاص.

شغل جبران منصب وزير الاتصالات بين عامي 2008- 2009، ثم وزير الطاقة بين عامي 2009- 2014، ووعد اللبنانيين بعدم انقطاع الكهرباء، لتبقى وعوده دون تنفيذ حتى تعيينه وزيرًا للخارجية، منذ عام 2014 وحتى اليوم.

الذين يُشكّكون بقدرات ومهارات جبران يتناسون أنه أحد مهندسي صفقة مجيء ميشال عون رئيسًا للجمهورية، فخطوطه المفتوحة مع الأمريكيين وحزب الله على تناقضهما الظاهري، والدور الذي لعبه في اتفاق معراب مع القوى اللبنانية، أسسا للوضع الذي لا يزال مستمرًا.. حتى اليوم، وتحديداً.. حتى قيام الاحتجاجات.

طموح باسيل يتعدى موقع صهر الرئيس، أو الوزير بتقنية الاستناد إلى الحائط السالفة، أو النائب بتعديل القوانين، إلى أن يكون رئيسًا للجمهورية، ليستمر ما يسميه "العهد القوي".. بجنرال جديد؛ بعد أن يغيب الجنرال.

لجبران خليل جبران الذي سُمّي جبران باسيل تيمنًا به، قصة تحكي عن عثور راعي كنيسة على جريح في ليلة باردة، وحين يتحقق منه يتعرف عليه بأنه الشيطان، فيصعق ويوشك أن يفر منه ويتركه يواجه مصيره بعد أن ضربه أحد الملائكة بحد سيفه، لكن الشيطان يخبره أن وظيفته كرجل دين ستنتهي إن مات هو، لأن الشر سيختفي ولن تعود هناك حاجة له، وبالتالي فإنه بحاجة له، لتستمر الوظيفة.

جبران.. يجعل بطل قصته يحمل الشيطان أخيرًا ليعالجه، ربما في مصنع الجنرالات!.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com