"نعيش أجواء الحرب".. عراقيون يتحدثون لـ"إرم نيوز" عن تظاهرات 25 أكتوبر المرتقبة
"نعيش أجواء الحرب".. عراقيون يتحدثون لـ"إرم نيوز" عن تظاهرات 25 أكتوبر المرتقبة"نعيش أجواء الحرب".. عراقيون يتحدثون لـ"إرم نيوز" عن تظاهرات 25 أكتوبر المرتقبة

"نعيش أجواء الحرب".. عراقيون يتحدثون لـ"إرم نيوز" عن تظاهرات 25 أكتوبر المرتقبة

تسود الشارع العراقي حالة من القلق والترقب قبل يومين من انطلاق احتجاجات شعبية حاشدة، تطالب بإصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية، والحد من نفوذ إيران في البلاد.

وتسير استعدادات مختلفة بوتيرة متسارعة في الشوارع، وأروقة الحكم ووسائل التواصل الاجتماعي، إذ هبّت عائلات إلى الأسواق لشراء المواد الغذائية، تحسبًا للطوارئ، فيما قام أصحاب المخازن التجارية، بإغلاقها وتعيين حرّاس لها.

وشهدت الشوارع الرئيسة، في العاصمة بغداد اليوم الأربعاء، اختناقات مرورية كبيرة، نتيجة خروج المواطنين لإنجاز أعمالهم وشراء احتياجاتهم، فضلًا عن بدء تنفيذ الخطط والاستعدادات الأمنية، وتكثيف الانتشار والسيطرات الأمنية قبل انطلاق موعد التظاهرات.

يقول المواطن العراقي، أبو محمد (53 عامًا)، إن "أجواء الزحامات على الأسواق ومحلات المواد الغذائية للادخار، تبعث على القلق، وتنذر بفوضى قريبة وكأننا في أجواء حرب"، مؤكدًا أنه "واجه صعوبات أثناء خروجه وعودته إلى المنزل بسبب الاختناقات المرورية، والإجراءات الأمنية التي بدأت تتصاعد شدتها وتظهر في الشوارع بشكل كبير".

آمال بتحقيق الأفضل

وقال أبو محمد، وهو والد لشابّين يستعدان للاشتراك بالاحتجاجات المرتقبة، خلال حديثه لـ"إرم نيوز" إنه "يأمل أن تنتصر الثورة الاحتجاجية التي بدأها الشبان، ويحققوا الحلم، وينهوا كابوس الحكومات الفاسدة المتعاقبة منذ 2003".

وتوقع أن "تشهد بغداد والمحافظات الأخرى احتجاجات حاشدة لما أراه في نفوس الناس والشباب من إصرار ورفض لكل ماتقدمه الحكومة من وعود إصلاحية، لأن الثقة انعدمت بهم إلى غير رجعة".

وحصد منشور على الصفحة الرسمية لرئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، في فيسبوك، تضمن وعودًا بحزمة إصلاحات كبيرة، آلاف التعليقات الساخرة، والمودّعة له قبل إقالته بفعل الاحتجاجات المرتقبة، بحسب المعلقين.

وتضمن منشور عبدالمهدي الذي يأتي في صدد بياناته وحزم إصلاحاته المتسارعة، (5) إجراءات "ضخمة"، بين تعديلات وزارية، تركز على الكفاءات وحضور متزايد للشباب، وتقليص رواتب المسؤولين من رئاسات ونواب ووزراء ومدراء، بحيث لا يتجاوز أعلى راتب ومخصصات 10 ملايين دينار عراقي (10 آلاف دولار)، مؤكدًا أنه سيخرج بخطاب إلى الشعب العراقي يوم غد الخميس، أي قبل يوم واحد من موعد انطلاق الاحتجاجات.

وفي تعليق على تلك الاصلاحات التي نشرها مكتب عبدالمهدي قال الناشط عبدالله رعد: "إذا دخل الجمل في سم الخياط ستطبق هذه التعديلات"، مطالبًا عبدالمهدي بـ"الاستعجال، لأنه لم يتبق له سوى يوم غد، ليتمكن من إصدار تصريحات، وبعد يوم غد الجمعة ستكون هناك ثورة في الشارع".

بدوره، علق الناشط بنيامين البيضاني قائلًا:"بعد ما تفيدك هاي السوالف (لن تنفعك تلك الحكايات) لو توزع ذهب للشعب، قدم استقالتك وأرحل من حيث ما أتيت".

في الجهة المقبلة، كثفت الشرطة المحلية من استعداداتها، وأعلنت في عدة محافظات من البلاد، نزع أسلحة منتسبيها أثناء الاحتجاجات، تحسبًا من إطلاق النار على المحتجين، كما حصل في تظاهرة مطلع الشهر الجاري، مما تسبب بمقتل وإصابة آلاف الضحايا جرّاء ذلك.

قلق من المجهول

وعبر مواطنون عراقيون عن قلقهم من دخول البلاد في "المجهول" وعودة نشاط المليشيات المسلحة، وانتشار الفوضى والخراب في البلاد، مع تلك الاحتجاجات، غير معروفة العواقب، خاصة وأن هناك تجربة سابقة، من الاحتجاجات أدت إلى دخول تنظيم داعش لبعض مناطق البلاد، عام 2013.

لكن المحلل السياسي وائل الشمري، يرى أن "قرار الاحتجاج حاليًا، هو قرار سياسي، اتخذته الأحزاب الحاكمة، أو ركبته بشكل كبير، وبالتأكيد ستكون مسيطرة على مخرجاته، وبالتالي لغاية الآن لم يتبن أحد خيار إسقاط الحكومة، بشكل علني، وهذا ما يعطي انطباعًا بأن التظاهرة ستكون دون مطالب كبيرة، مثل اسقاط العملية السياسية أو استقالة الحكومة، أو تعديلات دستورية".

وأضاف الشمري لـ"إرم نيوز" أن " الشارع العراقي تظاهر كثيرًا، ويبحث حاليًا، عن تغيير حقيقي، في شكل المنظومة السياسية، لكن أيًا من الأحزاب لم يتبن شكل تلك التغييرات، وهذا مأزق، إذ من المرشح أن تنتهي الاحتجاجات دون تحقيق ما يصبون إليه، والاقتصار على إصلاحات رئيس الوزراء".

ويشهد العراق احتجاجات كبيرة، هدأت حاليًا على أن تُستأنف الجمعة المقبلة للمطالبة بالإصلاح السياسي، وإبعاد النفوذ الإيراني عن البلاد، وتحفيز القطاع الخاص، لتوفير المزيد من الوظائف.

ودعا مدونون وناشطون عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى تظاهرات حاشدة في العاصمة بغداد وباقي المحافظات 25 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، من أجل المطالبة بإقالة الحكومة العراقية الحالية برئاسة عادل عبدالمهدي، ومحاسبة قتلة المتظاهرين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com